يلتقي زعيما السودان وجنوب السودان، الجمعة 4 يناير، في محاولة جديدة لنزع فتيل الأعمال القتالية بينهما بعد انفصال البلدين واستئناف تدفق النفط عبر الحدود لإنقاذ اقتصاديهما المتعثرين. وأشار رئيس السودان عمر البشير ونظيره في جنوب السودان سلفاكير إلى إمكانية تقديم تنازلات في المحادثات التي تجرى في أديس أبابا لإنهاء الجمود بشأن كيفية إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بعد أن اقترب البلدان من شفا الحرب في أبريل نيسان الماضي. وكان الجانبان وقعا اتفاقيات في اجتماع عقد بالعاصمة الإثيوبية في سبتمبر أيلول لاستئناف صادرات النفط وتأمين الحدود المضطربة غير أن أيا منهما لم ينفذ هذه الاتفاقيات بسبب انعدام الثقة بينهما بعد خوضهما واحدة من أطول الحروب الأهلية في إفريقيا. ويحتاج البلدان بشدة إلى صادرات النفط التي يتعين على جوبا أن تدفع ملايين الدولارات للخرطوم مقابل مرورها من أرض السودان،غير أن محللين يقولون إنهما يحتاجان أيضا إلى مواجهة بعضهما البعض لتعزيز الشرعية داخل كل منهما وصرف الأنظار عن اقتصاديهما المتعثرين والفساد المستشري. وحث الاتحاد الإفريقي، بدعم من القوى الغربية، البلدين على إجراء محادثات في مسعى جديد للتوصل لاتفاق. وقالت وكالة السودان للأنباء إن البشير سيلتقي سلفاكير لبحث "تسريع" تنفيذ اتفاقات سبتمبر، وقال سلفاكير إن جنوب السودان مستعد لسحب قواته. ويذكرأن بعض الدبلوماسيين لا يزالون متشككين في حدوث انفراجة سريعة نظرا لأن البلدين لهما تاريخ من توقيع الاتفاقيات وعدم تنفيذها. ومنذ اندلاع قتال بين البلدين في أبريل وهي أسوأ أعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011 سحب الجانبان قواتهما من الحدود البالغ طولها 2000 كيلومتر تقريبا ويتنازع البلدان على جزء كبير منها. وأنهى اتفاق للسلام عام 2005 الحرب الأهلية بين السودان وجنوب السودان. ويقول الطرفان إن إقامة منطقة عازلة ضروري قبل استئناف تدفق النفط من جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. وكانت جوبا أوقفت إنتاجها من النفط، والذي بلغ 350 ألف برميل يوميا، قبل عام بعد إخفاق البلدين في التوصل لاتفاق بشأن رسوم التصدير.