أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته بحفاوة الاستقبال من الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس خلال زيارته للبلاد .. مؤكدا أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين مصر واليونان من آلاف السنين وحتى الآن. وقال السيسي - خلال جلسة مباحثات مع الرئيس اليوناني الثلاثاء 8 ديسمبر- إن طموحات مصر في تطوير هذه العلاقات المتميزة ليس لها حد، وأن اللقاء الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص سيكون مقدمة إلى تعاون أكثر توسعا بين مصر وأوروبا. وأشاد السيسي بالموقف اليوناني الإيجابي الداعم للشعب المصري وثورته خلال الشهور الماضية، إلى جانب المساعدة في إيصال وجهة النظر المصرية إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن مصر تحتاج إلى المزيد من التعاون في الملفات المهمة مثل ملف الإرهاب والتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري، لأن الإرهاب خطر يهدد الجميع، وتوابعه من دمار وتهجير للمواطنين، ليس في سوريا فقط ولكن في بعض الدول الأفريقية أيضا. وأكد الرئيس أن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى جهد دولي مشترك، وأنه يحتاج إلى استراتيجية شاملة في مواجهته، لأنه أمر يهدد ليس فقط الدول التي يوجد بها الإرهاب وإنما منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأوروبا والعالم. وتابع "نحن نستطيع جميعا القضاء على هذه الظاهرة التي تمثل تهديدا للإنسانية بأكملها، ومصر مستعدة دائما للتعاون في هذا المجال، ولكن مكافحة الإرهاب تحتاج جهد مشترك من جميع دول العالم". وأشار السيسي إلى أن الزيارة تهدف أيضا إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين مصر واليونان، قائلا "إن شعب مصر لديه طموحات ونحن يجب علينا تلبية هذه الطموحات". من جانبه، رحب الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس بالرئيس عبدالفتاح السيسي في اليونان .. مشيرا إلى أن هذه الضيافة بمثابة رد على الضيافة القلبية والحارة التي قدمت لهم عند زيارتهم للقاهرة .. مشيرا إلى أن ما تم تداوله في القاهره بين الجانبين، مازال ساريا ويتأكد يوما بعد يوم. وأشاد الرئيس اليوناني بالدور وعامل الاستقرار الذي تقوم به مصر، ليس فقط على مستوى المنطقة بالمعنى الضيق، ولكن على مستوى المنطقة بالمفهوم الأوسع، ويشمل ذلك المنطقة الأفريقية. كما أشاد بالدور الذي تقوم به مصر أيضا بالتعاون لإنهاء الحرب والأزمة في سوريا من منطلق إنساني بمواجهة مأساة اللاجئين، وأيضا مواجهة المجرمين الإرهابيين من "داعش" الذين يبثون الإرهاب في المنطقة. وجدد بافلوبولوس إشادته بالتقدم المبهر الذي ينجزه الشعب المصري، ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن على سبيل المثال في المجال الاقتصادي تم افتتاح قناة السويس الجديدة .. مشيرا إلى أن هذا المشروع يضاهي عظمة وتاريخ الشعب المصري، وأيضا بالتعاون مع ميناء شرق بورسعيد .. لافتا إلى أن هذا سيؤدي إلى المزيد من التقارب مع أوروبا والمنطقة بشكل عام. وعبر الرئيس اليوناني عن مشاعر الصداقة والود والتهنئة على اكتشاف الاحتياطي الضخم للنفط الذي هو ملك لمصر، قائلا "أود أن أشيد بالتعاون الثلاثي بين اليونان ومصر وقبرص" .. مشيرا إلى أن هذا التعاون مثلا يحتذى به بالنسبة لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، فضلا عن أنه يمثل احتراما لمواثيق القانون الدولي سواء المواثيق المكتوبة أو الأعراف القانونية، "وهو مثل موجه إلى البعض وهي تركيا، خاصة أن اليونان تتعاون مع مصر وفقا للقانون الدولي، ولافتا إلى أن أثينا لا تسعى إلى أخذ شئ ليس ملكا لها ولن تقدم أي تنازلات على ماهو معترف أنه ملك لها". وجدد الرئيس اليوناني ترحيبه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، متمنيا لسيادته أن تكون هذه الزيارة موفقة مع رئيس الوزراء اليوناني الكيس سيبراس ورئيس الجمهورية القبرصية أنس تسيادس .. معربا عن أمنياته بمواصلة هذه الصداقة بين مصر واليونان التي تمتد على مدار 40 قرنا من الزمن، حيث إنها صداقة وتعايش سلمي وتعاون فيما بيننا.