في التعليق علي اعلان الخرطوم بين مصر والسودان واثيوبيا، أشرت قبل أيام إلي أن ما يجري في حوض النيل لن يكون بعيدا عن أخطار تجتاح المنطقة، وفي مقدمتها ارهاب يضرب في ليبيا وتتم مواجهته في سيناء، ويتلقي المدد من دول افريقية وغير افريقية. وأشرت أيضا إلي الخطر الجديد بعد تطورات الأحداث في اليمن وسيطرة الحوثيين ومحاولة ايران أن تضع أقدامها في باب المندب بكل ما يمثله ذلك من مخاطر علي أمن المنطقة والعالم وعلي حركة المرور في قناة السويس. ولا شك أن طهران كانت تدرك - من البداية - خطورة ما تفعله في اليمن الشقيق. ورغم كل التحذيرات فقد مضت في تنفيذ مخططاتها، بل والتباهي بأن العاصمة اليمنية هي العاصمة العربية الرابعة التي تسقط في يدها، ثم التلويح بأن الامبراطورية الفارسية القديمة قد عادت بالسيطرة علي الأرض العربية من العراق إلي الشمال الافريقي، والسيطرة علي البحار العربية من مضيق هرمز إلي باب المندب!! أكتب هذه السطور مع بداية عملية »عاصفة الحزم» والموقف مفتوح علي كافة الاحتمالات. لكن ما يهمنا هنا هو التأكيد علي عدة نقاط: إن مصر كانت حريصة علي الدوام ألا تنخرط في نزاعات خارج أراضيها، خاصة وهي تواجه إرهابا منحطا ومحاولات لا تتوقف لحصارها وتعطيل مسيرتها. إن ذلك كان يترافق دائما مع التأكيد علي أن مصر سترد علي الارهاب بضرب معاقله كما فعلت في ليبيا. وكذلك بالتأكيد علي أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر. إن مصر لم تكون يوما ولن تكون طرفا في أي نزاع طائفي. ولا شك أن موقفها مما جري ويجري في العراق وسوريا خير برهان علي ذلك. ومصر تدرك أن الكارثة الكبري علي الوطن العربي هي أن تنجح المؤامرة وينجر إلي نزاع سني - شيعي يعيد أسوأ فترات التاريخ العربي، ويدمر الحاضر والمستقبل. إن الخلاف مع ايران هو خلاف مع محاولتها لاستغلال الفتنة الطائفية لتحقيق أوهامها في التوسع واحياء الامبراطورية الفارسية، كما هو الحال مع أوهام تركيا في عثمانية جديدة وخلافة لا مكان لها إلا في خيال تجار الدين. أما نحن فقد عشنا طويلا (سُنة وشيعة، ومسلمين وأقباطا، ودروزا ومارونيين.. إلخ) في ظل عروبة تتسع للجميع، ومازالت - رغم كل ما جري - هي المنقذ للوطن العربي من كل ما يعانيه. تذهب إيران إلي اليمن كما ذهبت من قبل إلي المشرق العربي من أجل وهم احياء الامبراطورية الفارسية، وتحاول عبثا أن تكون ممثلا للشيعة في بلادنا.. ونذهب لاجهاض هذا المخطط، ولكي يكون ولاء العرب - مهما تعددت الأديان والمذاهب - هو للعروبة وللدولة الوطنية. لم تكن مصر يوما طرفا في حرب مذهبية ولن تكون. من تصوروا انهم قادرون علي التحكم في باب المندب دون اعتبار للعرب أو للعالم، عليهم أن يتفرغوا لحراسة طهران من العاصفة التي ترفض جر المنطقة إلي حروب المذاهب أو أوهام الحالمين بامبراطوريات بائدة. في التعليق علي اعلان الخرطوم بين مصر والسودان واثيوبيا، أشرت قبل أيام إلي أن ما يجري في حوض النيل لن يكون بعيدا عن أخطار تجتاح المنطقة، وفي مقدمتها ارهاب يضرب في ليبيا وتتم مواجهته في سيناء، ويتلقي المدد من دول افريقية وغير افريقية. وأشرت أيضا إلي الخطر الجديد بعد تطورات الأحداث في اليمن وسيطرة الحوثيين ومحاولة ايران أن تضع أقدامها في باب المندب بكل ما يمثله ذلك من مخاطر علي أمن المنطقة والعالم وعلي حركة المرور في قناة السويس. ولا شك أن طهران كانت تدرك - من البداية - خطورة ما تفعله في اليمن الشقيق. ورغم كل التحذيرات فقد مضت في تنفيذ مخططاتها، بل والتباهي بأن العاصمة اليمنية هي العاصمة العربية الرابعة التي تسقط في يدها، ثم التلويح بأن الامبراطورية الفارسية القديمة قد عادت بالسيطرة علي الأرض العربية من العراق إلي الشمال الافريقي، والسيطرة علي البحار العربية من مضيق هرمز إلي باب المندب!! أكتب هذه السطور مع بداية عملية »عاصفة الحزم» والموقف مفتوح علي كافة الاحتمالات. لكن ما يهمنا هنا هو التأكيد علي عدة نقاط: إن مصر كانت حريصة علي الدوام ألا تنخرط في نزاعات خارج أراضيها، خاصة وهي تواجه إرهابا منحطا ومحاولات لا تتوقف لحصارها وتعطيل مسيرتها. إن ذلك كان يترافق دائما مع التأكيد علي أن مصر سترد علي الارهاب بضرب معاقله كما فعلت في ليبيا. وكذلك بالتأكيد علي أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر. إن مصر لم تكون يوما ولن تكون طرفا في أي نزاع طائفي. ولا شك أن موقفها مما جري ويجري في العراق وسوريا خير برهان علي ذلك. ومصر تدرك أن الكارثة الكبري علي الوطن العربي هي أن تنجح المؤامرة وينجر إلي نزاع سني - شيعي يعيد أسوأ فترات التاريخ العربي، ويدمر الحاضر والمستقبل. إن الخلاف مع ايران هو خلاف مع محاولتها لاستغلال الفتنة الطائفية لتحقيق أوهامها في التوسع واحياء الامبراطورية الفارسية، كما هو الحال مع أوهام تركيا في عثمانية جديدة وخلافة لا مكان لها إلا في خيال تجار الدين. أما نحن فقد عشنا طويلا (سُنة وشيعة، ومسلمين وأقباطا، ودروزا ومارونيين.. إلخ) في ظل عروبة تتسع للجميع، ومازالت - رغم كل ما جري - هي المنقذ للوطن العربي من كل ما يعانيه. تذهب إيران إلي اليمن كما ذهبت من قبل إلي المشرق العربي من أجل وهم احياء الامبراطورية الفارسية، وتحاول عبثا أن تكون ممثلا للشيعة في بلادنا.. ونذهب لاجهاض هذا المخطط، ولكي يكون ولاء العرب - مهما تعددت الأديان والمذاهب - هو للعروبة وللدولة الوطنية. لم تكن مصر يوما طرفا في حرب مذهبية ولن تكون. من تصوروا انهم قادرون علي التحكم في باب المندب دون اعتبار للعرب أو للعالم، عليهم أن يتفرغوا لحراسة طهران من العاصفة التي ترفض جر المنطقة إلي حروب المذاهب أو أوهام الحالمين بامبراطوريات بائدة.