حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 أيام المهلة الضائعة.. واليمن على حافة الانهيار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 02 - 2015

الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .
الترقب سيد المشهد الآن في اليمن، وذلك بعد أن انتهت مهلة الثلاثة أيام التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للاتفاق على ملء الفراغ الدستوري القائم بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت جميع المفاوضات بين القوى السياسية وجماعة الحوثي والتي يرعاها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر، ويبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود.
مهلة 3 أيام
جماعة أنصار الله "الحوثيون"، سبق وأن أمهلت القوى السياسية اليمنية، ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت أطرافا فيها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وأمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الإثنين الماضي، - الذي دعا إليه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في العاصمة اليمنية- القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد.
وأكد تفويض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن، إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.
واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم "التكفيريين" وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهم تلك الأطراف بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.
وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن على دورها في حماية الوطن من الانزلاق نحو الفوضى، وتدعو إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
فشل الاتفاق.. واستنفار
وبعد أن فشلت القوى السياسية في الوصول إلى اتفاق اليوم، يهدد قياديون في جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة.
صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قال، إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته، ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب .
ويبدو أن المعطيات التي جدت على المشهد اليمني، كلها تسير في مصلحة الحوثيين والذين بدورهم يستعدون اليوم لاتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على البلاد من خلال الاعتراف بهم من قبل المجتمع الدولي.
واستنفرت جماعة الحوثي منذ أمس، أنصارها في محافظات مختلفة للخروج في مظاهرات جماهيرية دعما لكل مقررات المؤتمر الوطني الموسع الذي عقدوه لمدة ثلاثة أيام في صنعاء، ومن ضمنه ما بعد مهلة الأيام الثلاثة.
الوضع المتأزم قديم جديد
د.فضل الربيعي المحلل السياسي اليمني، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، من صنعاء، إن الحوثيون جماعة دينية تتبع الطائفة الزيدية في شمال اليمن محافظة صعدة، ظهرت كحركة سياسية دينية باسم الشباب المؤمن في بداية الأمر وبدعم ضمني من الرئيس السابق على عبد الله صالح، هدفها مواجهة التطرف الديني السني في منطقة دماج في محافظة صعدة والذي كان يتزعمه الشيخ مقبل الوادعي، وكان وجود هذا المعهد السني الوهابي في دماج بمثابة الدعوة إلى إحياء الطرف الأخر الذي ظهر بالحركة الحوثية الزيدية.
وأوضح الربيعي، أن الحوثيون دخلوا في صراع مسلح مع النظام خلال السنوات الماضية وخرجوا منتصرين منه سياسيا الأمر الذي قوى حركتهم وتنظيمها السياسي، الذي دخل كطرف سياسي قوي في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى حركة أنصار الله التي ضمت الحوثي وبعض العناصر والقوى الأخرى تسير وفق توجه سياسي على غرار حزب الله في لبنان، بخلق دولة داخل الدولة، ويسند هذا التوجه السياسي الخلفية الدينية الزيدية القريبة إلى المذهب الشيعي .
وأشار، إلى أن عبدالملك الحوثي هو الابن الأصغر للمرجعية الدينية بدر الدين الحوثي، الذي توفي قبل سنتين تقريبا، وورث عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها شقيقه الأكبر- حسين الذيقتلفي 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني ثم بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة خلال السنوات الماضية.
وبين، أن الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه اليوم هو النظام السياسي في اليمن القديم والجديد على حد سواء.
ولفت إلى أن خط تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لم يتم ولم يبدأ حتى الآن، معتقدا أن الإصرار على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم جاء بإيعاز من الخارج ولإرضاء بعض القوى السياسية في الداخل بسبب مواجهة مطلب الجنوبيين باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة، وبدلا من الذهاب إلى معالجة وضع الجنوب فضلوا تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هروبا من الاستحقاق الجنوبي، موضحا أن الحل هو الاستجابة لحق الجنوب في تقرير مصيره.
وأكد، أن استقالة هادي والحكومة أربكت المشهد ووضع الحوثي في مأزق حقيقي. وكان استقال الرئيس اليمني ووزراء حكومة الكفاءات الوطنية في 22 من يناير الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
وعن فشل البرلمان اليمني الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي، قال إن البرلمان في الأساس هو منتهي بمعنى أنه انتهت فترة البرلمان عام 2009 وفقا للدستور، إلا أن المبادرة الخليجية هي التي أبقت البرلمان وفقا لشرعية المبادرة، والبرلمان اليمني بطبيعة الحال لم يكن برلمان يعكس مكونات المجتمع اليمني بالصورة التي تسير عليها برلمانات العالم ولم يتم وفقا لنزاهة الانتخابات، فقد جاء في ظروف سابقة فترة حكم صالح الذي سخر كل إمكانيات الدولة سابقا لخدمته وخدمة حزبه السياسي الذين يمثلون الأغلبية فيه، بمعنى العودة للبرلمان هي العودة لنظام صالح، ولهذا من الطبيعي أن هناك من لا يقبل ذلك من الحوثيين ومن ثم يبقى البرلمان مشلولا.
الجميع يتحمل المسؤولية
وعن من يحكم اليمن الآن في ظل الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة، أضاف، أن اليمن بلد يختلف عن كثير من البلدان حيث تتنازعه المرجعيات والهويات المختلفة ومن ثم نلاحظ أن غياب السلطة المركزية لا يوجد لها تأثير، أي أن السلطة كانت دائما بعيدة عن خدمة المجتمع.
وأكد الربيعي، أن جميع الأطراف مسؤولة عما جرى ويجري بالبلاد فلا نجد حق لطرف ضد الأخر.
وشدد الربيعي، على أن حل الأزمة اليمنية يأتي من خلال الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية والاعتراف الحقيقي بالقضية الجنوبية، بعيدا عن التظليل والتسطيح، ومحاولة كل طرف من أطراف الصراع تسخيرها لصالحة.
واختتم الربيعي، تصريحاته، بأن الأوضاع في اليمن معقدة ومتشعبة وسيكون لها تأثير على دول الخليج، داعيا الخليج لإعادة النظر في قراءة ما يجري في اليمن، والتفهم لمشكلاته المتعددة ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة، وأن يولوا قضية الجنوب والحوثي أهمية خاصة.
وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق خوفا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.