اختتمت الأربعاء 16 ديسمبر، أخر فعاليات الدورة الثانية عشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي 2015» بعد أن استمرت هذه التظاهرة السينمائية المتميزة على مدار ثمانية أيام، وجذبت إليها أنظار الجماهير في الإمارات والمنطقة والعالم بأسره. وشهد المهرجان حضور مجموعة من أبرز النجوم المتألقة في سماء صناعة الأفلام، وعدد من الممثلين وأشهر الشخصيات في العالم، حيث حصدت الدورة الثانية عشرة محبة وإعجاب الجماهير بفضل ما قدمته من أفلام سينمائية متميزة واحتفالات رائعة ترافقت بعروض ساحرة على السجادة الحمراء، إضافة إلى تكريم أفضل المواهب السينمائية والتمثيلية المتميزة من المنطقة والعالم، فضلاً عن الاحتفاء بالمواهب الصاعدة من خلال حفل توزيع جوائز مسابقاته المتنوعة وأهمها «جوائز المهر». واختتم المهرجان دورته برائعة المخرج والكاتب والممثل الكوميدي الشهير آدم ماكاي، وهو دراما كوميدية مقتبسة من رواية مايكل لويس «النقص الكبير» حول الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أواسط العقد الأول من القرن 21. وقدم الفيلم كوكبة من أشهر النجوم العالميين، ومنهم: براد بيت، وكريستيان بيل، وريان غوسلنج وستيف كاريل. وتبع عرض الفيلم حفل غنائي ساحر أحياه فنان الريجي العالمي المشهور شاجي، نظمته شركتي «117 لايف» و«ذا أودينس». وفي معرض تعليقه على اختتام الدورة ال 12 من المهرجان، قال عبد الحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «لقد نجحنا على مر الأيام الثمانية الماضية في توفير منصة سينمائية جمعت بين الأفراد من مختلف التوجهات والثقافات واستقطبت المهتمين بصناعة السينما من كافة أرجاء العالم، وجاء مهرجان هذا العام ليروي لنا قصصاً عن الحب والعائلة والحرب والحزن والعزلة والموسيقى والسعادة التي تمتد من أميركا الجنوبية إلى أقاصي الشرق، ومن منطقة الشرق الأوسط إلى آخر دولة اسكندنافية. وكان لنا الفخر بعرض أفلام سينمائية من الطراز الأول شارك في صناعتها طاقم متألق ومواهب مبدعة جعلت مهرجان دبي السينمائي الدولي يتخطى كافة الحدود الجغرافية ويوسّع الأفق الثقافية». وأضاف جمعة قائلاً: «يفاجئ المهرجان جمهوره في كل دورة بما يقدمه من أعمال مدهشة تعكس قدرة صانعيها على تقديم أفلام جديدة تواكب مسيرة التطور المستمرة التي يحققها قطاع السينما في المنطقة. وبفضل حضور مجموعة متنوعة من أشهر الشخصيات المعروفة والناشئة في سماء صناعة السينما، تحول مهرجان دبي إلى تظاهرة سينمائية ليصبح واحداً من أبرز المهرجانات السينمائية المرموقة في العالم. سنواصل مسيرة دعمنا لتنمية المواهب الناشئة في صناعة الأفلام، وكلنا أمل أن تشهد صناعة الأفلام في هذه المنطقة نجاحاً لافتاً في المستقبل». وأثناء اليوم الختامي أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أسماء الفائزين بجوائز «المهر» في حفل ضخم أقيم في مسرح مدينة الجميرا، حيث سلّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم الجوائز للفائزين. وفاز ضمن مسابقة «المهر الإماراتي» بجائزة «أفضل فيلم طويل» فيلم «ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين، وبجائزة «أفضل فيلم قصير» فيلم «أمنية» للمخرجة آمنة النويس، وحصل ناصر الظاهري عن فيلمه «في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل» على جائزة «أفضل مخرج». وضمن مسابقة «المهر القصير» فاز بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «مريم» للمخرجة فايزة أمبا، وحصل على جائزة «أفضل فيلم» فيلم «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل. أما بمسابقة «المهر الطويل» حصل على جائزة «لجنة التحكيم» فيلم «حكاية الليالي السود» للمخرج سالم الإبراهيمي، وعلى جائزة «أفضل فيلم روائي» فيلم «على حلّة عيني» للمخرجة ليلى بوزيد، وعلى جائزة «أفضل فيلم غير روائي» فيلم «أبداً لم نكن أطفالاً» للمخرج محمود سليمان، وعلى جائزة «أفضل ممثل» لطفي عبدلي عن دوره في فيلم «شبابك الجنة»، فيما حصلت منّة شلبي على جائزة «أفضل ممثلة» عن دورها في فيلم «نوارة»، وحصل محمود سليمان عن فيلمه « أبداً لم نكن أطفالاً» على جائزة «أفضل مخرج». وضمن مسابقة «المهر الخليجي القصير» ففازت بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «بسطة» للمخرجة هند الفهاد، وبجائزة «أفضل فيلم» «رئيس» للمخرج رزكار حسين. كما خطف الأضواء الفائز بجائزة وزارة الداخلية «أفضل سيناريو مجتمعي» عبدالله حسن أحمد والذي حصل على مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي. وكانت مسابقة المهر قد انطلقت في العام 2006 بهدف دعم صانعي الأفلام إقليمياً وتقديم الدعم المالي اللازم لإنتاج أفلام سينمائية، وقد نجح البعض منهم في تحقيق شهرة عالمية تعكس الدور الاستثنائي الذي يلعبه «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في تطوير قطاع السينما في المنطقة. بدوره، تحدث مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني ل«مهرجان دبي السينمائي الدولي» قائلاً: « كانت مهمة اختيار الأسماء الفائزة في هذا العام مهمة شاقة للغاية. فقد كانت المنافسة شديدة ومتميزة وكان هناك عدد كبير من المشاريع الرائعة الأمر الذي تطلب من لجنة التحكيم جهوداً مضاعفة. أثق تمام الثقة أن الأسماء الفائزة ستتمكن بالإضافة إلى عدد كبير من الأفلام التي عرضت في مهرجان دبي السينمائي الدولي من تحقيق مكانة لها في عالم السينما، وسوف تسحر قلوب وعقول الجماهير في العالم». وأضاف قائلاً: «ساهم مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ انطلاقته الأولى في العام 2004 في دعم قطاع السينما في الإمارات وتحول إلى واحد من أبرز المهرجانات الدولية التي تجمع صانعي الأفلام والممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو بهدف تنمية مواهبهم واستعراض قدراتهم الفنية على الساحة العالمية. وبعد مرور 12 عاماً على انطلاقه، يواصل هذا المهرجان تحقيق النجاح عاماً بعد عام لتسليط الضوء على المواهب الفنية محلياً وعالمياً». وشهدت فقرات الحفل الختامي أيضاً، تقديم «جائزة الصحافيين الشباب» التي تُقدم بالتعاون مع صحيفة «جلف نيوز»، الناطقة باللغة الإنجليزية، والأكثر توزيعاً على مستوى دولة الإمارات. وسلم محمد المزعل، مدير تحرير الجريدة، ل سايِمة واسي من جامعة مانيبال دبي عن جهودها في تغطية أنشطة وأحداث المهرجان. كما سلّم عبد الحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، «جائزة الجمهور» التي كانت من نصيب فيلم «يا طير الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد، وتعتبر هذه الجائزة تكريماً يمنحه جمهور المهرجان لأفضل فيلم طويل. كما أعلن عن تاريخ الدورة ال 13 من مهرجان دبي السينمائي الدولي حيث ستنظم بين 7 و14 ديسمبر 2016 في مدينة جميرا، مقر المهرجان.