كان حلم حياته أن يصبح معلما كبيرا وصاحب محل. في كل يوم كان يذهب مع معلمه إلي المدبح كان يتعلم منه شيئا جديدا.. طريقة التعامل مع التجار والكشف عن الذبائح واختيارها.. ثم يعود إلي المحل لتعبث أنامله الموهوبة في تقطيع وتشفية الذبيحة. سنوات مرت علي محمد وهو صبي في محل الجزارة.. كلما كبر في السن كان يكبر معه حلمه في امتلاك محل وكانت زوجته تشجعه علي تحقيق حلمه فكانت تضع القرش علي القرش لتحقق حلمها هي الأخري في أن تصبح زوجة المعلم حتي جاءت أمامه الفرصة في محل صغير في حي شعبي، كان يوم الافتتاح ليلة من ليالي العمر. دارت الأيام مع محمد وزوجته ورزقهم الله بثلاثة أطفال كما رزقهم ثقة الزبائن وحب أهل الحي.. وفي أحد الأيام سافر محمد إلي محافظة الفيوم لشراء كمية من اللحوم وعند عودته انقلبت السيارة عدة مرات وخرج من الحادث عاجز البصر وساقه لم تعد تقوي علي حمله.. ساءت حالته وأصيب محله بالكساد وبدأت زوجته تتململ من حالته الصحية وأخذت في معايرته بعجزه وانهالت عليه بالسباب والاساءة.. حاول عدة مرات اثناءها عما تفعله معه لكنها تجبرت وزادت في اهانته فقرر الإنتقام منها. في يوم الحادث أوصل محمد أولاده الي منزل شقيقته بحجة أنه سيذهب إلي أحد الأطباء لمتابعة حالته وأخذ سكينا من المحل ووضعه بين طيات ملابسه وعاد إلي شقته يتحسس خطواته حتي لا يحدث صوتا في الشقة أو يرتطم بأي شيء حتي وصل إلي سرير زوجته وتأكد أنها تغط في نوم عميق فأخرج السكين وانهال عليها بالطعنات حتي فارقت الحياة وجلس بجوارها يبكي. تم القبض علي الجزار وأحيل إلي النيابة التي وجهت له تهمة قتل زوجته وأمام المستشار محمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة وعضوية المستشارين حسن أبوالوفا وعبدالعزيز حبيب وعلاء الدين كمال اعترف المتهم بجريمته وقال إنه لم يعد يحتمل اهانة زوجته أمام أطفاله عن عجزه فقرر قتلها. قضت المحكمة بحبس الزوج خمس سنوات وقالت انها استعملت معه الرأفة من أجل أبنائه.