قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير هاني خلاف إن كل دولة لابد أن تخلق نظامها السياسي وفقا لظروفها الاجتماعية والثقافية الخاصة بها. وأكد أن الفيدرالية غير مطروحة في مصر إلا أنها قد تكون ناجحة في بعض الدول التي تشهد اختلافات قبلية وعرقية وثقافية عديدة وذلك لتفادي خطر الانفصال التام. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدها المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة لتناول "أثر الفيدرالية على الدولة الوطنية في المنطقة العربية" ومستقبل الفيدرالية في الدول العربية نظرا لتصاعد الدعوات الفيدرالية بعض دول الوطن العربي. وأضاف: أن سوء النظم السياسية هو الذي ينمى أفكار التفكك والانفصال، مستشهدا بالنموذج الليبي الذي يحكمه تدخلات خارجية تعمل على زعزعة استقرار أوضاعه من خلال تغذية الاختلافات والصراعات بين القبائل المختلفة، وكذلك العقلية القبائلية المرتبطة بالمكان؛ فضلا عن تنامي عدد الميليشيات المسلحة. واستطرد قائلا: إن الحل في هذا النموذج الليبي هو إعطاء كل منطقة على حده صلاحيات الإدارة والحكم. ومن جانبه، اعتبر الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة أن طرح الفيدرالية غير موجود في مصر أو تونس لأنه لا توجد بهما تقسيمات عرقية أو أثنية ومن ثم فإن الفيدرالية لا تمثل لديهما تحديا نظرا لكونهما دول ذات طابع قومي ووطني شامل. وأوضح عبد ربه أن معظم الدول العربية تفتقر إلى الأسس المطلوبة لنجاح أي فيدرالية بسبب عدة أسباب أولها :الافتقار للثقافة الحوارية، وعدم وجود أنظمة برلمانية قوية؛ فضلا عن المعنى السيئ الذي يدور في المنطقة العربية حول تفسير الفيدرالية السليمة الناجحة. وفى السياق ذاته، عقب الدكتور حيدر إبراهيم من السودان، قائلا إن الفيدرالية تعنى المشاركة في السلطة والثروة ولا تعنى الانفصال أو التفتيت لأن قوة الوحدة في التنوع. وأضاف إبراهيم أن الدستور السوداني ينص على أن الدولة تسير بنظام فيدرالي ب6 ولايات، إلا أنه تم تقسيم الولايات على أساس قبلي وليس على أساس الموارد. وفى الإطار ذاته، يقول الكاتب العراقي صلاح نصراوي إن الفيدرالية هي الحل الأنسب في البلدان التي تعاني من الاختلافات العرقية والمذهبية إلا أنها فشلت في العراق لأنها لم تأت من خلال الحوار والتفاوض وإنما من خلال الغزو الأمريكي الذي فرضها على الشعب والنتيجة أن العراق يمر الآن بحرب أهلية فما هي فائدة هذه الفيدرالية التي فشلت في تجنب البلاد الحرب الأهلية. وأضاف نصراوي أن العرب السنة في العراق يرفضون شكل الفيدرالية لأنهم يخشون من تفتيت الدولة الحديثة التي شيدوها فضلا عن أراضيهم ليست غنية بالموارد، مشيرا إلى أنه على الجانب الأخر يدعو سكان البصرة إلى تطبيق الفيدرالية ليتحكموا في ثرواتهم نظرا لأن هذه المدينة تضم 94% من موارد النفط في العراق. واستطرد: أن الفيدرالية التي ترتكز على الحوار والتفاوض والتقسيم العادل للثروات هي الحل الوحيد والأمثل في العراق، مشيرا إلى أن إقليم كردستان هو التجربة الفيدرالية الناجحة الوحيدة في المنطقة العربية نظرا لأن المسئولين في إقليم كردستان نجحوا في إدارة الإقليم سياسيا واقتصاديا.