قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن صيانة الأمن القومي العربي كان أهم ما صدر عن هذه القمة، مشيرًا إلى أن اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية حلما وميلادا جديدا للجامعة العربية . وأشار العربي خلال المؤتمر العربي المشترك مع وزير الخارجية سامح شكري في ختام أعمال القمة العربية، إلي أن هناك قرارا هاما في هذا الصدد بالنظر للتهديدات غير المسبوقة التي تحيط بالأمة العربية. وأضاف بأنه تم تكليف للأمين العام للجامعة ليبحث مع فريق من قادة الأركان بعد شهر إجراءات تشكيل القوة، على أن تعرض النتائج على الترويكا العربية التي تضم الكويت الرئيس السابق للقمة العربية ، ومصر الرئيس الحالي، والمغرب الرئيس القادم للقمة العربية، ثم يتم عرض ذلك علي باقي القادة العرب ويحال الأمر بعدها إلي مجلس الدفاع العربي المشترك. وقال إنه ليس هناك وسيلة لإرغام أي دولة للمشاركة في القوة، مضيفا أن رؤساء الأركان سيجتمعوا خلال شهر لبحث كافة التفصيلات في ظل الموافقة الجماعية علي مبدأ أنشاء القوة، على أن يتم الانتهاء من الدراسات الفنية الخاصة بها. وبالنسبة للعراق وموقفها من القوة العربية المشتركة، قال العربي إن الموقف العراقي في هذا الصدد لا ينبع من المعارضة لها وإنما تحفظ في الشكل انطلاقا من الحاجة إلي مزيد من التشاور، وسيتم الاتصال بكافة الدول الراغبة في إعداد الآليات المتعلقة بهذا الموضوع. وأوضح أن العالم يتجه الآن إلي إنشاء وحدات جاهزة للتدخل السريع في الدول الراغبة في المشاركة في حالة الحاجة إلي ذلك. وأكد العربي على أن حق الدفاع الشرعي العربي موجود في ميثاق الجامعة العربية والأممالمتحدة، والوضع الحالي ليس تهديدات من دول وإنما من تنظيمات وإذا كان هناك تهديدات بشكل آخر مستقبلا سيكون لكل مقام مقال. وأوضح أمين عام الجامعة العربية أن تشكيل مثل هذه القوة سيكون رادعا... والأمر لا يتعلق بإعلان حرب، مضيفًا إن هناك تدخلات ضخمة من دول مجاورة للدول العربية وهي إسرائيل وتركيا وإيران. وقال إن مجلس الأمن والسلم العربي أنشئ منذ سنوات وظل حبر على ورق ولذلك تقدمت الأمانة العامة للجامعة العربية بمشروع جديد، ويمكن أن تكون القوة المقترحة قوة ردع أو حفظ سلام أو للإغاثة الإنسانية أو مراقبين، من خلال المرونة في استغلالها في ضوء طبيعة التهديدات. ونوه العربي إلى أنه لأول مرة الدول العربية تقرر أن يكون هناك رد فعل جماعي إزاء التهديدات، مضيفا إن التكامل الاقتصادي هو أيضا من متطلبات الأمن القومي العربي. ودعا إلي استكمال إجراءات إقامة الاتحاد الجمركي العربي. وأضاف نبيل العربي انه تم الانتهاء من النظام الأساسي لمحكمة حقوق الإنسان العربية وعند تصديق 7 دول عربية ستدخل المحكمة حيز التنفيذ. وأضاف نبيل العربي إن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ذكر اليوم إن الأممالمتحدة ومجلس الأمن فشلا في إيجاد حل للأزمة السورية ، موضحا أن الجامعة العربية بذلت كل ما يمكن أن تفعله إزاء الموضوع السوري قبل إحالة الموضوع إلي الأممالمتحدة. وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، قال العربي إنه كانت هناك تطورات منذ شهور وقتال في اليمن. وشدد على دعم الشرعية فضلا عن ظهور روح جديدة لدي الجامعة والدول العربية التي قرر اتخاذ رد فعل جماعي لدعم الشرعية من خلال عمليات عاصفة الحزم، انطلاقا من الشعور بضرورة أن نعمل معا في روح مع التكافل والتكامل. وأضاف أن الجامعة العربية لا تنظر أبدا إلي سنة وشيعة علي الإطلاق في تعاملها مع القضايا، لافتا إلي أن إثارة الموضوع له أغراض سياسية من بعض الدول لإثارة الفتنة والمسلمين يتبعون كتابا واحدا ولا يجب أبدا أن نسقط في هذا الفخ. وحول دعوة محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية لإنشاء ترويكا عربية للتوجه إلي الكونجريس الأمريكي للتحرك إزاء القضية الفلسطينية، قال نبيل العربي إن بيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أظهر تزايدا في تأييد القضية الفلسطينية على مستوي العالم وان عودة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عقبة يجب التغلب عليها ، كما أن هناك عدم تفاهم بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل ويجب الاستفادة من ذلك. ولفت إلي أن هناك آليات يجب التمسك بها وهناك لجنة للتشاور وأخرى لمبادرة السلام العربية توقفت منذ 3 سنوات. وحول القرارات الاقتصادية للقمة، قال إنها جاءت بناء على عمل سنوات وسنوات وهناك مشروعات عملاقة للأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها ، مضيفا أنها ليست مشروعات سياسية من جانب القادة وإنما هي قرارات اتخذها متخصصون بعد دراسة وافية.