قامت الثورة .. أطاحت بالرؤوس.. بقيت الفلول.... انهار الأمن... البلطجية... المطالب الفئوية.. إلخ إلخ وهلم جرة ... مسميات كثيرة لم نتخيل أن تمر بألسنتنا يوماً .. هي موجودة بالقطع في قواميسنا لكن مجرد التفكير فيها كانت حلم من الأحلام. وكان كل من حاول النطق بأحدها فمصيره إما المعتقل أو مستشفى الأمراض العقلية.. لكن ......... دوام الحال من المحال. قامت الثورة وانهار الحكام الأباطرة وخرجت الحرية والديمقراطية إلى النور ولم يعد يعكر صفوها إلا الكثير من "المنغصات" والتي أرعبت الكثير من مَن نادوا بالثورة ولكن لا يهم، فلكل معركة خسائرها ولن يصح في النهاية إلا الصحيح. أما عبد الرحيم الذي يمثل الكثير منا والذي لا يعرف كيف يتصرف هو ذلك الرجل الذي بالأمس كان يعيش عصر ال 99.9 % نسبة نجاح الحزب الفاشي المصري واليوم يقولوا له اختار رئيس جمهوريتك بكل شفافية... ولكي لا أظلم عبد الرحيم كبير الرحمية ممثلنا العزيز في التاريخ الماضي للسينما .. فقد وجدت نفسي عبد الرحيم قالوا انتخابات مجلس الشعب... قلت هتختار مين هتختار مين؟؟ نظرت إلى الأكثر تنظيما ... الإخوان ... والكل نادى وناديت معهم حرية وعدالة انتخبت .. ونجح الإخوان ونجح حزب الحرية والعدالة. وبدأ الإخوان في الصورة ولم يكونوا علي مستوي طموحي "من وجهة نظري المتواضعة" ناهمين للحياة بشكل نخاف منه، أصبحت تصريحاتهم وحواراتهم أغرب مما توقعت كنت أظن أنهم سيجبروني أن أشجع نفسي عندما انتخبتهم وأري منهم الذكاء في استخدام كراسيهم البرلمانية وانغماسهم في الحياة العامة بدون خوف من أمن وسلطة فاشية، ومن يدري لعلي أشعر بصحة اختياري مستقبلاً .. لكن للأمانة لم احس بهذا الآن .. فقررت أن أراجع نفسي في انتخابات الرئاسة ... وحقيقة حتي الآن ومع أني سجلت في الانتخابات للمغتربين بحكم أنني أعمل بالخارج أجد صعوبة في اتخاذ القرار الذي من خلاله أجد رئيساً يرضي طموحي كشاب أراد حياة مستقرة. مايحيرني هو ما رأيته في السير الذاتية لكل المرشحين .. من الجائز أن سيرهم الذاتية التي تمتليء بالتناقضات يكون ظاهرة صحية في ظل كبت واستعباد دام لمدة تزيد عن 60 عاما من الحكم البائن حتي وإن كانت فيه فترات نترحم عليها ولكن لا أعرف هل التخبط في أفكار وخلفيات هؤلاء المرشحين يعطيني القدرة علي الاختيار بتمعن وبثقة في من سأختاره؟؟ للأسف كلهم حدث ولا حرج أحدهم أمه أمريكية ولا أدري كيف استطاع أن يقنع نفسه بأن يترشح وأن الموضوع سيمر علي منافسيه أو بالأحري أعدائه "الأم أمريكية خبر سمعناه لفترة طويلة ولا ندري حقيقة صحته ولكن لا دخان بدون نار" بدون أن يظهره أحد ويستخدمه كسلاح ضده وهناك من هو يحمل الجنسية السورية وليس معه جنسية مصرية الآخر أخاه فرنسي يهودي والآخر من الفلول والآخر من الإخوان الذي أعلنوا مراراً وتكراراً أنهم لن يترشحوا والآن يرشحون منهم من يريدونه رئيساً .. الشاهد للعيان يقول أنه خلفوا وعدهم وأنهم يريدون السلطة . ولكني علي يقين أنهم لديهم وجهة النظر التي تستحق هذه المخاطرة في أن يكتسبوا عداء الكثير أو علي الأقل مساندتهم ... الحقيقة أنني أصبحت لا أدري من انتخب.. وأصبحت في حيرة من أمري وسألت نفسي سؤالين.. هل هذه البلاد العريضة ذات ال 80 مليون ليس لديها رجل ليس عليه شائبة .. وهذه العراقة من التاريخ التي يحفل به أبناء هذا الشعب ليس لديه صحيفة أحوال لا تتمتع بالصفاء والبياض؟؟ الهذا الحد أصبحنا نمتلئ بالهواء المسمم الذي ضخه أنظمة فاسدة في حياتنا لسنوات كثيرة؟؟؟؟؟؟؟ أما الثاني فاحترت من أرشح نفسي وقلت تتصرف كيف ياعبد الرحيم تتصرف كيف ياعبد الرحيم تتصرف كيف؟؟؟؟