''حكيم عيون'' شاب كل مؤهلاته الاجتماعية أنه ''نجل الرئيس''، ومن أجل ''عينيه'' صوّت ''مجلس الشعب'' على تعديل دستوري لم يستغرق أكثر من ''ساعة واحدة''، وسُمح في هذا التعديل بتخفيض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 إلى 34 عامًا، ليتمكن ''طبيب العيون'' من الترشح للانتخابات وعمره لم يتخط ال35 عامًا. العاشر من يونيو يمر 13 عامًا على وفاة الرئيس السوري السابق ''حافظ الأسد''، وتولي نجله ''بشار'' سدة الحكم في سوريا؛ ليصبح أول رئيس عربي يخلف أباه في رئاسة الجمهورية، ''بشار'' المولود في الحادي عشر من سبتمبر 1965، درس الطب بجامعة دمشق وتخرج فيها عام 1988، ليعمل بمستشفى ''تشرين العسكري''، ولا يلبث أن يغادر إلى ''لندن'' لدراسة ''طب العيون'' هناك، لكنه يعود لدمشق في 1994 عقب وفاة شقيقه ''باسل'' إثر حادث طريق. انتسب ''بشار'' للقوات المسلحة السورية كضابط متخصص برتبة ''ملازم أول طبيب''، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل لرتبة ''فريق'' وعمره لم يتخط ال35 عامًا عند توليه منصب رئيس الجمهورية، وخلالها برز نجمه في ''حزب البعث الاشتراكي'' الحاكم للبلاد منذ 1963. بوفاة ''حافظ الأسد'' في 10 يونيو 2000، وفي غضون ساعات قصيرة من الوفاة، صوّت مجلس الشعب السوري على تعديل دستوري للمادة المتعلقة بسن رئيس الجمهورية، والذي ينص على ألا يقل عمر رئيس الجمهورية عن 40 عامًا عند توليه مهام منصبه، وعدلت لتصبح 34 عامًا، ويتمكن ''بشار'' القيادي في الحزب الحاكم من عرض ترشيحه لمنصب الرئيس وعمره 34 عامًا و10 أشهر فقط. وبعد رئاسة انتقالية قصيرة تولاها ''عبد الحليم خدام''، أصبح ''بشار الأسد'' رئيسًا للجمهورية العربية السورية، ووفقًا للدستور يصبح قائدًا للجيش والقوات المسلحة السورية، وبلاده لا زالت تعاني احتلالاً إسرائيليًا لجزء من أراضيها ''هضبة الجولان''، كما يتولى أيضًا منصب ''الأمين القُطري'' لحزب البعث الاشتراكي الحاكم للبلاد. تشهد البلاد نسبيًا في عهده انفراجة في الحريات بعد سنوات قمع وتكبيل للحريات في عهد والده، إلا أن في السنوات الأخيرة أصبح الفساد الإداري سمة الآداء الحكومي في سوريا، وبرز دور رجال الأعمال المتحكمين في القرارات السياسية والاقتصادية، وأصبح ''آل الأسد'' الحاكمين للبلاد منذ أكثر من 42 عامًا هم المسيطرين الفعليين على أروقة السياسة والحقائب الوزارية وأركان الجيش، كما زاد نفوذ ''الطائفة العلوية'' بين القيادات العسكرية هناك. أما في السياسة الخارجية، فاستمرت سوريا على خطاها في ''ممانعة الهيمنة الأمريكية'' في المنطقة، ورافضة للوجود الإسرائيلي الاستيطاني، وهو ما دفعها لدعم المقاومة في الأراضي الفلسطينية، وأيضًا المقاومة اللبنانية أثناء الوجود الإسرائيلي بالجنوب اللبناني، ووجهت إليها الإدارة الأمريكية أصابع الاتهام بتسليح قوات متسللة للأراضي العراقية أثناء الحرب الأمريكية على العراق، واتهام دمشق رسميًا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني ''رفيق الحريري - الحليف القوي لدمشق''، إلا أن سوريا نفت هذا الاتهام، ويأتي ''سعد'' نجل ''رفيق الحريري'' ليقول إن اتهام ''دمشق'' باغتيال والده كان محض افتراء. يعاد انتخابه في 2007 لفترة رئاسية جديدة تستمر 7 سنوات، وتسمى فترة حكمه ب''ربيع دمشق''، لكن ''الربيع العربي'' يصل ''درعا ثم دمشق'' في 11 مارس 2011، من بعد ''تونس ومصر وليبيا واليمن''، وتشتعل الثورة في أرجاء سوريا، ويواجهها ''طبيب العيون'' بقوات الجيش و''الشبيحة''. وفي محاولة لتدارك الأمور، يقطع ''بشار'' عشرات الوعود بإصلاحات اقتصادية ورفع حالة الطوارئ المستمرة منذ 1963 - منذ تولى والده الحكم - والعفو عن المعتقلين سياسيًا، وقرارات بإجراء حوار وطني، وإصدار قانون تجنيس الأكراد السوريين وتغيير الحكومة، إلا أن الثورة لازالت مستمرة لأكثر من 26 شهرًا، ليكون ''نظام الأسد'' هو الأطول عمرًا، ومقاومة للربيع العربي بين الأنظمة العربية الديكتاتورية المتساقطة.