قال دبلوماسيون يوم الخميس إن قوات حفظ السلام الدولية التي تراقب خط وقف إطلاق النار بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل أوقفت دورياتها بعدما احتجز معارضون مسلحون 21 مراقبا فلبينيا لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي. ويسلط احتجاز مراقبي الأممالمتحدة غير المسلحين الضوء على إمكانية تعرض القوة للعنف المتنامي في سوريا. وعبر دبلوماسيون في نيويورك عن قلقهم من أن يكون مستقبل القوة بات محل شك الآن. ويبلغ قوام القوة ألف فرد وبدأت مهمتها في عام 1974 . وزاد ذلك أيضا القلق في إسرائيل من أن المعارضين الإسلاميين الذين لا تفصلهم عن القوات الإسرائيلية سوى قوة صغيرة من الأممالمتحدة قد يتجرأون على إنهاء سنوات من الهدوء الذي حافظ عليه الرئيس بشار الأسد ومن قبله والده على جبهة الجولان. وقال دبلوماسي غربي كبير في نيويورك طلب عدم ذكر اسمه إن إدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة "قررت فرض قيود على حركة قوة مراقبة فض الاشتباك. ولذا فلم تعد تقوم بدوريات .. أغلقوا أيضا بعض نقاط المراقبة ويتراجعون إلى جزء أكثر أمانا في المنطقة." وامتنع مسؤول بالأممالمتحدة في دمشق عن التعليق لكن مسؤولين إسرائيليين أكدا أن قوة مراقبة فض الاشتباك قلصت عملياتها. وكان احتجاز أفراد قوة حفظ السلام أحدث تحد للقوة الدولية المكونة من قوات فلبينية وهندية وكرواتية ونمساوية. وقالت اليابان إنها ستسحب جنودها من القوة منذ ثلاثة اشهر ردا على العنف في سوريا. وقالت كرواتيا الشهر الماضي إنها ستسحب جنودها كإجراء احترازي بعد تقارير ذكرت أن أسلحة كرواتية شحنت إلى المعارضة السورية. ونفت كرواتيا تلك التقارير. وقالت الأممالمتحدة قبل نحو أسبوعين إن أحد أفراد القوة فقد في سوريا. ولم تكشف عن هويته لكن مصدرا في المعارضة المسلحة عرفه كمستشار قانوني كندي وقال إن قوة أخرى تابعة للمعارضة تحتجزه للحصول على فدية. وحتى فترة قريبة كانت أربع دول تساهم بالمراقبين العسكريين الذين يزيد عددهم قليلا على الألف هي النمسا وكرواتيا والهند والفلبين. وقال دبلوماسي غربي كبير إن الفلبين تدرس الانسحاب أيضا. ويقول دبلوماسيون إن الهند والنمسا تساهمان بمعظم الأفراد المتبقين في القوة. وقال الدبلوماسي الغربي "بعث النمساويون الآن رسالة يعبرون فيها عن القلق بشأن سلامة مواطنيهم." وأضاف أن هناك مخاوف الآن من تفكك أوصال قوة مراقبة فض الاشتباك التي لا يحمل أفرادها سوى أسلحة شخصية ولا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الأسلحة الآلية. وتابع "وجود القوة هناك له أهمية رمزية كبيرة لأننا لا نريد امتداد الأزمة السورية إلى إسرائيل بشكل مأساوي." وقال دبلوماسي غربي آخر "حادث واحد آخر وسينسحبون." وتراقب القوة "المنطقة العازلة" بين القوات السورية والقوات الاسرائيلية وهي شريط ضيق من الأرض يمتد لمسافة 70 كيلومترا من جبل الشيخ على الحدود اللبنانية إلى حدود نهر اليرموك مع الأردن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في ديسمبر كانون الأول في تقرير لمجلس الأمن إن القتال بين القوات المسلحة السورية والمعارضين داخل المنطقة العازلة يثير "احتمال إشعال صراع أكبر بين إسرائيل وسوريا مع ما لذلك من عواقب وخيمة". وحذرت إسرائيل قبل نحو عشرة أيام من أنه لا يمكن توقع أن تقف مكتوفة الأيدي مع امتداد الحرب الأهلية في سوريا التي تسببت في مقتل 70 إلف شخص إلى مرتفعات الجولان. وأفرج معارضون سوريون عن جنود حفظ السلام الفلبينيين يوم السبت بعد احتجازهم لمدة ثلاثة ايام في قرية الجملة الجنوبية. وفي البداية اتهم المعارضون الذين ينتمون إلى لواء شهداء اليرموك مراقبي حفظ السلام بالتعاون مع قوات الأسد أثناء قتال شديد الأسبوع الماضي وبالتقاعس عن تنفيذ تفويضهم بإبقاء الأسلحة الثقيلة بعيدة عن منطقة الحدود. وطالبوا في أول الأمر بأن يوقف الجيش السوري قصف المنطقة وينسحب من قرية الجملة كشرط للإفراج عنهم لكنهم وصفوهم في وقت لاحق كضيوف وأطلقوا سراحهم ورافقوهم إلى الأردن. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح) من دومينيك إيفانز ولوي شاربونو