انطلق صوت المؤذن يدوي في حنو ليعلن عن فجر يوم جديد بينما وقفت الفتاة 18 عاما تُعرض وجهها الأبيض عن شعاع الإضاءة المنبعث من السيارات المتلاحقة بموقف العاشر من رمضان لتضع الإيشارب الأسود لتبدو كملثمة لتخفي وراءه نظرات الخوف والريبة ورأسها مثقلة بالتساؤلات إلي أين ستذهب؟ تقدم إليها عامل البوفيه والمصاب بعجز جزئي بإحدي قدميه وبخطوات غير منتظمة متمايلا يميناً ويساراً حيث كان يتابعها عن كثب وما أن شاهد وجهها الملائكي ازدادت ضربات قلبه وقرر نسج خيوطه حولها وبابتسامة رقيقة عرض عليها زجاجة مياه لتروي عطشها، لتتركه فجأة وتواصل السير فوق الرصيف ليلاحقها موضحا رغبته في مساعدتها واصطحابها إلي أي مكان تريده لتنتشل الزجاجة من يده لتذيب مرارة الحلق من شدة العطش، مصغية إليه وهو يوضح لها خوفه عليها من الذئاب البشرية .. وبعد محاولات بإقناعها الذهاب معه روت له قصتها موضحه بأنها تركت منزل عائلتها بإحدى المحافظات بعد مشاجرة بينها وبين والدها انتهت بعلقة ساخنة وتوبيخ الأم لها أيضا فقررت الهرب من المنزل ولا تعرف إلي أين تذهب وأنها تريد فرصة عمل حتى ولو خادمة فهي تتقن الأعمال المنزلية. تنفس الذئب الصعداء بعد اطمئنانها إليه وبالفعل أقنعها بالذهاب معه إلي منزله حيث والدته وزوجته وابنائه سارت معه متمنية أن يكون صادقا في كلامه وما أن وصل إلي المنزل لتكتشف عدم وجود أية شخص لتحاول الهرب مهرولة ليمسك بها ويقوم بمحادثة هاتفية ليطمئنها بحضور والدته وزوجته ويتركها ويتوجه إلي المطبخ لإعداد كوبا من الشاي ليبعث الطمأنينة بداخلها. وبعد مرور حوالي نصف الساعة تنتفض الفتاة على طرقات الباب لتري مشهدا لم يكن في الحسبان فالطارق ثلاثة من أصدقائه لتتسلل داخل إحدى الغرف وتنذرف الدموع ساخنة كادت أن تحرق خديها لتفاجأ بهم يشهرون الأسلحة في وجهها ليشرعوا في اغتصابها وسط توسلات ودموع واستغاثة .. كان ذلك يزيد من إصرار الذئاب على التهامها وإجبارها على تعاطي الحبوب المخدرة لتستسلم بعد ذلك للأمر الواقع الذي استمر لمدة 22 يوما حاولت الفرار فيهم لكن دون جدوي حيث الحصار الشديد وتبادل المواعيد بينهم. وفي آخر لقاء مع الذئب المعاق نجحت في الهرب أثناء وجوده بالحمام والعثور على مفتاح الشقة لتنطلق كالصاروخ وتستقل أول سيارة تصادف مرورها وتخفي أيضا وجهها الذي بدا عليه الشحوب متوجهة إلي منزل عائلتها الذين استقبلوها ببكاء وصراخ ولتروى لهم مأساتها مع الذئب المعاق. توجه الأب إلي نيابة النزهة وتقدم ببلاغ إلي إسماعيل الغزاوي وكيل أول النيابة والذي قرر حبس المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد القبض عليهم وعرض الفتاة على الطب الشرعي.