أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية بأن الحكومة السورية سحبت جزءا من قواتها المنتشرة في الجولان على الخط الفاصل مع إسرائيل، الأمر الذي يثير التكهنات بشأن مصير قوات حفظ السلام الدولية هناك. وأضافت الصحيفة البريطانية - في تقريرين منفصلين أوردتهما على موقعها الإلكتروني الاثنين 8 إبريل- بأن هذه الخطوة تزيد خطر تدخل إسرائيل في الصراع السوري أيضا. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين وصفهم انسحاب القوات السورية المقاتلة من الجولان بأنها من الخطوات الكبرى التي حدثت خلال 40 عاما."، لافتة إلى أن القوات التي انسحبت سيعاد انتشارها في العاصمة السورية دمشق لمواجهة المعارضة. وأوضحت الصحيفة أن قوات المعارضة تحركت لملء الفراغ الذي خلفه الجيش السوري في الجولان، وهو ما يثير قلق إسرائيل التي أعربت عن مخاوفها من استغلال الجهاديين للوضع في شن هجمات على الأراضي التي تسيطر عليها. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي غربي قوله "إن المخاطر الناجمة عن اتخاذ إسرائيل خطوات تجاه تأمين الجولان ستكون هائلة، مضيفا "أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تلقى معارضة شديدة من قبل المجتمع الدولي، الأمر الذي قد يجر إسرائيل إلى ما وصفه بالمستنقع العسكري." وحذرت الصحيفة من أنه وفي الوقت ذاته، قد تجد قوات حفظ السلام الدولية في الجولان نفسها هدفا ضعيفا معرضا للمخاطر بعد انسحاب القوات السورية،الأمر الذي قد يدفع الدول المشاركة في هذه القوات في إعادة التفكير بشأن نشر قواتها وبخاصة القوات النمساوية التي تشارك بأكبر عدد من الجنود. وأردفت الصحيفة تقول أن انسحاب القوات الكرواتية في فبراير الماضي من منطقة الجولان أضاف المزيد من العبء على القوات النمساوية للبقاء." ونقلت عن القائد السابق لوحدة الاتصال بالجيش الإسرائيلي والمسئول عن العلاقات مع قوات حفظ السلام باروخ شبيجل، قوله "إن أي انهيار فعلي للقوة يجب أن يتم التعاطي معه بحذر شديد، مضيفا بأنه "إذا كانت الأممالمتحدة غير قادرة على أداء مهمتها، فإن ذلك سيكون بمثابة معضلة كبيرة، ينبغي أن يتم التعامل معها بمسئولية شديدة." وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتشاور مع الدول المشاركة في قوات حفظ السلام، ومع مقر الأممالمتحدة في نيويورك، في محاولة لوقف نزيف المزيد من الدماء لأي من قوات حفظ السلام، وذلك وفقا لمسئول كبير. ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تستعد للتعامل مع تدهور الأمن على حدودها الشمالية،ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله مؤخرا -على صفحته على موقع الفيسبوك- إن سوريا تتفكك وترسانتها من الأسلحة المتطورة تقع في أيدي العناصر المختلفة..محذرا من أن أكبر المخاطر يتمثل في سقوط ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في أيدي المنظمات الإرهابية." وأكد على أن انتشار عناصر الجهاد العالمية على الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان إنما يشكل تحديا كبيرا للقوات الإسرائيلية،كما أكد أن الحكومة الإسرائيلية تراقب الوضع عن كثب وعلى استعداد للرد وفقا لذلك.