هذه الدراسة التي تعد الأولي في مجالها تبيّن لنا بوضوح إلي أي مدي يرتبط مصير تركيا بمصير مصر، وإلي أي مدي يرتبط مصير إسطنبول بمصير القاهرة.. وأراني علي ثقة بأن هذا العمل الذي بين أيدينا سوف يُسهم بشكل جاد في دعم تلك العلاقات، ويقرّب المسافات بين الشعبين أكثر وأكثر". بهذه الكلمات يُقدّم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كتاب الاتراك في مصر وتراثهم الثقافي للدكتور "أكمل الدين إحسان أوغلي" الأمين العام الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ويُعدّ هذا الكتاب دراسة مستفيضة وشاملة عن التراث الثقافي الذي خُلّف إبان الحكم التركي العثماني في مصر. وقد حصل هذا الكتاب في طبعته العربية الأولي علي جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة لعام 2008. ويمكننا أن نقرأ نبذة عن الكتاب في الغلاف الخلفي: "الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي ثمرة جهود ودراسة تجاوزت الأربعين عامًا، يبحث فيه المؤلف كيف تَشَكّل الوجه أو النموذج "المصري العثماني" نتيجة لتطور القاهرة الذي كان يحاكي إسطنبول. في البداية، يستعرض المؤلف في هذا الكتاب الكيفية التي وصل بها إلينا نتاج تلك الثقافة وتأثيراتها المختلفة. ففي ظل المدارس الحديثة التي أقيمت والكتب التركية العديدة التي طبعتها المطبعة حظيت الثقافة التركية العثمانية في مصر بإعجاب الصفوة الناشئة من أهالي البلاد المتحدثين بالعربية، فضلا عن القادمين من خارج مصر، ممن كانوا يتحدثون التركية. وهذا هو ما أدي إلي ظهور الوجه الثقافي "المصري العثماني" إلي جانب الوجه الثقافي "التركي العثماني" في مصر. هذا الكتاب هو أول عمل يتناول الأتراك الذين عاشوا في مصر والوجود الثقافي التركي المتطور هناك، ويتناول النتاج المدوّن الذي وَصَلَنا من تلك الثقافة وآثارها". ويقول مؤلف الكتاب في مقدمة كتابه : »لعل هذا الكتاب يأتي وفاء لدين ، وأمانة للتاريخ يودعها إياه الكاتب الذي عاش في الموضع الذي التقي فيه بلدان وثقافتان ولغتان وامتزج هذا بذاك سنين طويلة«. ويقول أيضا في سطور كتابه : ان التأثيرات الاجتماعية والثقافية التي وقعت فيما بين الأتراك الذين وفدوا علي مصر واستوطنوا علي مدي السنين وبين المصريين قد ترسخت في مصر وأصبحت وكأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري . إن هذه الدراسة بحق تروي مدي عمق العلاقة واتساعها بين مصر وتركيا . والكاتب أكمل الدين إحسان أوغلي قاهري المولد والنشأة، وأحد الوجوه البارزة في بحوث التاريخ والثقافة والعلوم؛ فقد عمل عضوًا للتدريس وباحثًا في عدد من الجامعات في تركيا ومصر وأوروبا وأمريكا، وتم تعيينه في سنة 1980 ليكون أول مدير عام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وكان أثناء عمله في هذا المركز وتأسيسه له يواصل أعماله الأكاديمية؛ فقد أسس في سنة 1984 قسم تاريخ العلوم في كلية الآداب بجامعة إسطنبول، وأنشأ في سنة 1989 جمعية تاريخ العلوم التركية. وهو عضو في العديد من المؤسسات الأكاديمية الدولية ومنها "الأكاديمية الأوروبية"، وعضو مراسل بمجمع اللغة العربية في القاهرة، وكان رئيسًا للاتحاد العالمي لتاريخ العلوم وفلسفتها»IUHPS« ويعتبر البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أول أمين عام منتخب يأتي علي رأس منظمة المؤتمر الإسلامي في سنة 2005. وهناك العديد من الأعمال التي تحمل اسمه بين كتب ومقالات وبحوث، وبعض هذه الأعمال كُتب بثلاث لغات، كما أشرفَ علي العديد من البحوث والدراسات، وجرتْ ترجمة بعض أعماله إلي لغاتٍ شرقية وغربية.