استرجعت السلطات المصرية المؤقتة "العلاقات التاريخية الإستراتيجية" مع روسيا، وذلك بعد زيارة وصفت ب"التاريخية" لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، وذلك وسط توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن. جدير بالذكر أن العلاقات بين موسكوالقاهرة تمتد إلي عشرات السنوات، شهدت مرحلة تعاون متميزة في الحقبة السوفيتية، واستمرت هذه العلاقات مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لم تقتصر العلاقة علي الجانبين السياسي والعسكري، إذ شملت كذلك التعاون في العديد من المجالات كالفني والثقافي والتجاري والعلمي والاجتماعي وغيرها. وكان قد التقي الوزيران الروسيان مؤخرا الرئيس المؤقت عدلي منصور، ووزير الخارجية نبيل فهمي، إلا أن الأنظار توجهت إلي لقاء وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي، في ظل أنباء عن ترتيب الطرفين لصفقة بملياري دولار لتطوير منظومة الدفاع الجوي المصرية. وأكد لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع فهمي دعم بلاده ل"حق المصريين في تقرير مصيرهم"، وامتنع عن الغوص في السياسة الداخلية المصرية. وأشار الوزير الروسي إلي أن "مصر بالنسبة لنا ليست دولة رائدة فقط، ولكنها دولة صديقة نرتبط معها بأواصر صداقة منذ سنوات عديدة وتعاون مستمر واستراتيجي"، موضحاً أن "من مصلحة موسكو أن تبقي مصر دولة مستقرة ذات اقتصاد متطور وأداء حكومي فعال". وأكد فهمي، أن "الجانب الروسي سيكون له دور إيجابي في منظومة الأمن الإقليمي والدولي"، لافتاً إلى أن "مصر تتطلع إلى علاقات قوية ومستقرة مع الجانب الروسي تحقق مصلحة البلدين"، مشدداً على أن "تنشيط العلاقة مع موسكو لن يكون بديلاً لعلاقات مصر مع دول أخرى"، مضيفاً أن "روسيا أكبر من أن تكون بديلاً لأحد". وتزامنت الزيارة مع حديث عن صفقة سلاح بين الجانبين قدّرها مراقبون بأنها تتجاوز ملياري دولار، أبرزها تطوير منظومة الدفاع الجوي وتطوير طائرات "ميغ 21".