«وسط حالة عدم اليقين المستمرة فى واشنطن حول مَن يعرف ماذا ومتى فى ما يخص أحداث 11 سبتمبر 2012 من الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى التى خلَّفَت أربعة قتلى من الأمريكيين، شىء واحد أصبح واضحا وضوح الشمس: بنغازى لم تبتعد عن كونها قضية سياسية فى وقت قريب»، كانت هذه مقدمة تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بعنوان «لماذا بنغازى العاصفة السياسية المثالية للجمهوريين؟». الصحيفة الأمريكية ذكرت أن الدخول فى أى من المناقشات السياسية التى أحاطت بالهجوم والتى تطالب بمزيد من المعلومات والأجوبة عما حدث هو ضربة قاضية مطلقة للجمهوريين الذين يسعون ليُظهِروا لقاعدتهم الانتخابية أنهم على استعداد لتحميل الرئيس أوباما المسؤولية. «واشنطن بوست» ذكرت أن السيناتور ماركو روبيو، وهو من أبرز المنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهورى للرئاسة عام 2016، كتب فى افتتاحية صحيفة «يو إس إيه توداى»، ينتقد كيف تعاملت إدارة أوباما مع التحقيق، موضحا أنه «بدلا من ضمان أن لا تتكرر هذه الأحداث الرهيبة، البيت الأبيض وحلفاؤه يبدو أنهم كانوا أكثر اهتماما باتهام أولئك الذين يسعون إلى إجابات باللعب سياسيا بدلا من الوصول إلى حقيقة ما حدث فى تلك الليلة». أشارت الصحيفة أيضا إلى ما كتبه السيناتور راند بول، المرشح المحتمل فى 2016، فى صحيفة «واشنطن تايمز»، ينتقد وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن دورها فى هجمات بنغازى. «إن الأدلة الجديدة التى لدينا اليوم، والتى لا تزال تتزايد، توحى بأنه على أقل تقدير، كلينتون ينبغى أن لا تتولى مناصب عالية مرة أخرى». صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية ذكرت أنه بالنسبة إلى الجمهوريين، حادثة بنغازى توفر هدفًا مزدوجًا لا يقاوَم: الرئيس أوباما وكلينتون، التى من المرجح أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطى للرئاسة فى عام 2016. وأشارت إلى أن الجمهوريين، بدءا من أعضاء لجنة المراقبة فى الكونجرس إلى ديك تشينى، نائب الرئيس السابق، يسعون للفت الانتباه إلى أوجه القصور لدى كلينتون، وإلى الموظفين التابعين لها، فى إدارة الحادثة وتبعاتها. واعتبرت الصحيفة أن الحادثة قدمت عرضًا مقدما عن كيف يمكن أن يستهدف الجمهوريون كلينتون إذا ترشحت فى انتخابات.