انتهي شهر العسل بين المجلسالعسكري والإخوان المسلمين.. والتيارات السياسية الأخري المتصارعة علي تورتة توزيع مصر.. وظهرت الاتفاقيات والصفقات السرية.. وأصبح اللعب علي المكشوف أمام العامة والكافة! المجلس العسكري أدار شئون البلاد والعباد.. والإخوان المسلمون عطلوا الدستور أبوالقوانين.. وعجلوا بإجراء انتخابات البرلمان والشوري.. قبل ان تستعد باقي القوي السياسية وتنافسهم.. فحصدوا أغلبية مقاعدهما! أما السادة الليبراليون من الناصريين واليساريين.. وأصحاب الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.. فاكتفوا بالظهور في الاعلام والفضائيات والتواجد في المجلس الاستشاري مؤقتا! لكن قواعد اللعبة علي ما يبدو تغيرت الآن وبعد مرور أكثر من عام علي ثورة المجتمع.. فالمجلس العسكري وطد أقدامه.. وأصبحت أصابعه ممتدة في كل شئون الدولة.. ويحرك مجلس الوزراء وفقا لتوجهاته.. وإرادته.. وأغمض عيونه عن خروج قيادات عسكرية من رحم النظام السابق للترشح علي انتخابات الرئاسة منهم وكيل جهاز المخابرات الأسبق.. والفريق شفيق رئيس الوزراء الأسبق.. ومؤخرا ظهور جماعة تدعي انها تترأس جمعية رجال الأعمال المصريين في الخارج.. وتأتي لتجمع توقيعات لترشيح اللواء عمر سليمان الرئيس السابق للمخابرات المصرية.. ونائب مبارك وشريكه في كل سياسات واتفاقيات النظام السابق..! المجلس العسكري التزم الصمت علي ترشح قيادات عسكرية سابقة.. وهو ما يعد خروجا علي الثورة.. واعتداء متعمد علي الإجماع الوطني المطالب بترشيح رئيس جمهورية مدني.. وإغلاق صفحة الرؤساء العسكريين بانتهاء زمن مبارك! الإخوان المسلمون أيضا خرجوا علي النص كما يقول أهل المسرح.. طالبوا بإقالة حكومة الجنزوري.. وتشكيل حكومة من رموزهم.. لاقتسام السلطة التنفيذية مع العسكريين.. الذين عارضوا ورفضوا.. فكان الرد الإخواني هو الاستحواذ علي النسبة الأكبر من تشكيل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور الجديد! الأخوة الليبراليون اكتشفوا انهم لا طالوا مناصب رئاسية.. ولا برلمانية.. وعلي ما يبدو انهم عقدوا صفقة سرية لإقامة الدنيا ضجة واعتراضا وتحريض علي الانسحاب واللجوء للقضاء وإلقاء بالطوب فوق رؤوس الاخوان وبرلمانهم.. لمنع الجمعية التأسيسية من الانعقاد.. وإعداد الدستور.. تحت لافتة رفض الاستحواذ عليها من الإسلاميين عددا وانتماء! وسط هذا الصراع علي تورتة المنافع والسلطة والنفوذ.. تاهت مطالب الثورة في التغيير وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. واختفت صيحات مكافحة الفساد وإعدام رموزه.. وضاعت دماء الشهداء.. ومعها مصالح الوطن علي أيدي من لا يستحقون ان يكونوا أبناءه!