تتابع جماهير الساحة الرياضية في البرامج التي تبث من خلال الشاشة الصغيرة فقرات ووصلات ردح وشرشحة لا تمت للرياضة وأهدافها السامية وغاياتها التربوية بأية صلة.. ويتفنن أبطال تلك الفقرات وللأسف الشديد أغلبهم من رجال الإعلام المتخصصين وبعض اللاعبين السابقين في تناول الأعراض والمساس بالشرف والكرامة والتشكيك في الذمم والنزاهة وفضح المستور وكشف وتعرية الدواخل.. وتذكرنا هذه الفقرات الرخيصة وأبطال المغاوير من المغمورين أو المشاهير بما كان يحدث في الحارات والأزقة بالأحياء الشعبية الفقيرة عندما تتواجه السيدات في مبارزات كلامية متدنية يتم فيها استخدام كلمات عارية وعبارات نابية وألفاظ بذيئة تفضح كل واحدة منهن الأخري بينما تقبل الأخريات علي المتابعة والفرجة سواء من الشرفات أو الطرقات وغالبا ما كانت المواجهة تنتهي بالتشابك والتصارع وكأننا في حلبة وتتمزق الثياب وتنكشف العورات وقد يتدخل بعض الرجال لتغطية ما بان وستر ما انكشف. لكننا حاليا لا نجد عقلاء أو رشداء ينصحون المتبارزين بالتعقل أو يقومون بالتغطية والتدثر بل لعل بعض القيادات والمفروض أنهم من الذين يمثلون لأتباعهم المثل والقدوة يأمر بزيادة حدة السعار وتأجيج لهيب النار وينذر المتعقل والمتزن إذا كان هناك أية شبهة إتزان فيهم بالإقالة والاستبعاد.. وأري أن هذا التدني وذاك التردي المتقابل يقودنا إلي حالة من التفسخ والتشتت والتعصب إذا ما تم التغافل عنه والتستر عليه.. ونحن مقبلون علي تنظيم كأس الأمم الافريقية ونحتاج للتوحد والتآلف والتعاون ونحتاج لتضافر كل الجهود وتجميع كل الطاقات خلف المنتخب.. ولا أعتقد أن هناك أملاً في مخاطبة الضمائر والعقول لهذه العناصر المنفلتة بعد انفلات عقالها وفساد عقولها وأفكارها.. وكذلك لا رجاء في الرعاة الذين يقفون خلفهم ويستفيدون من سقطاتهم.. نحن نطمح في صدور أمر حازم صارم بوقف تلك المهزلة وإلغاء هذه الفقرات الخادشة للحياء والمثيرة والمستفزة بل والتي تدعو للفرقة وترسخ التعصب والتشتت وتسيء إلي اللحمة الوطنية.. الرياضة في مفهومها البسيط تدعو للتسامح وتحض علي التسامي.. وهؤلاء المتعصبون المتبجحون يثيرون الفتن ويعمقون الفرقة والتشتت ويرسخون الشقاق والنفاق والعراك.. الساحة أصبحت لا تحتمل تواجدهم.. بل مطلوب فوراً تنقيحها منهم وتنقيتها من براثنهم وتبرئتها من خيانتهم.