في مثل هذه الأيام نعيش ذكري الهولوكوست التي أطلقها النازيون في ألمانيا ضد اليهود والغجر والمعاقين والشواذ وغيرها من فئات المجتمع.. وقد استخدم النازيون أفران الغاز للتخلص من الفئات السابقة ليمثل" الهولوكوست " العنصرية في أبشع صورها. غير أن اليهود دون غيرهم تاجروا بهذه القضية على أوسع نطاق وحصلوا على تعويضات مهولة من ألمانيا.. تم استخدام مصطلح الهلوكوست في البداية للتعبير عن معنى "الحرق الكامل للقرابين المقدمة للخالق" ويتم وصف المآسي والمذابح بها، ثم تم التعامل به بعد ذلك لوصف المذابح التي قام بها النازيون ضد اليهود في ألمانيا وكل الدول الأوروبية التي احتوت على يهود. فهناك دول أوروبية قامت بإرسال يهودها إلى تلك المعسكرات الشهيرة التي زُعم أنه لم يكن يصمد أحد داخلها أكثر من 24 ساعة، واحتوت على عدد كبير من وسائل القتل والتعذيب المختلفة، منها الخنق بالغاز القاتل أو الحرق، كما أبتدع النازيون الطرق التي يقتلون بها سجنائهم، وأنشأوا مساكن لتحويهم قبل الحرب العالمية الثانية، كانت مصممه لتتسع الغرفة الواحدة ل9 من اليهود، بالإضافة لإجراء تجارب طبية عليهم. عندما وصل النازيون في البداية إلى حكم ألمانيا، اتخذوا إجراءات تدريجية لممارسة عنفهم و عنصريتهم ضد كل من هو أقل من الجنس البشري أو "الآري" كما يصفونه، والذي من وجه نظرهم وحده من استحق الحياة، فمنعوا اليهود من ممارسة الحق الانتخابي وطردوهم من الحكومة والبرلمان وأعلنوا مقاطعتهم التامة للتعامل معهم وخربوا لهم محالهم التجارية، وكل ما يملكونه في ألمانيا.. لم يكن اضطهاد الجنس الآري لليهود فقط، وإنما كان للمعاقين والشواذ جنسيا والمرضى العقليين والنفسيين والمجرمين وشهود يهوه والشيوعيين؛ وأعطوا كلا منهم علامات مختلفة. فميزوا المجرمين بالشارات الخضراء والمثليين جنسيا من الرجال بالشارة الوردية، أما الشارة السوداء فللمتشردين ومن ترجع أصولهم للهند وباكستان والغجر و المعوقين والنساء التي تم اعتقالهن لأسباب أخلاقية أو لأسباب الشذوذ الجنسي، والبنفسجية لشهود يهوه، والحمراء للسجناء السياسيين والشارة الصفراء لليهود، والشارة من اللون الأصفر والأسود معا للسجناء من العرق الآري الذين كانت لديهم صلة قرابة الدم مع الأعراق أو الجماعات الغير مرغوبة فيها. و تم بالإضافة لليهود إبادة 100.000 شيوعي و15.000-25.000 من المثليين جنسيا و من 1.200 إلى 2.000 من طائفة شهود يهوه. وأجرى الأطباء النازيين عمليات ل 400.000 معاق عقليا ومريض نفسي لمنعهم من الإنجاب واستعملت أساليب القتل الرحيم لإنهاء حياة عدد كبير منهم. أنكر عدد كبير من الزعماء والمؤرخين بعد ذلك أحداث الهولوكوست وزعموا أن اليهود أشاعوا ذلك بهدف كسب تعاطف العالم وإنشاء دولة لليهود، إلا أن الأمر لم يكن يخص اليهود فقط ، لقد كان اعتداءا عنصريا من قبل جنس تجاه الآخر، بكل ما يحمله هذا الآخر من اختلاف للثقافات والأديان والجنسيات والميول التي ليس من حقك الحكم على قبولها أو رفضها في هذا العالم.