افتتح فى ألمانيا اليوم الأربعاء نصب تذكارى يهدف لإحياء ذكرى مئات الآلاف من الضحايا من طائفتى السينتى والروما (الغجر)والذين أبيدوا جماعيا على أيدى النظام النازى فى الفترة بين عامى 1933 و 1945. ويقع هذا النصب بالقرب من النصب الخاص بضحايا المحرقة النازية لليهود ونصب آخر خاص بالمثليين جنسيا الذين قتلوا أيضا إبان نظام الرايخ الثالث، أى النظام النازي، ولا تبعد جميع النصب الثلاثة كثيرا عن مبنى البرلمان الألماني. وألقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كلمة بمناسبة تدشين النصب التذكارى الذى هو عبارة عن منتزه صغير يتوسطه حمام مائى على شكل دائرة فى مركزها عمود رخامى صغير. ودعت ميركل فى كلمتها لاعتبار الإبادة الجماعية التى ارتكبها النازيون بحق السينتى و الروما بمثابة تذكرة للحاضر وقالت إن أى جيل يتساءل من جديد عن كيفية حدوث ذلك مضيفة:"لقد خلفت هذه الإبادة الجماعية آثارا عميقة وجروحا أكثر عمقا".كما ألقى المعمر تسونى فايش الذى نجا من ملاحقة النظام النازى له ضمن ملاحقة طائفة الروما كلمة عن الناجين من الإبادة. ويقدر المؤرخون عدد قتلى طائفتى السينتى و الروما وغيرهم من الأجناس التى اعتبرها النازيون من الأعراق البشرية الأدنى ب 220 ألف إلى 500 ألف مات بعضهم فى مذابح وآخرون فى معسكرات الاعتقال النازية مثل معسكر أوشفيتس. و وافقت ألمانيا رسميا قبل 20 عاما على طلب المجلس الأعلى لطائفتى السينتى و الروما بإقامة نصب لضحاياهم على يد أيدى نظام الزعيم النازى أدولف هتلر ولكن تنفيذ المشروع تأخر لأسباب عدة من بينها الخلاف بشأن تصميمه وتكاليفه وبسبب أخطاء أثناء الإنشاء. و وضع الفنان الإسرائيلى دانى كارافان تصميم النصب الذى هو عبارة عن حمام مائى مظلم كرمز للموت والضياع ولكن أيضا كرمز لعودة الحياة. وعن تصميم النصب قال رومانى روزه، رئيس المجلس الأعلى لطافتى السينتى و الروما:"إنه متواضع كما كنا نريده، فنحن لم نرد شيئا هائلا".ورحب روزه بحضور شخصيات ألمانية بارزة حفل الافتتاح من بينها الرئيس الألمانى يوأخيم جاوك وقال إن ذلك تعبير عن تقديرهم.وسيكون النصب تحت رعاية نفس المؤسسة التى تدير النصب الخاص بالهولوكوست. وحذر روزه فى كلمته من تجدد العنصرية ضد طائفتى السينتى و الروما وقال إن هذه العنصرية تستهدف هذه الأقلية بالدرجة الأولى ولكنها أيضا موجهة ضد الديمقراطية وقيمها مضيفا:"ولا تكفى عمليات الحظر فى مواجهة هذه العنصرية، لابد أن تنبذ كل أشكال العنف فى المجتمع". وقال روزه إنه ليست هناك أسرة واحدة بين طائفتى السينتى و الروما لم تفقد عزيزا لها أثناء الإبادة النازية لأبناء الطائفتين وأضاف:"لا تزال هذه الإبادة تصبغ هويتنا إلى اليوم..".