مع اقتراب موعد الانتخابات البريطانية في السادس من مايو القادم تتزايد أصوات الكثير مع وضع قوانين الهجرة الأوروبية المطبقة في بريطانيا والأرجح أن من يصل للحكم سيضطر لقبول رأي العامة وتقييد أعداد المهاجرين بشكل ما أو بآخر. فقد شهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة دخول أكثر من 2 مليون مهاجر من دول أوروبا الشرقية المنضمة للسوق الأوروبية ويتمتعون بنفس حقوق المواطن البريطاني مما أدي خلال فترة وجيزة الي ضغوط علي الخدمات العامة والصحة والتعليم في أماكن تمركزهم. ويري معظم المراقبين أهمية ذلك في تنشيط عجلة الاقتصاد والمساهمة الفعالة في سوق العمل البريطاني.. ويتميز هؤلاء بروح الصلابة والعمل الدءوب والمخلص مقابل أجور اقل من المواطن البريطاني الاصلي مما يساعد الشركات وجمعيات رجال الاعمال والصناعة علي تحقيق مكاسب كبيرة ولكن علي حساب عدم توظيف المواطن البريطاني وقد اثار ذلك روح التوتر لدي طبقة العمال في بريطانيا ضدهم وخلق المنافسة علي الوظائف وأبواب الرزق يري حزب العمال الحاكم بزعامة »جوردون براون« أهمية حرية التنقل للعمل والرزق في السوق الأوروبية وقد أدخل نظاماً صارماً للهجرة يسمح فقط بدخول المهاجرين ذوي الكفاءات العالية بنظام النقاط المحددة سلفاً ويرفض الحزب وضع كوته أو حد أقصي لعدد المهاجرين.. ويذهب حزب الأحرار الديمقراطيين بخطوة أكبر ويدعو لاضفاء الصبغة القانونية علي المهاجرين غير الشرعيين في بريطانيا اذا اثبتوا عملهم والتزامهم بالقانون ودفع الضرائب لمدة 01 سنوات فيما يسمي عفواً شاملاً الا ان المسئولين عن منظمة مراقبة الهجرة قد انتقدوا سياسة الاصرار التي ستؤدي الي زيادة عدد السكان إلي أكثر من 2 مليون نسمة. فقد أصبح عدد المهاجرين غير الشرعيين حوالي مليون نسمة وسيحق لكل منهم استقدام شخص آخر علي الأقل خلال عام ليمنح بعدها الجنسية. وقد حذرت منظمة مراقبة الهجرة من خطورة ذلك علي النسيج الاجتماعي والثقافي لبريطانيا .وأشارت الكنيسة إلي أن أغلبية المهاجرين غير الشرعيين من الجنوب المسلم وهناك خطورة مما يسمونه من أسلمة بريطانيا خلال 05 عاماً وهو ما تمكنت منه المصادر المسئولة. وقد اثار نفس الموضوع مؤخراً موقفاً محرجاً لرئيس الوزراء البريطاني »براون« خلال حملته الانتخابية حيث قابل سيدة من شمال بريطانيا وتحدث معها علي الهواء مباشرة وقد ابدت استياءها من سياسة السماح لمهاجري أوروبا الشرقية بالدخول الي بريطانيا بأعداد ضخمة.. وأمام كاميرات التلفاز تناقش معها »براون« مدافعاً عن سياسة الحكومة بأنها عملة ذات وجهين فكما أن هناك عدة ملايين من الأوروبيين يعملون في بريطانيا فيوجد مثلهم يعملون في أوروبا وتوضح الاحصائيات ان بريطانيا هي المستفيد النهائي من سياسة الباب المفتوح في أوروبا وغيرها من البلاد ولكن بعد ركوب »براون« لسيارته نسي أن يغلق الميكروفون المتصل بالتلفاز وأبدي استياءه لمعاونيه من الموقف الذي تعرض له ووصف السيدة بأنها عنصرية حاقدة وهو ما تسبب في فضيحة إعلامية اضطر بعدها براون للذهاب بنفسه لمنزل السيدة في مدينة ROCHDALE للاعتذار لها وتوضيح موقفه!.