وزير الزراعة: تشجيع صغار المزارعين على التوسع في زراعة القمح    رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التربية النوعية    محافظ المنوفية يتفقد المدارس الجديدة في شبين الكوم باستثمارات 130مليون جنيه    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025    نائب وزير الزراعة يبحث مع نظيريه الهولندي والسعودي تعزيز التعاون    الأقصر تجهز أرض أملاك دولة مستردة كمشتل لصالح إدارة الحدائق.. صور    البنك الأهلي ينفذ أكثر من 9.4 مليون عملية سحب ب 26.5 مليار جنيه خلال 9 أيام    ميناء السخنة يستقبل أكبر سفينة صب جاف منذ إنشائه    تخلوا عن بعض أراضيكم.. سفير أمريكا لدى إسرائيل يخاطب العواصم الإسلامية لإنشاء دولة فلسطينية    بالفيديو.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى وسط حماية أمنية مشددة    ترامب: ثقتي تتراجع بشأن التوصل لاتفاق نووي مع إيران    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بنظيره السعودي على هامش فعاليات منتدى أوسلو    أهلي طرابلس يطالب بتحقيق فوري في واقعة الاعتداء على حسام البدري    بعد التأهل للمونديال.. فيفا يشيد بمنتخب البرازيل    تقارير: الوداد يضم عمر السومة في مونديال الأندية    تقاير: ساني يرحل عن بايرن ميونخ هذا الصيف    «تحايل ولازم تحقيق».. خالد الغندور يُفجر مفاجأة بشأن عقد زيزو مع الأهلي    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 محافظة الغربية الترم الثاني (فور ظهورها)    قرارات النيابة في واقعة مقتل متهمين وضبط أسلحة ومخدرات في مداهمة أمنية بالمنيا    «بتوع مصلحتهم».. 3 أبراج يستغلون الغير لصالحهم بأساليب ملتوية    ماجد الكدواني: أنا وكريم عبد العزيز جبناء كوميديا وبنستخبى جوا الشخصية    إعلام إسرائيلى: حدث أمنى فى شمال قطاع غزة وإجلاء عدد من الجنود المصابين    تنسيق الجامعات| خدمة اجتماعية حلوان.. بوابتك للتميز في مجال الخدمة المجتمعية    انطلاق فعاليات بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم الدعم الفني في مصر    وزيرة البيئة: خطط طموحة لحماية البحر المتوسط    لجنة تخطيط الزمالك تسلم جون إدوارد ملف الصفقات والمدير الفنى    رئيس مياه القناة: تمكنا من إصلاح كسر القنطرة شرق بسبب انهيار جسر المصرف الزراعى    إعلام إسرائيلي: سيتم إصدار 54 ألف أمر تجنيد للحريديم الشهر المقبل    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء حارة ورطبة نسبيا خلال ساعات النهار    ضبط 14 قضية تموينية خلال حملة على أسواق القاهرة    البعثة الطبية للحج: 39 ألف حاج ترددوا على عيادات البعثة منذ بداية موسم الحج    جهات التحقيق: انتداب الطب الشرعى لطفلة الإسماعيلية بعد سقوطها من لعبة ملاهى    وزارة الدفاع الروسية: قواتنا وصلت للجهة الغربية لمنطقة دونيتسك الأوكرانية    ملخص مباراة البرازيل وباراجواى فى تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال    حزب «مصر القومي» يكثف استعداداته لخوض انتخابات مجلسي النواب والشيوخ    عريس متلازمة داون.. نيابة الشرقية تطلب تحريات المباحث عن سن العروس    "المشروع X" يتجاوز 94 مليون جنيه بعد 3 أسابيع من عرضه    يحيى الفخراني يكشف سر موقف جمعه بعبد الحليم حافظ لأول مرة.. ما علاقة الجمهور؟    قبل موعد الافتتاح الرسمي.. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير ومواعيد الزيارات    انطلاق فعاليات برنامج ثقافتنا فى اجازتنا بثقافة أسيوط    دموع الحجاج فى وداع مكة بعد أداء المناسك ودعوات بالعودة.. صور    تعاون بين «الرعاية الصحية» و«كهرباء مصر» لتقديم خدمات طبية متميزة    اعتماد وحدة التدريب بكلية التمريض الإسكندرية من جمعية القلب الأمريكية    "ولاد العم وقعوا في بعض".. 3 مصابين في معركة بالأسلحة بسوهاج    محمد ثروت يدعو لابن تامر حسني بالشفاء: "يارب اشفه وفرّح قلبه"    زيزو يكشف سر تسديده ركلة الترجيح الأولى للأهلي أمام باتشوكا    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    5 أطعمة تقوي قلبك وتحارب الكوليسترول    تعرف على آخر تطورات مبادرة عودة الكتاتيب تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    متحدث الحكومة: معدلات الإصابة بالجذام في مصر الأدنى عالميًا    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في الشرقية وأسوان    «فتح» تدعو الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات حاسمة ضد المخططات الإسرائيلية    أبو مسلم: أنا قلق من المدرسة الأمريكية الجنوبية.. وإنتر ميامي فريق عادي    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    تقارير: فيرتز على أعتاب ليفربول مقابل 150 مليون يورو    مُخترق درع «الإيدز»: نجحت في كشف حيلة الفيروس الخبيثة    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة ازمة سد النهضة بجامعة اسيوط تطالب بسرعة تدويل القضية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 31 - 03 - 2014

طالبت ندوة فى جامعة اسيوط بضرورة الإسراع فى تدويل قضية سد النهضة الأثيوبى وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أثيوبيا والتى تتضمن اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن واستخدام وسائل الإعلام الدولية المختلفة للدفاع عن حقنا فى مياه نهر النيل أمام العالم وخلق رأى عام دولى مؤيد لمصر للضغط على أثيوبيا حتى الوصول إلى تسوية مناسبة لجميع الأطراف.
جاء هذا فى الندوة التى عقدت بجامعة أسيوط تحت عنوان " سد النهضة الأثيوبى .. ما له وما عليه" وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عبد السميع عيد رئيس الجامعة وبحضور الدكتور عادل ريان نائبه لشئون التعليم والطلاب ، والدكتور محمد عبد السلام عاشور أستاذ المنشآت المائية وهندسة الرى بكلية الهندسة ورئيس الندوة ، والدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق ومن جامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين أستاذ الوارد المائية والأراضى بكلية الزراعة ، والدكتور هشام بخيت أستاذ الموارد المائية ، والدكتور شوقى محمد عبد العال وكيل كلية الإقتصاد والعلوم السياسية والدكتور عصام زناتى أستاذ القانون الدولى بجامعة أسيوط وقد أدار الندوة الكاتب الصحفى والإعلامى حمدى رزق.
وقد أكد الدكتور عادل ريان أن هذه الندوة تأتى فى إطار الدور التنويرى لجامعة أسيوط واهتمامها بقضايا الوطن وهمومه وما يواجهه من تحديات على كافة الأصعدة والتى تأتى فى مقدمتها ما تواجهه مصر من خطر يهدد نيلها العظيم وينذر بشبح العطش والجوع خلال العقود القادمة إذا لم نجد حلول حاسمة للدفاع عن حقنا التاريخى فى حصتنا من المياه والتى أقرتها الإتفاقيات والقوانين الدولية منذ القرون الماضية .
ومن جانبه أكد الدكتور عبد السلام عاشور على القيمة التاريخية للنهر منذ العصر الفرعونى والذى أقاموا على ضفافه حضاراتهم التى أذهلت العالم منذ أكثر من سبعة الآف عام دونما أدوات سوى النيل ، والآن يواجه المصريون هجمة شرسة ومكائد دولية لسلب حقنا فى الحصة العادلة من مياهه ، وقد ناشد عاشور المشاركين بإلقاء الضوء على الأبعاد الحقيقية لتلك المشكلة وكيفية التعامل معها والحلول الممكنة لها والسيناريوهات البديلة فى حالة تنفيذه.
وخلال إدارته للندوة أعلن الإعلامى حمدى رزق عن أن هناك أيادى دولية كثيرة تريد أن تسمم النهر وأن أثيوبيا هى المفعول به فى مخطط خارجى ضخم ومصر دولة عظيمة لها تاريخها وحضارتها لا يمكن أن تظلم دولة أو تجور على حق شريك لها ، كما وضع رزق خلال الندوة علامات إستفهام عديدة للعلماء والمتخصصين المشاركين حول تاريخ الصراع بين دول حوض النيل على المياه وفكرة بناء السد ، وتساؤلات أيضاً حول مدى تقصير مصر فى دفاعها عن النيل كقضية أمن قومى ، والحلول المطروحة لحل هذه الأزمة.
وحول التداعيات الفنية والزراعية المترتبة على بناء سد النهضة أوضح الدكتور نادر نور الدين أن سد النهضة ليس سداً واحداً بل هو سلسلة من أربع سدود للتحكم فى الحجم الهائل للطمى الذى تحمله مياه النيل والتى تكونت منها الأراضى المصرية ومجموع المياه التى سوف تحجزها تلك السدود هى 200 مليار متر مكعب من نهر لا يزيد تصرفه عن 48 مليار متر مكعب سنوياً مما سوف ينتقص من حصة المياه بمقدار 25 مليار متر مكعب كل عام وهى الكمية الكافية لرى 5 مليون فدان من أراضينا المصرية وذلك لمدة ثلاث سنوات وهى فترة ملء الخزان ثم بعد ذلك تقل كمية المياه القادمة إلى مصر ليس بأقل من 12 مليار متر مكعب سنوياً وهى التى تقوم برى 2.5 مليون فدان مما سوف يؤثر على مساحة الرقعة الزراعية المصرية .
وقد حذر نور الدين فى حالة الإنتهاء من آثار وخيمة تتمثل فى بناء سد النهضة من تقليل المساحات الزراعية ذات الإحتياجات المائية المرتفعة فى مصر مثل القصب وبالتالى زيادة فجوة إنتاج السكر وتقليل مساحات زرعة الأرز ، كما ينتج كذلك تملح مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية المصرية بسبب نقص المياه وأيضاً نقص المياه المخصصة لغسيل تراكمات الأملاح من الأراضى الزراعية ، وهو ما سوف يسبب حتماً إرتفاع معدلات تصحر الأراضى الزراعية وزيادة تركيز التلوث فى النهر والترع والمصارف بسبب نقص التدفقات المائية مما ينتج عنه زيادة الفجوة الغذائية المصرية وارتفاعها من 55% وهى النسبة الحالية إلى 75% من إجمالى احتياجاتنا من الغذاء وكذلك تراجع معدلات الدخل القومى بسبب نقص الناتج الزراعى وتراجع معدلات التنمية فى الريف والعجز عن إستكمال برامج محاربة الفقر وإحتمال إختفاء الأسماك من نهر النيل لفترة قد تمتد خمس سنوات بسبب حجز الطمى وعوالق المياه ، كما حذر كذلك من زحف المياه المالحة للبحر إلى أراضى الدلتا والمياه الجوفية الذى ينتج عنه نقص كميات المياه المتدفقة إلى البحر المتوسط ، وكل هذا سوف يمثل عبء لا يتحمله الإقتصاد المصرى.
وفيما يخص الصراع التاريخى على المياه وقصة بناء السدود فقد أوضح الدكتور نصر علام أن بريطانيا خلال إحتلالها لمصر قد أبرمت عدد من الإتفاقيات والمعاهدات بين دول حوض النيل لرسم الحدود الدولية لدول حوض النيل وتنظيم حصص إستخدام المياه وكان أهم هذه المعاهدات عام 1902 والذى تعهد فيها إمبراطور أثيوبيا بعدم إقامة أى منشآت على بحيرة تانا والنيل الأزرق ونهر السوباط إلا بموافقة بريطانيا والسودان المصرى البريطانى وهناك اتفاقية عام 1929 بين مصر بعد استقلالها وبريطانيا نيابة عن السودان ودول الهضبة الأستوائية والتى تتضمن دول أوغندا وتنزانيا وكينيا والتى تنص على حصتى مصر والسودان من النهر وعدم إقامة أى مشروع على النيل وروافده أو البحيرات إلا بموافقة مصر.
وقد بدأت المحاولات الأثيوبية فى التحكم فى مياه النيل عن طريق بناء السدود من بداية 1958 وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإعداد مخطط يشمل عدة سدود كبرى على النيل ويلغى وجود السد العالى وقد أرسلت أمريكا عام 1958 أكبر بعثة علمية لدراسة الآليات اللازمة لبناء السد والتى استمر عملها حتى عام 1963 ، وتكمن أهمية السدود الأثيوبية كجزء من إستراتيجيتها القومية التى شارك فى وضعها العديد من الدول الأوربية لمنح أثيوبيا دور الزعامة فى المنطقة الأفريقية والتحكم فى مياه النيل وذلك فى إطار مخطط إعادة تقسيم المنطقة وتغيير الموازين الإقليمية بما يحقق مصالح أمريكا وإسرائيل وكذلك الدول الغربية.
وقد أوقف السادات فى السبعينات مخطط بناء السد الأثيوبى وقد بدأت أثيوبيا عام 1999 فى إحياء مخططها القديم بالبدء عام 2005 فى بناء سد على نهر عطبرة ، كما قامت عام 2002 بالبدء فى إنشاء نفق تانابليس على النيل الأزرق لتوليد الكهرباء والتى لم تحتج عليهما مصر وعام 2010 دعت دول المنبع للتوقيع المنفرد على اتفاقية عنتيبى لإعادة توزيع مياه النهر بين دول الحوض على حساب الحقوق التاريخية لدولتى المصب.
وقد وضع كل من الدكتور شوقى محمد عبد العال والدكتور عصام الزناتى عدد من الحلول القانونية لحل ذلك الصراع وهو استغلال ما قامت به أثيوبيا من إخلال لضابطين قانونيين وهما عدم الضرر وعدم تلويث البيئة وهو ما لا يحققه بناء السد حيث يقوم بالجور على حصة مصر فى المياه ويسبب تلوث بيئى واضح بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بضابطين إجرائيين وهما الإخطار المسبق وموافاة الدولة الأخرى بجميع البيانات الفنية والدراسات المتعلقة ببناء السد وآثاره وهو ما لم تلتزم به أثيوبيا فى قراراها بل وحجبت حق مصر فى المعرفة.
كما يجب أن تسارع مصر فى اللجوء إلى الإجراءات القانونية للحفظ على حقها فى مياه النيل وتدويل القضية بتصعيدها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهما المنوط بهما حفظ السلم والأمن الدوليين وهو ما يهددهما قرار بناء السد ، وذلك إلى جانب إستصدار فتوى من محكمة الدل الدولية لتقييم قضية وهو رأى استشارى فقط ولكن يعزز من موقف مصر أمام الرأى الدولى العام .
وقد أكد المختصين القانونيين على أن مصر على حق وأنها تملك من القرائن ما يسهل من موقفها فى الدفاع فى قضية السد فالإتفاقيات والمواثيق الدولية لا تسقط بالتقادم وتحمى حق مصر التاريخى فى حصتها فى مياه النيل وتحفظ مبدئ مراعاة حقوق الجوار وحسن النية .
ومن جانبه تناول الدكتور هشم بخيت الحلول الاستراتيجية والفنية للمفاوض المصرى حيث يجب التركيز على تحديد الآثار السلبية المترتبة على بناء السد وأن نلزم أثيوبيا بتلافيها ، ويجب أن نقنع المجتمع الدولى بصحة موقفنا وقوة حجتنا وإجبار أثيوبيا على إعادة تقييم السد بالشكل الذى يرضى جميع دول حوض النيل مؤكداً على أن مصر لا تلغى حق أى دولة فى التنمية ولكن لا يكون على حساب الشعب المصرى ويعرض الدولة المصرية لأخطار العطش والجوع والفقر.
طالبت ندوة فى جامعة اسيوط بضرورة الإسراع فى تدويل قضية سد النهضة الأثيوبى وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أثيوبيا والتى تتضمن اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن واستخدام وسائل الإعلام الدولية المختلفة للدفاع عن حقنا فى مياه نهر النيل أمام العالم وخلق رأى عام دولى مؤيد لمصر للضغط على أثيوبيا حتى الوصول إلى تسوية مناسبة لجميع الأطراف.
جاء هذا فى الندوة التى عقدت بجامعة أسيوط تحت عنوان " سد النهضة الأثيوبى .. ما له وما عليه" وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عبد السميع عيد رئيس الجامعة وبحضور الدكتور عادل ريان نائبه لشئون التعليم والطلاب ، والدكتور محمد عبد السلام عاشور أستاذ المنشآت المائية وهندسة الرى بكلية الهندسة ورئيس الندوة ، والدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق ومن جامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين أستاذ الوارد المائية والأراضى بكلية الزراعة ، والدكتور هشام بخيت أستاذ الموارد المائية ، والدكتور شوقى محمد عبد العال وكيل كلية الإقتصاد والعلوم السياسية والدكتور عصام زناتى أستاذ القانون الدولى بجامعة أسيوط وقد أدار الندوة الكاتب الصحفى والإعلامى حمدى رزق.
وقد أكد الدكتور عادل ريان أن هذه الندوة تأتى فى إطار الدور التنويرى لجامعة أسيوط واهتمامها بقضايا الوطن وهمومه وما يواجهه من تحديات على كافة الأصعدة والتى تأتى فى مقدمتها ما تواجهه مصر من خطر يهدد نيلها العظيم وينذر بشبح العطش والجوع خلال العقود القادمة إذا لم نجد حلول حاسمة للدفاع عن حقنا التاريخى فى حصتنا من المياه والتى أقرتها الإتفاقيات والقوانين الدولية منذ القرون الماضية .
ومن جانبه أكد الدكتور عبد السلام عاشور على القيمة التاريخية للنهر منذ العصر الفرعونى والذى أقاموا على ضفافه حضاراتهم التى أذهلت العالم منذ أكثر من سبعة الآف عام دونما أدوات سوى النيل ، والآن يواجه المصريون هجمة شرسة ومكائد دولية لسلب حقنا فى الحصة العادلة من مياهه ، وقد ناشد عاشور المشاركين بإلقاء الضوء على الأبعاد الحقيقية لتلك المشكلة وكيفية التعامل معها والحلول الممكنة لها والسيناريوهات البديلة فى حالة تنفيذه.
وخلال إدارته للندوة أعلن الإعلامى حمدى رزق عن أن هناك أيادى دولية كثيرة تريد أن تسمم النهر وأن أثيوبيا هى المفعول به فى مخطط خارجى ضخم ومصر دولة عظيمة لها تاريخها وحضارتها لا يمكن أن تظلم دولة أو تجور على حق شريك لها ، كما وضع رزق خلال الندوة علامات إستفهام عديدة للعلماء والمتخصصين المشاركين حول تاريخ الصراع بين دول حوض النيل على المياه وفكرة بناء السد ، وتساؤلات أيضاً حول مدى تقصير مصر فى دفاعها عن النيل كقضية أمن قومى ، والحلول المطروحة لحل هذه الأزمة.
وحول التداعيات الفنية والزراعية المترتبة على بناء سد النهضة أوضح الدكتور نادر نور الدين أن سد النهضة ليس سداً واحداً بل هو سلسلة من أربع سدود للتحكم فى الحجم الهائل للطمى الذى تحمله مياه النيل والتى تكونت منها الأراضى المصرية ومجموع المياه التى سوف تحجزها تلك السدود هى 200 مليار متر مكعب من نهر لا يزيد تصرفه عن 48 مليار متر مكعب سنوياً مما سوف ينتقص من حصة المياه بمقدار 25 مليار متر مكعب كل عام وهى الكمية الكافية لرى 5 مليون فدان من أراضينا المصرية وذلك لمدة ثلاث سنوات وهى فترة ملء الخزان ثم بعد ذلك تقل كمية المياه القادمة إلى مصر ليس بأقل من 12 مليار متر مكعب سنوياً وهى التى تقوم برى 2.5 مليون فدان مما سوف يؤثر على مساحة الرقعة الزراعية المصرية .
وقد حذر نور الدين فى حالة الإنتهاء من آثار وخيمة تتمثل فى بناء سد النهضة من تقليل المساحات الزراعية ذات الإحتياجات المائية المرتفعة فى مصر مثل القصب وبالتالى زيادة فجوة إنتاج السكر وتقليل مساحات زرعة الأرز ، كما ينتج كذلك تملح مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية المصرية بسبب نقص المياه وأيضاً نقص المياه المخصصة لغسيل تراكمات الأملاح من الأراضى الزراعية ، وهو ما سوف يسبب حتماً إرتفاع معدلات تصحر الأراضى الزراعية وزيادة تركيز التلوث فى النهر والترع والمصارف بسبب نقص التدفقات المائية مما ينتج عنه زيادة الفجوة الغذائية المصرية وارتفاعها من 55% وهى النسبة الحالية إلى 75% من إجمالى احتياجاتنا من الغذاء وكذلك تراجع معدلات الدخل القومى بسبب نقص الناتج الزراعى وتراجع معدلات التنمية فى الريف والعجز عن إستكمال برامج محاربة الفقر وإحتمال إختفاء الأسماك من نهر النيل لفترة قد تمتد خمس سنوات بسبب حجز الطمى وعوالق المياه ، كما حذر كذلك من زحف المياه المالحة للبحر إلى أراضى الدلتا والمياه الجوفية الذى ينتج عنه نقص كميات المياه المتدفقة إلى البحر المتوسط ، وكل هذا سوف يمثل عبء لا يتحمله الإقتصاد المصرى.
وفيما يخص الصراع التاريخى على المياه وقصة بناء السدود فقد أوضح الدكتور نصر علام أن بريطانيا خلال إحتلالها لمصر قد أبرمت عدد من الإتفاقيات والمعاهدات بين دول حوض النيل لرسم الحدود الدولية لدول حوض النيل وتنظيم حصص إستخدام المياه وكان أهم هذه المعاهدات عام 1902 والذى تعهد فيها إمبراطور أثيوبيا بعدم إقامة أى منشآت على بحيرة تانا والنيل الأزرق ونهر السوباط إلا بموافقة بريطانيا والسودان المصرى البريطانى وهناك اتفاقية عام 1929 بين مصر بعد استقلالها وبريطانيا نيابة عن السودان ودول الهضبة الأستوائية والتى تتضمن دول أوغندا وتنزانيا وكينيا والتى تنص على حصتى مصر والسودان من النهر وعدم إقامة أى مشروع على النيل وروافده أو البحيرات إلا بموافقة مصر.
وقد بدأت المحاولات الأثيوبية فى التحكم فى مياه النيل عن طريق بناء السدود من بداية 1958 وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإعداد مخطط يشمل عدة سدود كبرى على النيل ويلغى وجود السد العالى وقد أرسلت أمريكا عام 1958 أكبر بعثة علمية لدراسة الآليات اللازمة لبناء السد والتى استمر عملها حتى عام 1963 ، وتكمن أهمية السدود الأثيوبية كجزء من إستراتيجيتها القومية التى شارك فى وضعها العديد من الدول الأوربية لمنح أثيوبيا دور الزعامة فى المنطقة الأفريقية والتحكم فى مياه النيل وذلك فى إطار مخطط إعادة تقسيم المنطقة وتغيير الموازين الإقليمية بما يحقق مصالح أمريكا وإسرائيل وكذلك الدول الغربية.
وقد أوقف السادات فى السبعينات مخطط بناء السد الأثيوبى وقد بدأت أثيوبيا عام 1999 فى إحياء مخططها القديم بالبدء عام 2005 فى بناء سد على نهر عطبرة ، كما قامت عام 2002 بالبدء فى إنشاء نفق تانابليس على النيل الأزرق لتوليد الكهرباء والتى لم تحتج عليهما مصر وعام 2010 دعت دول المنبع للتوقيع المنفرد على اتفاقية عنتيبى لإعادة توزيع مياه النهر بين دول الحوض على حساب الحقوق التاريخية لدولتى المصب.
وقد وضع كل من الدكتور شوقى محمد عبد العال والدكتور عصام الزناتى عدد من الحلول القانونية لحل ذلك الصراع وهو استغلال ما قامت به أثيوبيا من إخلال لضابطين قانونيين وهما عدم الضرر وعدم تلويث البيئة وهو ما لا يحققه بناء السد حيث يقوم بالجور على حصة مصر فى المياه ويسبب تلوث بيئى واضح بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بضابطين إجرائيين وهما الإخطار المسبق وموافاة الدولة الأخرى بجميع البيانات الفنية والدراسات المتعلقة ببناء السد وآثاره وهو ما لم تلتزم به أثيوبيا فى قراراها بل وحجبت حق مصر فى المعرفة.
كما يجب أن تسارع مصر فى اللجوء إلى الإجراءات القانونية للحفظ على حقها فى مياه النيل وتدويل القضية بتصعيدها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهما المنوط بهما حفظ السلم والأمن الدوليين وهو ما يهددهما قرار بناء السد ، وذلك إلى جانب إستصدار فتوى من محكمة الدل الدولية لتقييم قضية وهو رأى استشارى فقط ولكن يعزز من موقف مصر أمام الرأى الدولى العام .
وقد أكد المختصين القانونيين على أن مصر على حق وأنها تملك من القرائن ما يسهل من موقفها فى الدفاع فى قضية السد فالإتفاقيات والمواثيق الدولية لا تسقط بالتقادم وتحمى حق مصر التاريخى فى حصتها فى مياه النيل وتحفظ مبدئ مراعاة حقوق الجوار وحسن النية .
ومن جانبه تناول الدكتور هشم بخيت الحلول الاستراتيجية والفنية للمفاوض المصرى حيث يجب التركيز على تحديد الآثار السلبية المترتبة على بناء السد وأن نلزم أثيوبيا بتلافيها ، ويجب أن نقنع المجتمع الدولى بصحة موقفنا وقوة حجتنا وإجبار أثيوبيا على إعادة تقييم السد بالشكل الذى يرضى جميع دول حوض النيل مؤكداً على أن مصر لا تلغى حق أى دولة فى التنمية ولكن لا يكون على حساب الشعب المصرى ويعرض الدولة المصرية لأخطار العطش والجوع والفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.