دخل إلي أبواب الرئاسة خلفا لأبيه.. رسم صورة الرجل العادل الذي لا يقهر ولا يظلم شعبه .. واستمر حكم بشار صورة من أبيه الأسد.. وأظهر الأسد وجه الرجل العادل للدول الغربية والعربية، ولكن داخل سوريا كان عالما آخر لا يعلم أحد عنه شيئا بسبب سيطرة النظام على وسائل الإعلام .. بشار حافظ الأسد من مواليد عام 1965، وابن الرئيس السابق حافظ الأسد، انتخب رئيساً للجمهورية في عام 2000 بعد وفاة أبيه عبر استفتاء شعبي واسع ومظاهرات مؤيدة وداعمة غطت سوريا بأكملها، وتم إعادة انتخابه لولاية رئاسية أخرى في 2007 تستمر 7 سنوات. بعد وفاة والده في عام 2000 رُفع بشار وعمره 34 عاماً إلى رتبة فريق، حينما عدّل مجلس الشعب السوري الدستور بإجماع أعضائه لخفض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 عاماً إلى 34 عاماً لتمكينه كقيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي من عرض ترشيحه على مجلس الشعب لمنصب الرئاسة، وأصبح بذلك أول رئيس عربي يخلف والده في حكم جمهورية. وأصبح بشار قائدا للجيش والقوات المسلحة السورية منذ عام 2000، والأمين القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في البلاد منذ 1963. قبل دخوله السياسة، كان طبيبا، وتخصص في طب العيون في لندن حتى عودته إلى دمشق عام 1994 بعد وفاة أخيه باسل الأسد في حادث سيارة. امتازت سياسته الخارجية بالوقوف في صف التيار المناهض للهيمنة الأمريكية، إلا أن هناك من يرى أن سياساته الداخلية - رغم الانفتاح النسبي في الحريات مقارنة بعهد والده، كان يشوبها الفساد الإداري والسياسي، وبروز دور لرجال الأعمال المتحكمين في اقتصاد البلاد وسياساتها. حدث انفراج في بداية عهده في مجال الحريات وسميت تلك الفترة الوجيزة ربيع دمشق، حيث واجه الرئيس الأسد ذلك بعقلانية واستجابة لكل مطالب الشعب ودون الذهاب وراء الفتن الخارجية العربية والأجنبية. وهناك كثير من الانفتاح على الصعيد الاقتصادي في البلاد حدث في عهد بشار الأسد، حيث سمح بفتح فروع للمصارف الأجنبية وسُمح للمواطنين فتح حسابات بالعملات الأجنبية وترافق هذا الانفتاح مع تحسن الوضع المعاشي للمواطن العادي وزيادة 1500 ليرة سورية وتقليل سعر المازوت من 20 ليرة سورية إلى 15 ليرة سورية بصرف النظر عن كثير من التحسينات والاستجابة للمطالب منها رفع حالة الطوارئ وغيرها من المطالب المهمة. وواجهت سوريا ضغوطا خارجية في عهد رئاسة بشار الأسد، بسبب دعم سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومواقف سوريا المعارضة لأمريكا وإسرائيل. واتهم الغرب سوريا بتسهيل تسلل المسلحين العرب إلى العراق لقتال الجيش الأمريكي ومع قيام الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في 2006، اتخذت سوريا بالتنسيق معه موقفاً دفاعياً رفع الجاهزية لأعلى المستويات لأول مرة منذ حرب سنة 1973. وتم اتهام سوريا ايضا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الغربية وقوى 14 أذار بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري بشكل مباشر، ونفت الحكومة السورية وقتها اغتيالها له. وانطلقت موجة شعبية عارمة ضد النظام السوري منذ الثلاثاء 15 مارس عام 2011 ولا زالت رافعة شعارات ضد القمع والفساد وكبت الحريات ومطالبة بإسقاط النظام الذي استخدم ضدها الأسلحة الثقيلة وقوات الشبيحة بحسب منظميها في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد ومتأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي أواخر عام 2010. في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد. ونتج عن قمع هذا الحراك الشعبي الآلاف من الضحايا والجرحى والمعتقلين، بالإضافة إلى الخسائر في صفوف القوات المسلحة. في المقابل، قام الأسد بعدة إجراءات إصلاحية لامتصاص غضب الشارع والمجتمع الدولي - بعضها لم يُطبق على أرض الواقع. واستمرت الاشتباكات على مدار ثلاثة أعوام، وتساقط القتلى من الجانبين وسط شجب دولي للأحداث.. ولكن الشجب تحول إلى تهديدات صريحة بالتدخل العسكري لفض النزاعات السورية، وأصبحت سوريا تواجه مصير العراق، وأصبح الأسد يواجه مصير صدام.