نشرت مجلة "إسبانيول" مقالا لمراسلها في مصر ، تحت عنوان "جمال عبد الناصر من أقوى رجال التاريخ" و نشرته جريدة أخبار اليوم فى عددها الصادر يناير 1955. قال كاتب المقال أن الرئيس جمال عبد الناصر قد حقق أمال مصر الوطنية ، بتوقيع إتفاقية الجلاء ،مما ضمن للحكومة المضي في القيام بالأعباء التي إلتزمت بها أمام الشعب ، ولكن هذا النجاح ساء جماعة الأخوان المنحلة التي كانت ترد أن تتوج هامتها بأكليل طرد الأنجليز من مصر، ولكنها لم تكن تعلم أن أنجلترا لا تعقد اتفاقا مع الحكومة تصل إلي القبض علي زمام السلطة بالإغتيال ، ونشر الفوضى ، وإشاعة الاضطراب . وأضاف أنه في وسع المرء أن يتخيل مدي الخطر الذي يحدق بمصر و العالم العربي ، لو لم تنحرف هذه الرصاصات الغادرة ، آل الحكم " لا قدر الله " إلي الدهماء الذين كانوا في عام 1952 علي وشك حرق القاهرة ، و القضاء على تراثها المجيد ، و الأقدام على نهب المصارف ، وتدمير المصانع و السفارات ، بل كان في نية الحكومة المزعومة أبطال كل القوانين الأجتماعية السائدة . وأشار أن حكومة الثورة قد أفسدت تدبير الجماعة المنحلة في اللحظة التي أعتقدت فيها أنها قد بغلت أهدافها مع أن "عبد الناصر" كان قد أطلق لها حرية ، وسمح لها بالقيام بنشاطها في حدود القانون فانطبق عليه المثل القائل " أن أطعمت الغربان فأنها لا تلبث أن تفقا عينيك " . وأضاف أنه لقد همس بعضهم في أذني في أثناء الأحتفالات الأخيرة قائلاً : " هذا أقوي رجل في مصر " . وقال مراسل المجلة ، الحق أن هذا الرجل له طاقة عجيبة على النهوض بأعباء الحكم ، وفيه ظاهرة تميزة هي أنه لا يحطم ألا من يقف حائلا بينه و بين تحقيق رسالة قومية . لقد أجتاز الآن بنجاح كل العقبات التي وضعت في سبيله ، حقا ما أشجع هذا الرجل !! لقد رأيته بطوف المدينة بعد ساعات من حادث إغتياله تحيط به المجموع الزاخرة وهو عاري الصدر لا يكاد يحرسه أحد . وأكد أنه أستطع أن يحصل علي تصريح منه بعد هذا الحادث فلم تبدو منه كلمة تنم على الحقد أو الشهوة الأنتقام ، فأكد الرجل القوي بذلك شجاعته مرة أخرى .