يعد سيلان الأنف المستمر من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، خصوصا من يعانون من الحساسية الموسمية أو المزمنة، إلا أن استمراره لأكثر من 12 أسبوعا يعتبر حالة طبية تعرف ب"سيلان الأنف المزمن"، وهي ليست مزعجة فقط من الناحية الجسدية، بل قد تؤثر على نمط الحياة اليومي والإنتاجية،في هذا التقرير، نستعرض الأسباب العلمية الشائعة لهذه الحالة، كما أوضحها عدد من المتخصصين في تقرير نشر بمجلة Time الأميركية، إلى جانب طرق العلاج المناسبة وفقًا لحالة كل مريض. توضح الدكتورة ناتالي إيرل، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة، أن سيلان الأنف المزمن هو استمرار خروج إفرازات أنفية لأكثر من 12 أسبوعا، وتختلف طبيعة الإفرازات ما بين شفافة وسائلة أو سميكة وملونة،وقد يتطلب الأمر تدخلا دوائيا، إذ إن العلاجات المنزلية أو الانتظار لا يكفي في كثير من الحالات. الأسباب الأكثر شيوعا لسيلان الأنف المزمن: اقرأ أيضًا | نصائح مهمة لحماية طفلك من الحساسية الموسمية في أمشير 1.الحساسية: تعد من أكثر الأسباب شيوعا، وغالبا ما تكون مصحوبة بأعراض إضافية مثل العطس، الحكة في الأنف والعينين، واحتقان الجيوب الأنفية، بعض الأشخاص قد يعتقدون أنهم مصابون بنزلة برد مزمنة بينما هم في الحقيقة يعانون من حساسية لم يتم تشخيصها. 2.تغيرات الطقس: يعلّق الدكتور ويليام رايزاشر بأن الأنف يتفاعل بشدة مع التغيرات في درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث سيلان مؤقت أو دائم، خاصة إذا كانت بيئة الشخص مليئة بالمحفزات كالغبار أو العوامل البيئية الناتجة عن أعمال بناء قريبة. 3.تأثيرات جانبية لبعض الأدوية: بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا لعلاج ضغط الدم، أو حتى وسائل منع الحمل الهرمونية، قد تؤدي إلى سيلان الأنف كأثر جانبي،يشير الخبراء إلى أن تغيير نوع أو جرعة الدواء قد يكون له دور في ظهور هذا العرض، لذا من الضروري مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير معتادة بعد البدء في علاج جديد. 4.مشاكل هيكلية في الأنف: بعض الأشخاص قد يعانون من مشاكل مثل انحراف الحاجز الأنفي أو الزوائد الأنفية، والتي قد تسبب انسدادا جزئيًا يؤدي إلى تراكم المخاط وخروجه بشكل مستمر،هذه الحالات تتطلب فحصا دقيقا باستخدام أدوات متخصصة من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة. 5.الحمل: تصاب بعض النساء أثناء الحمل بسيلان أنفي مزمن نتيجة للتغيرات الهرمونية، التي تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية داخل الأنف، وبالتالي زيادة إنتاج المخاط، غالبا ما تبدأ هذه الأعراض من الثلث الثاني للحمل وتستمر حتى الولادة. طرق العلاج والتعامل مع سيلان الأنف: تشير د. إيرل إلى أن بخاخات الأنف المالحة أو المحتوية على الكورتيزون ومضادات الهيستامين المتوفرة بدون وصفة طبية قد تساعد في تخفيف الأعراض، خاصة في حالات الحساسية،ومع ذلك، من المهم عدم الاعتماد على التشخيص الذاتي، واللجوء للطبيب عند استمرار الأعراض أو تفاقمها. كما ينصح د. رايزاشر بمراجعة البيئة المحيطة بالمريض ومراعاة المحفزات المحتملة مثل الغبار أو الروائح القوية،وأكد أن "لا يوجد فحص دم يعطي كل الإجابات"مما يجعل الخبرة السريرية للطبيب أمرا أساسيًا في التشخيص والعلاج. سيلان الأنف المزمن ليس عرضًا بسيطا كما يعتقد البعض، بل قد يخفي وراءه أسبابا طبية تستوجب التشخيص والعلاج المناسب، إذا كنت تعاني من هذا العرض لفترة طويلة، فلا تتردد في زيارة الطبيب المختص، لتحديد السبب الدقيق والحصول على علاج يعيد لك راحة التنفس وجودة .