قال السياسي " عمار علي حسن" أن عهد مبارك أدى إلى ظهور تراكمات وهي التي أدت إلى ما يسمى بالتمدد الاجتماعي الذي يعد محاولة لبلورة دولة داخل الدولة، وإنشاء مجتمع منفرد داخل المجتمع الكبير قد يكون الهدف منها الاستفادة سياسيا وقد يكون بهدف جمع أكبر عدد من الناس للانضمام تحت سلطتهم وهو نوع من القوة المرجعية لهم . وأشار " عمار علي حسن " أن تلك البلورة نشأت بسبب عدم الاهتمام بالخطاب الديني الصحيح وتركه ينشرون به افكارهم ومدى عمق جماعاتهم بطرق غير مرئية ليكونوا قاعدة كبيرة مؤيدة لهم. وأضاف عمار علي حسن خلال مناقشة كتاب "المجتمع العميق بين السلفيين والاخوان"، ب بيت السناري الأثري، أنه رغم اختلاف التوجه للفكري لكل من الاخوان والسلفيين فالإخوان يريدون السلطة ويستغلون الدين للوصول لها اما السلفيين فيريدون أن يكونوا جبهة لمحاربة ما يعتقدون أنه خاطئ وكفر ولكن يشتركون في فكرة استغلال الدين للوصول إلى غايتهم . ،ويذكر أن الدراسة نشرت في العدد التاسع والعشرين من سلسلة كراسات "مراصد" الصادرة عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، وسيقوم دكتور أحمد زايد؛ أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، بالتعقيب على الدراسة. وتعد الحلقة أولى ندوات منتدى وحدة الدراسات المستقبلية ببيت السناري والذي سيعقد بشكل دوري لمناقشة إصدارات الوحدة. وقال فيها "عمار علي حسن" إن الجماعات الدينية المسيسة قد سعت إلى تحقيق العمق في ركاب "التدين الاجتماعي"، أو التدابير الاجتماعية النابعة من الدين والتدين. ويرمي هذا إلى تكوين رأسمال اجتماعي عريض، وعابر للطبقات الاجتماعية، يمكن توظيفه في عملية التقدم نحو حيازة السلطة بتحويله إلى رأسمال سياسي، وهو ما تحقق بالفعل في مصر خلال وقت مبكر. وتطرق إلى فقدان الإخوان والسلفيين لعمقهم الاجتماعي تدريجيًّا. فبعد وصولهم إلى السلطة في مصر أخذ تنظيم "الإخوان المسلمين" وجماعات "التيار السلفي" يفقدون تدريجيًّا "العمق الاجتماعي" الذي صنعوه على مهل عبر عقود من الزمن ومن خلال وسائل عدة، وكان يشكل بالنسبة لهم "الذخيرة البشرية" التي يستمدون منها العزم والنصرة، سواء عبر حشود جماهيرية متتابعة هي أقرب إلى "استعراض القوة" أو عبر التصويت في الانتخابات بدءًا من الاتحادات والروابط إلى الانتخابات التشريعية مرورًا بالنقابات المهنية. وترتب على فقدان "جماعة الإخوان المسلمين" و"التيار السلفي" الكثير من عمقهم الاجتماعي الذي صنعوه في دأب ومثابرة، عدة آثار، هي في وجهها الآخر، تعد بعض مظاهر تسطح هذا العمق أو إصابته تدريجيًّا بالضحالة، وهي كما يذكرها الكاتب: إعادة صياغة الصورة الإخوانية والسلفية، تقليص قدرة الإخوان والسلفيين على التعبئة والتجنيد، وتزعزع المنتمين للإخوان والسلفيين.