تحد عصيب وشاق ذلك الذي يواجهه رجال مكافحة المخدرات حيث يحاولون انقاذ عقول شباب الوطن من السموم القاتلة المنتشرة بكثافة وذلك باعادة سيطرتهم علي اسواق تجارة المخدرات بعد تحول مناطق وقري بأكملها لبؤر اجرامية تتاجر في المخدرات بشكل علني ويديرها مئات من اباطرة هذه التجار الممنوعة بعد هروبهم من السجون اثناء الاحداث. التحدي يتضح ايضا في تلك الاسلحة الخطيرة مثل الاربي جي وغيرها المهربة عبر الحدود الليبية.. رجال المكافحة قبلوا التحدي لينطلقوا خلال الساعات القادمة في اكبر حملات متتابعة علي هذه الاوكار منذ قيام ثورة 52 يناير. داخل غرفة العمليات الرئيسية بمقر الادارة العامة لمكافحة المخدرات عاشت »اخبار اليوم« جانب من هذه الاجتماعات التي تمت برئاسة اللواء طارق اسماعيل مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات وحضره بجانب وكيلاه سامح الكيلاني وعدد من قيادات الامن العام والامن المركزي.. كان واضحا من المناقشات التي تدور ان ساعة الصفر لمواجهة الانفلات الذي يشهده الشارع المصري في سوق تجارة المخدرات قد بدأت وأن العهد الذهبي لرجال المكافحة في حماية بلدهم قد عاد من جديد، المعلومات المطروحة بدون مواربة او تجميل تؤكد ان الموقف حتي الايام الماضية غاية في السوء فهناك مناطق عديدة قد اصبحت بؤرا علانية لتجارة المخدرات بكل انواعها.. عوامل عديدة وراء هذه الكارثة الاجتماعية، فانفلات الحدود نتيجة الاحداث في الدول المجاورة خاصة ليبيا واليمن وانعدام الرقابة علي مرور شحنات المخدرات المهربة سمح بمرور كميات ضخمة من دول الانتاج الي السوق المصري الذي اصبح يديره الان ويشرف عليه مئات من رؤوس واباطرة سوق المخدرات التي كانت محجمة بعد هروبهم من السجون خلال احداث الثورة فعدد هؤلاء فقط يبلغ 0591 تاجر مخدرات معظمهم كان محكوما عليه باحكام السجن المؤبد بالاضافة الي 84 من اباطرة الجلب والتهريب غادروا السجون بعد الاستفادة من قرار اخلاء سبيل جميع المعتقلين وهؤلاء يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق اكبر مكسب لتوفير حمايتهم ونفقات هروبهم والتي من بينها اطقم الحراسة والصبيان في اوكار نشاطهم، وكما يشرح اللواء طارق اسماعيل ان كل بؤر المخدرات التي استغلت فترة الفراغ الامني تستعين بكميات من الاسلحة الحديثة والضخمة ومعظمها دخل البلاد عبر الحدود الليبية من تلك التي كان يلقيها الناتو للثوار ولكن مهربي المخدرات استطاعوا جمعها وجعلوا منها نشاطهم التجاري خلال الفترة الماضية. تقرير مصادر رجال المكافحة عن بعض البؤر الاجرامية التي تروج المخدرات خاصة في بعض قري القليوبية تؤكد ان بعض التجار يستحوذ علي مدافع اربي جي وجرينوف لمواجهة عمليات المواجهة المنتظرة مع قوات الشرطة. يقطع عرض التقارير مكالمة يتلقاها مدير ادارة مكافحة المخدرات من ضباطه الذين كانوا قد تحركوا صوب طريق الاسماعيلية منذ ساعات لتصفية بؤرة خطيرة يديرها عدد من الاشقياء الخطرين لبيع الهيروين تحت حماية الاسلحة الآلية، كانت المكالمة تؤكد نجاح المهمة وضبط المجرمين دون وقوع خسائر.. اللواء طارق اسماعيل ادار قرص تليفونه المتصل مباشرة بمكتب وزير الداخلية تحدث مع اللواء منصور عيسوي ليخبره بنجاح المهمة وفوجيء اللواء طارق بالوزير يقول له مبروك ولكن ايه اخبار بؤرة طريق السويس؟ الامر لم يعد يحتمل الانتظارعايز اخبار جديدة!!. عندما تحدث مدير المكافحة الي ضباطه وضباط الامن المركزي وهو يطلب المزيد من المعلومات الدقيقة عن كل بؤرة قبل اقتحامها ادركت حجم التحدي الذي يواجهه هؤلاء الرجال، فالمواجهة المباشرة اذا تمت في شكلها المعتاد فسيكون لها ضحايا من الابرياء فتجار المخدرات لا يتورعون ان يتخذوا من زبائنهم والسكان حولهم دروعا بشرية.. ولذلك اصبح الاتفاق علي اختيار اماكن واوقات تسلل مناسبة للسيطرة دون وقوع خسائر في ارواح الابرياء هو المعيارالاساسي لتنفيذ اي عملية قادمة، رغم ان تعليمات وزير الداخلية لرجال المكافحة واضحة ومحددة وهي اطلاق النار دون تردد علي اي تاجر مخدرات يستخدم سلاحه عند مواجهة الشرطة له باعتباره حق الدفاع الشرعي الذي كفله القانون. علي هامش الاجتماع سألت اللواء طارق اسماعيل الا تخشون المواجهة في ظل حيازتهم لهذه الاسلحة القتالية؟ اجاب علي الفور.. نحن لا نعرف الايدي المرتعشة ولكن ندرك الوسائل والخطط للسيطرة عليهم، وهم يدركون ذلك، ولعل تصفية بؤرة كفور بلشاي بالغربية الاسبوع الماضي خير دليل علي ذلك. ادركت انك تخشي علي ارواح المتعاطين والمدمنين لحظة تعامل الشرطة مع تجار المخدرات؟ ذلك شيء طبيعي بالطبع، فهؤلاء نعتبرهم مرضي وضحايا مشاكل وظروفهم الخاصة وفي حاجة للعلاج القانون يتعامل معه ولكني لا اعرضه لخطر المواجهات؟ كيف يمكنكم استعادة زمام السيطرة مرة اخري؟ بدأنا فعلا.. فنحن الان نعمل علي جميع المستويات فنحن الان مع اخواننا بالقوات المسلحة نقف في المقدمة عند اخر نقط علي الحدود لاصطياد مصادر الخطر منذ البداية.. بدأنا حصارا وضبطا لكل المنافذ والمعابر لتحجيم عمليات التهريب للسوق بالداخل.. ننشط حاليا للحصول علي المعلومات اعتمادا علي المواطنين الشرفاء من خلال الخط الساخن وغيره من الوسائل الاتصالات والتي تأثرت الي حد ما خلال الشهور الماضية. اين سنري رجال المكافحة خلال الايام القادمة؟ في كل مكان يمثل خطرا علي الوطن وابنائه الان نخطط لمداهمة بؤر القليوبية خاصة في قشيش ونوي وكوم السمن والجعافرة علي سبيل المثال. سنذهب لمنطقة الزراع البحري بالساحل الشمالي وهناك بؤر في الدقهلية والاسكندرية والغربية.