قالت البنت لأخيها: هل سيحاسبنا الله سبحانه وتعالي علي أحلامنا قال أخوها: إيش عرفني تسأليني بصفة ماذا؟ قالت: بصفتك أخي وربنا خلق لك عقلا مثلي قال: بصراحة أنا أشك أحيانا أن لك عقلا أصلا قالت: يعني الحق علي ان أكرمك وأعمالك معاملة المثل؟ قال: مثل ماذا؟ أنا لو تركت نفسي أفكر مثلما تفكرين بعقلك هذا فسوف أذهب في ستين داهية قالت: أكثر مما أنت فيه؟ قال: بطلي قلة حياء وقولي ما عندك وأمري الي الله قالت: طريفة ماذا، وهباب ماذا؟ ولكن قل لي أولا: هل المجلس العسكري سوف يحاسبنا علي الأحلام قال: ألم يبلغك أنهم ألغوا المحاكمات العسكرية للمدنيين قالت: لا يا عم!! الاحتياط واجب قال: والله العظيم يخيل الي أنك تؤلفين، ولا هو حلم ولا يحزنون قالت: رأيت كيف!! أنت تتهمني حتي قبل أن أحكيه، بل ربما تبلغ عني السلطات قال: سلطات ماذا؟ الله يسامحك، أنت تعرفين أنني أكتم أسرارك حتي عن والدينا قالت: وأعرف أيضا أنك لا تستطيع أن تقاوم شهوة الكتابة السياسية. قال: الله!!! الله!! إذن هو حلم سياسي، بصراحة هذا أدعي أن تحكيه لي، بدلا من أن تستفتيني في الدين. قالت: تحلف لي أولا أنك لن تحكيه لأحد قال: والله العظيم ثلاثا لن أحكيه لمخلوق، لكني لا أعدك أنني لن أكتب عنه قالت: علي شرط ألا تذكر اسمي قال: موافق قالت: حلمت يا سيدي أن المجلس العسكري قدم استقالته للدكتور عصام شرف، فلم يقبلها واشترط موافقة المجلس العسكري نفسه، وأن هذا بناء علي استشارة الدكتور يحيي الجمل، فعاد المجلس ورفض استقالة نفسه، لكنه لم يسحبها بناء علي تعليمات أعلي، وأحالها الي مجلس الامن الذي قبل الاستقالة بالأغلبية، وامتنعت إسرائيل عن التصويت، فاستعملت أمريكا الفيتو، وأجلت قبول الاستقالة حتي تتأكد من ولاء المجلس المجهول، وأن مبارك قد تاب وأناب عن محاولات الاستقلال و»الفلفصة« قال: يا خبر مهبب أرجوك لا تكملي قالت: لا، المسألة ليست علي كيفك، سوف أكمل غصبا عنك، وسوف تستمع لي، أنا أكاد أجن قال: أمري الي الله، ثم ماذا؟ قالت: انتقل المنظر الي المحكمة، وقام مبارك فجأة من علي السرير وكأنه لم يستلق عليه أبدا، وإذا به كان يرتدي الزي العسكري تحت البيجامة المخططة، واتجه بسرعة ونشاط وهو يشوح بيديه كما اعتدنا علي حركته، وإذا بباب القفص ينفتح كأنه قال له كلمة السر، ثم فجأة عاد علي أدراجه أكثر نشاطا، واتجه الي جمال ابنه غاضبا وقال له بصوت واضح: »كنت أحسبك أذكي من ذلك«، ثم أشار الي علاء وقال له: »أما أنت فسوف أؤجل حسابك الآن إكراما للمرحوم، لكن بلغ أمك أنه »كفاية«، ثم رجع الي الباب المفتوح، واتجه الي منصة القضاء مباشرة دون أن يمنعه الحرس، ثم صافح القاضي أحمد رفعت وشكره، و.... قال أخوها: كفي كفي! كفي تأليفا.. قالت: والله العظيم هذا حصل، والباقي ألعن، وهو ما أفزعني حتي صار كابوسا لا حلما قال: لا أريد أن أسمع الباقي، أشم رائحة دماء كثيرة قالت: صحيح، إيش عرفك؟ فقد غمرت دماء فيضانية مليونية كأنها الطوفان، غمرت الشوارع والميادين، وبالذات ميدان التحرير، فرحت أعدو خوفا، وموجات الدماء تلاحقني وتلطخني من كل جانب قال: كفي كفي قالت كأنها لم تسمع: أخذت أعدو أعدو، أعدو وأنكفئ وأقوم، حتي وجدت مبني مكتوبا عليه وزارة الإعلام العولمي التآمري الحديث، فدخلته مستغيثة، فهل تعرف ماذا وجدت؟ قال: ماذا؟ قالت: وجدت حفلا به أغلب المحررين، وأشهر ضيوف التوك شو، ومعظم الكتاب أمثالك، يتسلمون »جوائز العودة المباركية« لأنهم صبروا حتي نجحوا في المناورة علي الثوار، حتي تعود الأمور الي نصابها قال: الآن تأكدت أنك ألفت هذا الحلم لتسفيه ما أكتب قالت: انتظر، للحلم بقية.