استمرت الصحف الأميركية في تناولها للقضايا الثلاث التي أصبحت تشكل ما يسمي بالفضائح الثلاث لإدارة أوباما وهى ممارسات جهاز الضرائب ذات الدافع السياسي، والتجسس على صحفيي أسوشيتد برس، وتعامل الخارجية الأميركية مع الهجوم على القنصلية ببنغازي. ونشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، في افتتاحيتها السبت 18 مايو، تعلق فيها على اقتراح الرئيس باراك أوباما إعادة تقديم مشروع القانون الذي قدم عام 2009 ولم تتم الموافقة عليه والذي ينص على المزيد من الحماية للصحفيين وسرية مصادرهم أمام الكونجرس. وقالت ربما يكون الدافع لذلك سياسيا من أجل إبعاد الأنظار عن قضية التجسس على الصحفيين، لكن ذلك لا يمنع أن يكون الاقتراح إيجابيا جدا ويستحق الترحيب به. وأضافت أن اقتراح أوباما يخدم مصلحة المواطن بتسهيله حصول الصحفيين على المعلومات بشأن الممارسات الخاطئة للحكومة وغيرها "رغم ما عرف عن سجل إدارة أوباما من ملاحقة للمسئولين الحكوميين الذين يخرقون ضوابط السرية". وقالت الصحيفة إنه يجب على الجمهوريين الذين أدانوا تجسس وزارة العدل على أسوشيتد برس أن يرحبوا باقتراح أوباما "أو سنفهم أن اهتمامهم المفاجئ بالحريات الصحفية لا يعدو كونه تحيزات حزبية انتهازية". من جانبها نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" مقالا بعنوان "نهاية الأمل والتغيير" إشارة إلى شعار أوباما بحملات الانتخابات الرئاسية .. إذ أكدت إن أوباما قدم نفسه بانتخابات 2008 كمصلح أخلاقي ووعد بعصر جديد للولايات المتحدة يتجاوز عالم السياسة القديم، وبعد خمس سنوات تبخرت تلك الوعود وأصبح وضع أميركا لا يختلف كثيرا عن أميركا التي كانت أيام فضيحة ووترجيت عام 1973. وأورد المقال تفاصيل عن التعامل البيروقراطي البطيء لوزارة الخارجية مع الهجوم على القنصلية في بنغازي ومحاولتها تغطية ذلك وما أسماه "كذب كبار المسئولين" عن طبيعة ذلك الهجوم ودوافعه. وبالطبع انتقد المقال بحده التجسس على وكالة أسوشيتد برس وتعامل جهاز الضرائب المنحاز سياسيا ضد الجمعيات التطوعية والخيرية التي يشرف عليها محافظون. وفى المقابل نشرت صحيفة "واشنطن بوست" التي تحاول منذ عدة أيام انتقاد تضخيم الجمهوريين للقضايا الثلاث "من أجل الأهداف الحزبية" أن طلب أوباما من جنديين بالمارينز حمايته هو وضيفه رجب طيب أردوغان من المطر أثناء مؤتمر صحفي بإحدى حدائق البيت الأبيض الخميس الماضي، لم يفلت من استغلال الجمهوريين له "لأهداف حزبية" حيث انتقدوه بحجة خرقه بروتوكول الخدمة بقوات المارينز. ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين بقوات المارينز إن بروتوكول الخدمة يسمح لجندي المارينز بحمل مظلة للوقاية من المطر أثناء ارتدائه الزى الرسمي "في حالة طلب رئيس الجمهورية منه ذلك". وأوردت الصحيفة نصوصا من انتقادات لجمهوريين بينهم المرشحة السابقة لنائبة الرئيس بانتخابات 2008 سارة بالين التي كتبت "سيدي الرئيس، عندما تمطر فإن قطراتها تسقط على الناس، ومعظم الأميركيين يحملون مظلاتهم بأنفسهم". ونشرت "واشنطن تايمز" أيضا مقالا للسيناتور الجمهوري بول راند انتقد فيه تعامل أوباما مع هجوم بنغازي وممارسات جهاز الضرائب والتجسس على أسوشيتد برس، وقال إنه لم يظهر احتراما لقائمة الحقوق ولا لمنصبه كقائد عام للقوات الأميركية. وقال راند إن إدارة أوباما مهتمة بحماية نفسها أكثر من اهتمامها بأن تكون أمينة وصادقة فيما تقول حول القضايا الثلاث. ودعا الأميركيين إلى عدم التعامل مع "هذه الإدارة" بحسن نية واعتبار أن ما فعلته هو مجرد تجاوزات غير متعمدة منها. وكتب كولبرت كنج في صحيفة "واشنطن بوست" أن القضايا الثلاث تثبت أن اليد الثقيلة للحكومة لم ترفع منذ الستينيات من القرن الماضي وحتى اليوم، ووصف ما أسماه ب "محاولاتها الالتفاف على الدستور" بأنها مقلقة.