ليس من قبيل التكرار، أو انه ليس هناك ما يمكن كتابته، فالاحوال في مصر »المحروسة« أكثر من الهم علي القلب، ويمكن أن يظل الانسان يكتب عنها باستمرار طيلة اليوم، كما يمكن للكاتب أن يدبج المقالات والكتب فيما يحدث حولنا ولنا كل اليوم.. ان اكتب للمرة الثالثة علي التوالي علي هؤلاء الذين يريدون أن يسرقوا ارادة الشعب، ويقفزوا علي كلمته التي أعلنها قوية في مارس الماضي، في استفتاء عام لم تشهد مصر مثيلا له في النزاهة والديمقراطية منذ ستين عاما، ليقولوا للشعب »طظ« في كلمتك وفي رأيك، ويفرضوا عليه وعلينا رأيهم وارادتهم بأن »الدستور أولا«، باعتبار ان الشعب المصري صاحب الحضارة العظيمة التي اذهلت العالم، مازال قاصرا لا يعي ما يقول، وقد بت اعتقد انهم إن لم يتمكنوا من فرض ارادتهم واخضاع الشعب لهم، فسوف يرفعون دعوي قضائية للحجر علي ذلك الشعب الذي يرونه - في نظرهم - قاصرا، ولا يعول علي رأيه وكلمته! أيها السادة، يا من تحاولون سرقة ارادة الشعب، وتضربون بالديمقراطية عرض الحائط.. كفاكم جدلا ودجلا، ولا تلهونا بقضية »البيضة الأول ولا الفرخة«.. انكم تقولون »الدستور أولا« لكي يسبق الانتخابات البرلمانية، لانكم تدركون أن الشعب لا يثق فيكم، وقد لا يكون لكم مكان في »البرلمان«، وتريدون ان تفصلوا دستورا »علي مقاسكم«، يعني الرجوع لترزية القوانين الذين عانينا منهم، ويعني الرجوع إلي الديكتاتورية التي اكتوينا بنارها عقودا طويلة، فإذا كنا قد تخلصنا من ديكتاتورية وتسلط الرئيس السابق مبارك وآله وزبانيته، فإن الخوف - كل الخوف - ان تكون هناك ديكتاتورية أشد قسوة وايلاما في الطريق إلينا! ولكن ما يطمئنني ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة، يقف حارسا للشعب وللديمقراطية، حتي وإن حاول »المرجفون« الاساءة إلي دوره العظيم.. وأنا علي ثقة في قواتنا المسلحة العظيمة علي مدي العقود، وانها لن تنحاز إلا إلي الشعب.. ودائما عاشت مصر.