اتهم حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان إسرائيل بالسعي لإجهاض اتفاقيات التعاون المشترك بين دولتي السودان وجنوب السودان التي وقعت مؤخرا بأديس أبابا، خاصة ما يتعلق بملف النفط. وقال عضو المكتب القيادي بالحزب الدكتور قطبي المهدي إن الاتفاقية التي أبرمت بين جوبا وتل أبيب لشراء بترول الجنوب الغرض منها قطع الطريق أمام أي تعامل اقتصادي بين الخرطوموجوبا، ووصف الاتفاق بالسياسي. وشن قطبي في تصريحات لصحيفة "آخر لحظة" الصادرة بالخرطوم الثلاثاء 22 يناير، هجوما عنيفا على إسرائيل وقال إنها أرادت من خلال هذه الاتفاقية أن تدعم موقف المتشددين في حكومة "الحركة الشعبية" لإقناع الجنوبيين بعدم وجود مشاكل حتى لو لم يتم التوقيع على أي اتفاق مع الخرطوم يضمن استئناف ضخ النفط . وأضاف أن الخطوة إذا كانت صحيحة ستمنح الجنوب فترة من الزمن حتى يستطيع إنشاء أنابيب خاصة به ، وأكد أن الهدف من الاتفاقية حث جوبا على عدم الاستعجال لتوقيع اتفاق مع الخرطوم . وفي سياق متصل، شن قطبي هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي على خلفية دعمهم للحركات المتمردة بالسودان، وقال إن الخطوة تهدف لتعزيز موقف الحركات ضد الحكومة ، مؤكدا حرص واشنطن على أن تكون هناك معارضة مسلحة قوية بالبلاد لزعزعة الاستقرار والعمل على استنزاف مواردها حتى لا تصبح دولة قوية في المنطقة . ومن جانبه، حذر عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي دولة جنوب السودان من مغبة أن يحدث تقارب العلاقة بين جوبا وتل أبيب ضررا على السودان والأمة العربية والإسلامية ، وقال إن علاقة الجنوب بإسرائيل شأن يخصها بشرط ألا يتضرر منه السودان ، مشيرا إلى أن الخرطوم تسعى لإقامة علاقات دائمة ومستقرة وجوار آمن مع الجنوب بغية تعزيز المصالح المشتركة لشعبي البلدين . يشار إلى أن بعض الأجهزة ومواقع الإعلام كانت قد كشفت عن تخصيص الإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية 24 مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري لما يسمى "قطاع الشمال"، إلى جانب دعم المؤتمر العام للحركة الشعبية بجنوب السودان وبعض الجيوب داخل الحدود السودانية . وأشارت مصادر جنوبية إلى أن الدعم الأوروبي ورد إلى حسابات حكومة الجنوب بأحد المصارف الكينية . وبحسب المصادر ذاتها فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج التزمت باستمرار الدعم بواسطة بعض المنظمات الإنسانية وبعض النشطاء المهتمين بالسودان.