السادات.. وملحمة أكتوبر    لتعزيز المشاركة السياسية في انتخابات مجلس النواب 2025    منافسة عالمية على «تلال الفسطاط» |تأهيل 5 تحالفات دولية لتشغيل أكبر «حدائق الشرق»    مدبولي: الموافقة على الطرح وإنهاء التعاقد ل9 مشروعات بنظام المشاركة مع القطاع الخاص    اجتماع خليجي أوروبي يدعم خطة ترامب ويدعو إسرائيل لضمان المساعدات والإفراج عن أموال السلطة    صحة غزة: 21 شهيدا خلال يوم واحد جراء الغارات الإسرائيلية    استطلاع: 64% من الإسرائيليين يطالبون باستقالة نتنياهو الآن    الكرملين: تصريحات ترامب حول تمديد معاهدة ستارت الجديدة تبعث على التفاؤل بالحفاظ على الاتفاق النووي    منتخب 2008 يستعد لمونديال المغرب بمواجهات قوية أمام كبار دوري اليد    الزمالك يدعو لجمعية عمومية من أجل تعديل لائحته    أيمن الشريعي: جميع أندية مصر تضم لاعبين من إنبي    القبض على صانعة المحتوى دونا محمد بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء بالجيزة    جيل يتحدث مع الآلة    خالد العناني يقود اليونسكو.. تفاصيل عن المنظمة العالمية التي تحمي التراث وتعزز التعليم    الألباني روبرت بودينا يحصد جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو عن فيلم قطرة ماء بمهرجان الإسكندرية السينمائي    حزب الجبهة الوطنية يحتفي بفوز العناني في انتخابات اليونسكو: انتصار جديد للإرادة المصرية    الوثائقية تكشف أسرار الجمسي مهندس الحرب والسلام احتفاءً بنصر أكتوبر المجيد    نوفمبر المقبل.. بدء تصوير «أب ولكن» ل محمد فراج    عندهم شرف ويقفون بجانب الغلبان.. 5 أبراج تتمتع بصفات نبيلة (هل أنت منهم؟)    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    هل الزواج العُرفي يكون شرعيًا حال اكتمال جميع الشروط؟.. نقيب المأذونين يوضح    جولة مفاجئة لنائب وزير الصحة بمستشفى أم المصريين: استبعاد المدير ونائبه ونقل المدير المناوب    الهجرة العشوائية لامريكا أو اللوتري الأمريكي .. طريقة التقديم والشروط المطلوبة    سوسن بدر للوثائقية: الجبهة الداخلية هى الجبهة الأولى فى ضهر قائدها    إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قرية كفر عين شمال رام الله    الاتحاد الأوروبي: يجب إنهاء دورة الموت في قطاع غزة    رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد احتفال الطلاب بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    هل يحق للزوج الحصول على أموال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    تأجيل استئناف المتهم بقتل شقيقه فى الجيزة على حكم المؤبد لجلسة 6 نوفمبر    آية سويلم تحصد الذهب في بطولة نيويورك للقوة البدنية    ذا أثلتيك تكشف طبيعة إصابة ريس جيمس    سلة – الأهلي يهزم الأولمبي في دوري المرتبط    «البترول» تستعد لحفر بئر جديدة في البحر المتوسط    سر صفاء الذهن..عشبة صباحية تمنحك تركيزًا حادًا وذاكرة قوية    الأهلي يحدد 16 أكتوبر موعدا مبدئيا لرحلة بوروندي    منافسة شرسة بين 8 لاعبين على جائزة نجم الجولة السابعة فى الدوري الإنجليزي    الرابط مفعل.. خطوات التقديم على وظائف وزارة الخارجية عبر منصة مسار في السعودية    وزير الخارجية يلتقي رئيسة المؤتمر العام لليونسكو والمندوبة الدائمة لرومانيا لدى المنظمة    أسعار الحديد في أسيوط اليوم الإثنين 6102025    شاهد فرحة 2735 نزيلا مفرج عنهم بعفو رئاسى فى ذكرى انتصارات أكتوبر    "Taskedin" تطلق مبادرة لدعم 1000 رائد أعمال بالتزامن مع انطلاق قمة "تكني سميت" بالإسكندرية    الجريدة الرسمية تنشر عدة قرارات لرئيس مجلس الوزراء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة الأقصر    خطوات التسجيل في برنامج الهجرة العشوائية إلى أمريكا 2026.. كل ما تحتاج معرفته عن اللوتري الأمريكي    وزارة الشباب والرياضة تُحيي اليوم العالمي للشلل الدماغي    ممثلًا عن إفريقيا والشرق الأوسط.. مستشفى الناس يشارك بفريق طبي في مؤتمر HITEC 2025 العالمي لمناظير الجهاز الهضمي العلاجية المتقدمة    مصرع طفل سقط من علو في إمبابة    وزير العمل: القانون الجديد أنهى فوضى الاستقالات    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير ورفع كفاءة نفق "كوبري السمك" بحي غرب شبين الكوم    نجم الزمالك السابق يعتذر لمحمد مجدي أفشة    «الداخلية»: ضبط متهم بالنصب على مواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    نائبا رئيس الوزراء يشهدان اجتماع مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية.. تفاصيل    «عبد الغفار» يشارك في ختام «مهرجان 100 مليون صحة الرياضي»    كجوك والخطيب: القطاع الخاص المصرى مرن وإيجابي وقادر على التطور والنمو والمنافسة محليًا ودوليًا    مياه القناة: تجارب عملية لمواجهة الأمطار والسيول والأحداث الطارئة في الشتاء    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو يُظهر اعتداء على مواطن وأسرته بدمياط    أسعار الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ الإثنين 6 أكتوبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 أيام المهلة الضائعة.. واليمن على حافة الانهيار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 02 - 2015

الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .
الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.