نصيحة لوجه الله أتقدم بها من الآن لممثلي تيار الإسلام السياسي في مصر والذي أصبح من المؤكد حتي الآن أنهم سيكون لهم الأغلبية داخل البرلمان القادم هذه النصيحة أقولها أولا لممثلي حزب الحرية والعدالة الذي سيكون له الحظ الأوفر في عدد المقاعد بالبرلمان وكذلك لممثلي التيار السلفي في حزب النور والذين تقول المؤشرات أيضا التي فاجأت الجميع أنهم سيمثلون الكتلة الثانية داخل البرلمان بعد حزب الحرية والعدالة أقول لهم جميعا لقد دخلتم هذا البرلمان لتمثلوا مصر كلها بكل طوائفها وتوجهاتها وليس أحزابكم ويجب عليكم أن تكون "مصر أولا " هي الهدف الأساسي لكم سواء داخل البرلمان أو خارجه في كل جهد ستقومون به مستقبلا لقد جئتم بديمقراطية صناديق الإنتخابات إلا أن هذا الشعب لم يعطكم هذه الثقة في شيك علي بياض ثم يفاجأ بأنكم تتعالون عليه بعد ذلك وتمارسون ظاهرة الإستقواء علي بقية تيارات المجتمع الأخري التي ستمثل الأقلية ككتل أصغر داخل البرلمان لتعملوا من الآن من أجل هذا الشعب فقط وليس لأحزابكم أو جماعتكم أو مصالحكم الشخصية وتبحثوا دائما بعقلية متفتحة في كيفية حل مشاكله والعمل علي الإرتقاء بمستوي معيشته وليس التفرغ لتقييد كل نشاطه بالتزمت والتشدد في قضية الحلال والحرام ، وخروج المرأة للعمل أو عدم خروجها ، وحدود الحلال والحرام في التعامل مع السائحين ، وهل سيقتصر مانرتديه علي الجلباب أم ملابس مختلفة ؟ وهل نفرغ البنوك المصرية من الأموال التي بها لأنها بفوائد ربوية أم لا ؟ أقول هذا مع إيماني بكل الثوابت الدينية إلا أنني أطالبكم بأن تعملوا بشكل جدي من البداية علي رد الجميل لهذا الشعب الذي وضعكم في الصدارة لأول مرة داخل البرلمان وأصبح ينتظر منكم مساعدته في مواجهة قضاياه الطاحنة من بطالة وقلة دخول وارتفاع الاسعار وتدهور اقتصادي وتراجع كبير للإحتياطي النقدي الخاص بالدولة والذي يعتبر بمثابة الحصالة التي ننفق منها علي وارداتنا وتوفير مستلزماتنا الغذائية التي نستورد 75٪ منها من الخارج ،ولابد أن نعمل جاهدين علي عودة عجلة الإنتاج للعمل ، وتوفير الأمن للمواطن الذي بدأ يفتقده طوال الشهور الماضية والتي شاهدنا فيها مظاهر مرعبة للإنفلات الأمني وظهور غير مسبوق للبلطجية في كل مكان دون أن يكون هناك رادع لهم ، نريد مواجهة حقيقية للمشاكل الصحية التي يعاني منها معظم المواطنين ، وكذلك الإرتقاء بمستوي التعليم ، وأمامكم فرصة العمر لتقديم مصر الحديثة للعالم الخارجي بعقول متفتحة وغير المنغلقة لأننا في حاجة إلي التعامل مع مختلف دول العالم ، أمامكم فرصة لأن تبقوا في صدارة حكم مصر لسنوات طوال وقيادة برلمانه لأول مرة في تاريخكم ..لأن الشعب إذا فقد الثقة فيكم فلن تقوم قائمة لجماعة تيار الإسلام السياسي بعد ذلك في أي مكان في مصر كلها اللهم بلغت اللهم فإشهد.