انهارت الفتاة فوق أقرب مقعد بعد أن أثقلت رأسها بالتساؤلات، وبخطوات يشوبها الخزي والعار أحكمت غلق باب غرفة نومها، خشية أن يسمعها والديها، وأمسكت بهاتفها المحمول وبصوت خافت صاحبه دموع وهمهمات تروي لصديقتها المفاجأة التي وقعت على رأسها كالصاعقة، بأنهما وقعا فريسة وضحية لصديقتهما التي تعرفا عليها من خلال شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وأخبرتها بطلبها مبلغا كبيراً من المال مقابل عدم نشر الصور الخاصة بهما وهما شبه عاريتين بملابسهما الداخلية بعد أن أوهمتهما بالعمل كعارضات أزياء للملابس الداخلية مقابل مبالغ مالية مغرية. وقبل أن تكمل حوارها فوجئت بصديقتها تنهمر في البكاء وتخبرها بأنها تعرضت أيضا للابتزاز وطلبت منها مبلغاً من المال. أنهت إحداهما المكالمة بعد أن اتخذتا القرار.. وهو كشف السر للوالدين.. كاد الأب أن يغشى عليه من هول ما يسمعه، وأطلقت الأم صرخة مكتومة وانتفضت من مكانها في محاولة لإنقاذ ابنتها من بين براثن الأب الذي فقد الوعي وكاد أن يقتلها. هدأت الأم من روع الأب وطالبته باستخدام العقل للخروج من هذه المحنة وسرعة العثور على هذه الشيطانة التي أوقعت بابنتهما وصديقتها. توجه الأب وقام بتحرير محضر بقسم شرطة العبور وأحيل إلى أحمد عيسى رئيس النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار مؤمن سالمان المحامي العام لنيابات شمال بنها. وبورود التحريات والاستعانة بالإدارة العامة للمعلومات والتوثيق وبالتنسيق مع قطاعي الأمن العام والمباحث بالمديرية تمكنوا من القبض على المتهمة.. وكانت مفاجأة.. حيث تبين أنه شاب حاصل على بكالوريوس حاسبات ومعلومات وقام بإنشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعي باسم امرأة لاستدراج الفتيات وتصويرهن بملابسهن الداخلية أو عاريات بحجة قيامه بالبحث عن عارضات أزياء ملابس داخلية مقابل مبالغ مالية مغرية ويستغل ضعفهن وبعد ذلك يقوم بابتزازهن وتهديدهن بنشر صورهن العارية على موقع التواصل الاجتماعي. وعثر بحوزة المتهم أثناء القبض عليه على اللاب توب الخاص به واعترف بصحة الواقعة، فقرر كيل النائب العام حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.