وصل باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان إلى الخرطوم اليوم السبت في زيارة لمدة يومين يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين السودانيين. وتأتي هذه الزيارة وسط اتهامات متبادلة بين الخرطوموجوبا حول خرق الاتفاق الأمني المدرج في بروتوكول التعاون الذي وقعه الطرفان في 27 سبتمبر الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ولم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن. وقال باقان في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم إنه سيسلم الرئيس السوداني عمر البشير رسالة من نظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، وسيبحث مع الجانب السوداني تفعيل بروتوكول التعاون. وبدأ المفاوض الجنوب سوداني برنامج زيارته باجتماع مغلق عقده مع رئيس الوفد السوداني للمفاوضات إدريس محمد عبد القادر. وحول تفاصيل الاجتماع، قال عبد القادر للصحفيين إن الطرفين سيشرعان في إعداد جدول زمني لتنفيذ الاتفاقيات المدرجة في بروتوكول التعاون. وقبل عشرة أيام، اتهمت جوباالخرطوم بقتل 7 مدنيين في قصف لأراضيها، وهو الأمر الذي نفاه الجيش السوداني، قائلاً إنه قصف معسكرًا لمتمردين مدعومين من جوبا في منطقة الرقيبات على بعد 40 كيلومترًا من الحدود مع الجنوب. ودائمًا ما تنفي جوبا اتهام الخرطوم لها بدعم الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحارب الجيش السوداني في ولايتين متاخمتين لجنوب السودان، وتتشكل قواتها من مقاتلين انحازوا للجنوب في الحرب الأهلية ضد الشمال ما بين عامي 1983 – 2005 رغم انتمائهم للشمال. وتشترط الخرطوم إنفاذ الاتفاق الأمني قبل استئناف تصدير نفط جوبا التي لا تملك أي منافذ بحرية. ووصف سلفاكير خلال اجتماع حكومته الأسبوع الماضي مطالبة الخرطوملجوبا بنزع سلاح متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال لاستئناف تصدير النفط بأنه "مستحيل"، وقال إنه لا يمكن لبلاده التدخل عسكريًا في بلد آخر. وفشل اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة الذي عُقد في جوبا في نوفمبر الماضي في التوصل لاتفاق حول التفاصيل الفنية لإنفاذ اتفاق الترتيبات الأمنية الذي يشمل عدم دعم أي طرف للمتمردين على الطرف الآخر، وسحب الجيشين بناء على اتفاق المنطقة العازلة التي تمتد بطول 10 كيلومترات في حدود كل منهما. ومن المنتظر أن تجتمع اللجنة غدًا بالخرطوم بناء على اتفاق البشير وسلفاكير أثناء محادثة هاتفية الأسبوع الماضي.