انتشرت في الآونة الأخيرة مسألة "الطلاق"، فبعد أن كان كارثة وفضيحة في البيوت، أصبح وكأنه أمر مسلم به أن يحدث في كل بيت مصري. والأمر الملفت للنظر، أنه في الأعوام الأخيرة باتت نسبة الطلاق الأكبر لمن مر على زواجهم أكثر من 20 عامًا مما يثير الفضول، فإن كانا تحملا العيش كل هذه الأعوام معًا فما يا ترى قد يدفعهم للانفصال ليبدءا حياة جديدة ربما لن يكون في وسعهم أن يعيشوها بسهولة. وفي هذا قالت الاستشاري الأسري زينب مهدي، أن الإنسان خلق مزود بفطرة الزواج، وهو رباط مقدس لبقاء الجنس البشري والتكاثر، يعتمد على شرطي المودة والرحمة. وأوضحت أن الإخلال بشرطي "المودة والرحمة"، من الأسباب الحقيقة التي أدت إلى انتشار الخلافات الزوجية والانفصال بسهولة. وعرضت زينب مهدي، أربعة عوامل أساسية لاستمرار الزواج، هي: - التوافق المهني : بأن يقدر كلا الطرفين مهنة الآخر، ويساعده في نجاحه والوصول إلى ما يطمح إليه. - التوافق الأكاديمي "الدراسي": بمعني ضرورة أن يكون الطرفان من نفس الطبقة أو المستوى الدراسي، مثلا لو كان الرجل مؤهل عالي فمن الأفضل أن تكون الزوجة مؤهل عالي هي الأخري، مما يسهل عليهم فهمهما لبعضهما البعض، ولكن لكل قاعدة شواذ. - التوافق الاجتماعي: أي أن تكون الطبقة الاجتماعية متقاربة، والتي تمثل نفس طريقة التربية والظروف المادية وأسلوب النظر في الأمور الحياتية وغيرها، خصوصًا وأن خلاف ذلك يسبب الاختلاف الذي غالبًا ما يؤثر على الأبناء ويجعلهم في بيئة مشوشة. - التوافق في الطباع الشخصية: وهي نقطة هامة جدا، لأن التوافق في الأطباع الشخصية يحذف تماما الخلافات بينهم، مثال ذلك أنه ليس من السهل أن يندمج الرجل المرح المحب للمناسبات الاجتماعية مع المرأة الإنطوائية والعكس. وطرحت الاستشارية الأسرية سؤالا هامًا، وهو "من أين تأتي الخلافات بين الطرفين؟".. وأجابت أن كل العوامل تكمن فيما ذكرته وأن أي خلل في أي نقطة منهم تجعل المشاكل متواجدة بين الطرفين وهذا ما يجعلهم مقبلين علي الطلاق لأن الحياة بينهم تصبح مستحيلة. ولفتت إلى أن طلاق المرأة في مرحلة ما بعد الأربعين، من الأمور الصعبة جدًا، لأن المرأة في مجتمعنا هي مخلوق درجة ثانية، بمعنى أن المجتمع المصري ذكوري بحت، وعندما تطالب المرأة بحقها في أي ناحية من النواحي التي تضمنها الحياة الزوجية من الصعب أن تنال حقها. ويجعلها ذلك بلا مأوى، فتعيش مع الزوج الغير مرضي لها نفسيًا، من أجل أولادها حتى يتربوا مع أبيهم، معتبرة نفسها غير موجوده على قيد الحياة، وهذا ما قيل من العديد من النساء المتزوجات الغير راغبات في البقاء مع أزواجهن لتميزهم بالأنانية والخيانة وعدم حفظ أسرار المنزل والعديد من العيوب. وتابعت، لكل شخص طاقة، والمرأة مخلوق يتميز بالتحمل والصبر برغم رقتها، الأمر الذي يدفعها أحيانًا للتحمل والتضحية من أجل أهداف سامية كتربية الأبناء، إلا أنها بعد إكمال هذه الرسالة تشعر وأنه من حقها أن تعيش باحترام فتلجأ إلى الطلاق بعد نفاذ طاقتها بسبب الإهمال والكذب والخيانة وغيرها من الأمور، لإكمال حياتها بهدوء دون الشعور بالإذلال من الطرف الآخر.