تنتهي السيدة الجميلة من تناول غدائها مع زوجها، تنتصب واقفة متجهة إلي غرفة نومها، في منتصف الطريق تشعربدوار، تقع مغشيا عليها، يتجه الزوج الطبيب إليها مسرعا، يتحسس نبضها، يشعر به خافتا شبه معدوم. يركض إلي التليفون يطلب المستشفي، يرجوهم أن يأتوا بأقصي سرعة لنقل الحبيبة، في محاولة مجنونة لفعل أي شئ من أجل إنقاذها. دقائق كأنها الدهر يعيشها الزوج الحبيب لامرأة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معني. فهذه السيدة النائمة في هدوء وعذوبة ليست زوجته ورفيقة رحلته فحسب، إنها فاتن حمامة، نجمة النجوم، ذاكرة السينما الراقية، الممتعة، الباقية في أعمق نقطة في قلوب المصريين. بل العرب جميعا. تصل سيارة الإسعاف، يكتشف الاطباء توقف القلب والحياة.وسط ذهول الزوج الذي كان منذ دقائق معدودة يشاركها الغذاء، ويأتنس بصحبتها التي ليس كمثلها أحد. تتهاوي قلاع شجاعته، ينهار باكيا أمام الجسد المسجي في وداعة واستسلام.. إنه المشهد الأخير في قصة فاتن حمامة. مشهد كأنه جزء منها،نفس البساطة، الرقي، الكبرياء،العذوبة والجمال وهي تنسحب بهدوء شديد دون صخب أوإرهاق لأحد. كالنسمة الباردة في عز الصيف تركتنا فاتن حمامة في مشهد يشبهها تماما. لقد كانت منذ طفولتها المبكرة نجمة ملكت القلوب في فيلم » يوم سعيد» مع محمد عبد الوهاب،و كان عمرها وقتها تسع سنوات، لم تكن مجرد طفلة موهوبة، بل كانت حالة فنية فريدة،و تتابعت السنين والأيام لتشرق فاتن حمامة في سماء الفن بوهج شديد التأثير، وأعمال سينمائية جسدت من خلالها الفتاة والمرأة المصرية بكل صورها.: البنت الرومانسية،المراهقة المعقدة نفسيا،الفتاة البسيطة، المقهورة.المرأة الطموح، التي تريد أن يكون لها دور في المجتمع،الفلاحة الفقيرة، الصعيدية. الأم الحائرة بين أولادها وقلبها وغيرها من الأدوار التي توجت اسم فاتن حمامة كممثلة لا نظير لها علي الشاشة الكبيرة والصغيرة أيضا من خلال المسلسلات التليفزيونية الرائعة التي قامت ببطولتها. أما فاتن الإنسانة، فقد عانت المجد في ذروته من نجاح وشهرة وتألق، كما عاشت آلاما رهيبة خلال رحلة حياتها، أهمها انفصالها عن عمر الشريف بعد تسعة عشر عاما من الزواج، تخللها الكثير من الألم، ثم هروبها من مصرعندما رفضت التعاون مع المخابرات أيام صلاح نصر في أعمال مشينة لم تستطع أن تكون جزءا منها. لكن يبدو أن الله كافأها وعوضها عن كل ما مرت به من آلام عندما التقت بالدكتور محمد عبد الوهاب وارتبطت به وعاشا معا أربعين عاما من الحب والتقدير والاستقرار. ربما بالغت الصحافة والإعلام – للأسف – في الحديث عن رد فعل الفنان الكبير عمر الشريف علي رحيل فاتن، لكنني هنا أتقدم للدكتور محمد عبد الوهاب رفيق العمر الجميل لفاتن حمامة بكل العزاء. شكرا لأنك اعطيت» فاتنتنا» الحب الحقيقي والاحترام الذي تستحقه. تنتهي السيدة الجميلة من تناول غدائها مع زوجها، تنتصب واقفة متجهة إلي غرفة نومها، في منتصف الطريق تشعربدوار، تقع مغشيا عليها، يتجه الزوج الطبيب إليها مسرعا، يتحسس نبضها، يشعر به خافتا شبه معدوم. يركض إلي التليفون يطلب المستشفي، يرجوهم أن يأتوا بأقصي سرعة لنقل الحبيبة، في محاولة مجنونة لفعل أي شئ من أجل إنقاذها. دقائق كأنها الدهر يعيشها الزوج الحبيب لامرأة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معني. فهذه السيدة النائمة في هدوء وعذوبة ليست زوجته ورفيقة رحلته فحسب، إنها فاتن حمامة، نجمة النجوم، ذاكرة السينما الراقية، الممتعة، الباقية في أعمق نقطة في قلوب المصريين. بل العرب جميعا. تصل سيارة الإسعاف، يكتشف الاطباء توقف القلب والحياة.وسط ذهول الزوج الذي كان منذ دقائق معدودة يشاركها الغذاء، ويأتنس بصحبتها التي ليس كمثلها أحد. تتهاوي قلاع شجاعته، ينهار باكيا أمام الجسد المسجي في وداعة واستسلام.. إنه المشهد الأخير في قصة فاتن حمامة. مشهد كأنه جزء منها،نفس البساطة، الرقي، الكبرياء،العذوبة والجمال وهي تنسحب بهدوء شديد دون صخب أوإرهاق لأحد. كالنسمة الباردة في عز الصيف تركتنا فاتن حمامة في مشهد يشبهها تماما. لقد كانت منذ طفولتها المبكرة نجمة ملكت القلوب في فيلم » يوم سعيد» مع محمد عبد الوهاب،و كان عمرها وقتها تسع سنوات، لم تكن مجرد طفلة موهوبة، بل كانت حالة فنية فريدة،و تتابعت السنين والأيام لتشرق فاتن حمامة في سماء الفن بوهج شديد التأثير، وأعمال سينمائية جسدت من خلالها الفتاة والمرأة المصرية بكل صورها.: البنت الرومانسية،المراهقة المعقدة نفسيا،الفتاة البسيطة، المقهورة.المرأة الطموح، التي تريد أن يكون لها دور في المجتمع،الفلاحة الفقيرة، الصعيدية. الأم الحائرة بين أولادها وقلبها وغيرها من الأدوار التي توجت اسم فاتن حمامة كممثلة لا نظير لها علي الشاشة الكبيرة والصغيرة أيضا من خلال المسلسلات التليفزيونية الرائعة التي قامت ببطولتها. أما فاتن الإنسانة، فقد عانت المجد في ذروته من نجاح وشهرة وتألق، كما عاشت آلاما رهيبة خلال رحلة حياتها، أهمها انفصالها عن عمر الشريف بعد تسعة عشر عاما من الزواج، تخللها الكثير من الألم، ثم هروبها من مصرعندما رفضت التعاون مع المخابرات أيام صلاح نصر في أعمال مشينة لم تستطع أن تكون جزءا منها. لكن يبدو أن الله كافأها وعوضها عن كل ما مرت به من آلام عندما التقت بالدكتور محمد عبد الوهاب وارتبطت به وعاشا معا أربعين عاما من الحب والتقدير والاستقرار. ربما بالغت الصحافة والإعلام – للأسف – في الحديث عن رد فعل الفنان الكبير عمر الشريف علي رحيل فاتن، لكنني هنا أتقدم للدكتور محمد عبد الوهاب رفيق العمر الجميل لفاتن حمامة بكل العزاء. شكرا لأنك اعطيت» فاتنتنا» الحب الحقيقي والاحترام الذي تستحقه.