كما وعدتكم الأسبوع الماضي سأتناول اليوم الاستوديو التحليلي لمهرجان كان الذي ظلت قناة »نايل سينما« تعرضه منذ بداية المهرجان وحتي نهايته.. بعثة التليفزيون كانت مكونة من ثلاث قنوات: القناة الثانية و»نايل لايف« و»نايل سينما« ولا شك ان الأخيرة كانت هي الاكثر تميزا وليس معني وجود قصور أو تقصير في التغطية التي قام بها فريق القناة من هناك ان نغفل الجهد غير العادي الذي بذله عمر زهران رئيس قناة نايل سينما وأزعم انه لو توافر له الاعداد الجيد لكان الوضع مختلفا.. جهد عمر زهران كان واضحا أيضا في »الاستوديو التحليلي« الذي استغل المهرجان كحدث لطرح ومناقشة عدد من القضايا المهمة كغياب السينما المصرية وقضايانا العربية التي يتم طرحها في أفلام المهرجان رغم غيابنا وقضية الانتاج المشترك ومناقشة مصطلحات »فيلم جماهيري« و»فيلم مهرجانات«. وأكثر ما يلفت الانتباه في الاستوديو التحليلي هو وجود اسم إحدي مقدمات البرنامج علي التيتر ك»رئيس تحرير« في وجود كاتب للحلقات وفريق من المعدين وهو ما يعني انتهاكا جديدا لصفة »رئيس التحرير« بعد أن أصبحت كلمة »معد« سبة لاقتصار دور كثير من المعدين علي الاتصال بالضيوف. ولا أفهم كيف تكون المذيعة »رئيس تحرير« برنامج؟ هل يعني ذلك أن القناة ليس بها معدون يصلحون لتولي المهمة فتولتها هي بالنيابة عنهم أم أنها رأت في كونها مذيعة »فقط« ما ينتقص من قدرها ومكانتها؟ أم حدثت معجزة وأصبحت أجور المعدين مغرية للدرجة التي تجعل المذيعات يطمعن فيها؟ وعلي حسب علمي فإن قناة »نايل سينما« هي التي تنفرد بهذا الشئ العجيب، فكل البرامج التي تعرضها القناة تجد في تيتراتها أسماء مذيعات إما كمشرفة علي الاعداد وتلك أيضا »تقليعة جديدة« نجدها في برنامج »نجم اليوم« أو ك »مدير تحرير« كما في برنامج »ستوديو مصر«! في العصر الذهبي للتليفزيون كانت الادوار محددة بعناية ورغم وجود مذيعات بحجم أماني ناشد وليلي رستم وسلوي حجازي وغيرهن إلا أنهن أتحن الفرصة لعدد من الأسماء ليكونوا نجوما في الإعداد التليفزيوني كمفيد فوزي علي سبيل المثال. والي جانب تجربة كاتب هذه السطور مع الاعلامية الكبيرة سلمي الشماع كانت هناك تجارب أخري للناقد الكبير يوسف شريف رزق الله في برنامج أوسكار والناقد الكبير علي أبو شادي في برنامج ذاكرة السينما. وبعيدا عن التليفزيون المصري وعصره الذهبي ،فإن أغلب البرامج الناجحة الان علي المستوي الجماهيري كالعاشرة مساء وتسعين دقيقة والقاهرة اليوم.. وكل البرامج التي كانت تقدمها هالة سرحان.. تجد فيها هذا الفصل الواضح بين التقديم والإعداد. زووم أوت: مذيعة ناجحة في برنامج جيد أفضل بكل تأكيد من مذيعة ورئيس تحرير أو مدير تحرير أو حتي رئيس قناة في برنامج لا يراه أحد!