رغم جهود محافظة القاهرة لإزالة عشوائيات المدبح بمنطقة زينهم خلف مستشفي سرطان الأطفال 57357 إلا أن البعض من تجار المدبح مازال يتحدي المحافظة مفترشا الرصيف خلف سور المستشفي ليبيع لحوم الفقراء من كوارع وممبار ولحمة راس وكرشة وغيرها.. فبمحاذاة الرصيف الملاصق ل 57357 تراصت نساء المدبح وأمام كل منهن طست ودلو وإناء كبيرة لعرض بضاعتها وأخريات يجلسن فوق عربات الكارو والكل ينادي علي الزبائن بنداءات مختلفة تؤكد أن ما لديه من بضاعة هو الأفضل علي الإطلاق في المدبح رغم ما يحوم حولها من ذباب وحشرات بعضها طائر والبعض الآخر من الزواحف وما خفي كان أعظم. »الاخبار« قامت بجولة في سوق اللحوم بالمدبح للتعرف علي أنواع اللحوم التي تحظي باقبال المواطنين وأسعارها خاصة مع قرب حلول عيد الأضحي المبارك ولاحظنا أن المدبح يتميز برخص الأسعار نسبيا عن باقي أسواق اللحوم ومع ذلك فالفصال متاح وإذا لم يعجبك السعر كل ما عليك فعله هو أن تدير ظهرك للبائع وعندها سيناديك مقدما عرضا بتخفيض السعر خاصة أن منافسيه من أصحاب المحال الأخري في انتظار الزبون لندرة من يقبل علي شراء اللحوم بعد ارتفاع اسعارها فقد تحول الجميع إلي الكرشة والممبار والكوارع فهي علي الأقل من »ريحة اللحمة«. أسلحة بدون رقابة ومن أهم سمات المدبح أنه عائلي فكل جزار يمتلك محلا يعمل به مع باقي افراد اسرته وإلي جواره محل اخيه ومحل زوج ابنته وأمامه تفترش أخته الرصيف فالمدبح يخضع لسيطرة العائلات ولا تقتصر التجارة بالمدبح علي اللحوم ولكن هناك نوعا آخر من التجارة مرتبط بطبيعة السوق وهو تجارة الأسلحة الحادة من سكاكين وسواطير وغيرها من مستلزمات الجزارة دون وجود رقابة تنظم عملية تداول هذه الأدوات ولذلك قلما تجد أحدا بالمدبح صغيرا أو كبيرا لا يحمل سكينا علي أقل تقدير وعند نشوب مشاجرة تتعالي أصوات السواطير وتظهر عصبية العائلات!! وعن حجم الإقبال علي اللحوم يؤكد المعلم علاء أبو الفتوح أن السوق كان من أنشط أسواق اللحوم بالمحافظة لعدة سنوات قبل انشاء مستشفي سرطان الأطفال شكل علامة فارقة في تاريخ المدبح حيث تم اجبار العديد من التجار من غير أصحاب المحلات علي الخروج من المدبح وبعضهم خرج طواعية لارتباطه بوجود المدبح فانتقلوا معه من زينهم إلي البساتين كما أن الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم دفع العديد من الزبائن إلي مقاطعتها والتركيز علي بدائل أخري مثل الكرشة والممبار والكوارع ولحمة الراس والكبدة التي شهدت رواجا خلال الفترة الأخيرة علي حساب اللحوم وقال إن سعر كيلو اللحم الضاني يصل إلي 45 جنيها وتوقع أن يرتفع خلال العيد ليصل إلي 55 جنيها كما يصل سعر الكوارع إلي 15 جنيها والكرشة والممبار 8 جنيهات للكيلو الجاموسي و10 للبقري أما لحمة الراس فيصل سعر الكيلو جاموسي إلي 20 جنيها ويزيد 5 جنيهات في البقري. الجمال هي الحل ويضيف المعلم محمد عبده أن اللحم الجملي أصبح الأكثر طلبا نظرا لثبات سعره وعدم تأثره بالارتفاع الذي ضرب أسعار اللحوم الجاموسي والبقري مؤخرا كما أن البعض أصبح يفضل شراءه في أضاحي العيد بدلا من الجاموس والأبقار لكثرة الفوائد الصحية بلحومه وانخفاض سعره حيث يبدأ سعر الجمل من 6 آلاف جنيه علي حسب السن والنوع بينما الجاموس والابقار يبدأ السعر من 8 آلاف جنيه وقال إن سعر كيلو اللحم الجملي يصل إلي 37 جنيها، أما اللحوم المستوردة فيتراوح سعرها مابين 25 جنيها و30 جنيها ولكنها لا تلقي إقبالا كبيرا مثل اللحم الجملي.. وقال إن المواسم مثل الأعياد تنشط بها حركة التجارة بالمدبح بينما أقل المواسم نشاطا هو موسم الصيف لشدة الحر وسرعة فساد البضاعة. أحمد زكريا