إذا كان العالم المصري العالمي د. فاروق الباز يقترح مشروعا للتنمية يمتد بالطول من العلمين شمالا الي توشكي جنوبا.. فإن الخبير الاستراتيجي د. مختار قنديل يقترح محورا آخر، يمتد من واحة سيوة غربا الي حدودنا الشرقية شرقا، مرورا بالقاهرةوالاسماعيلية. من هنا.. يري د. مختار قنديل الرئيس الاسبق لجهاز تنمية سيناء ان الاسبقية واجبة للمحور العرضي،لأسباب يستعرضها في هذا التقرير.. بداية يؤكد د. قنديل تحمسه لمشروع ممر التنمية.. لكنه يتحفظ علي أولوية انشائه خاصة مع تكاليفه الضخمة ويري ان الاسبقية في المشروعات القومية يجب ان تسرع الخطي لمحور آخر يري انه الاحوج للتنفيذ، والاشد الحاحا للتفكير فيه، وهو يمتد عرضيا من واحة سيوة غربا الي حدودنا الشرقية في عمق سيناء شرقاً، وهو ما يزيد أهميته الامنية والاقتصادية والاستراتيجية. وفوق ذلك فهو منخفض التكاليف جدا، مقارنة بمشروع د. الباز الممتد بالطول من الشمال للجنوب. ويمتد المحور العرضي بطول 058 كيلومترا في جناحين الاول أيسر يبدأ من واحة سيوة غربا بكل امكانياتها السياحية والصناعية، حيث توجد بها انقي انواع مياه الشرب الطبيعية، بجانب الصناعات الغذائية القائمة علي البلح والزيتون والتين في محافظة مطروح، ثم يتجه شرقا نحو الجيزة مارا بالصحراء الغربية حتي تكثر ينابيع المياه الجوفية، متقاطعا مع طريق الواحات البحرية، حتي يصل الي القاهرة، وهذا الجزء من المشروع سيعتمد علي مشروعات الصناعة والزراعة والسياحة. اما الجناح الايمن فانه يمتد كما يقول الخبير الاستراتيجي د. مختار قنديل بين القاهرة حتي حدودنا الشرقية في سيناء مرورا بمدينة الاسماعيلية بطول 043 كيلومترا وعبورا لقناة السويس، لمنطقة المليز ثم بير الحمة ثم بير الجفجافة ثم بير الحسنة فمنطقة سد الروافعة في وادي العريش، ثم التقسيمة علي الحدود الشرقية لمصر، حيث العين المتدفقة عين الجديرات وعين قديس. ويؤكد د. مختار قنديل ان هذا المحور يمتاز بامكانيات بشرية ضخمة، وبالتالي سيجد فرصته في النمو السريع لأنه يمر بالقاهرة التي تقارب ال 02 مليون نسمة، الامر الذي سيساعد علي التحرك شرقا وغربا علي هذا المحور، بحثا عن فرص افضل، وهو ما سيفرغ القاهرة من زحامها وتكدسها الكبير، خاصة ان المحور سيتقاطع مع مجموعة كبيرة من الطرق الحديثة مثل طرق القاهرة مطروح وسيوة في الغرب، والاسماعيليةوالسويس الطريق الاوسط بسيناء في الشرق. وما يزيد القيمة المضافة للمشروع هو قرب هذا المحور العرض من كوبري الفردان ونفق الشهيد احمد حمدي وخط السكة الحديد المتجه الي سيناء. اما عن مصادر المياه للمشروعات التي ستقام سواء للزراعة او الصناعة أو السياحة فانها ستنقسم الي نوعين الاول مياه جوفية في الجناح الايسر الممتد من القاهرة لسيوة، والثاني يحسن ادارة واستثمار المياه . ولمحور التنمية العرضي سيناء سيوة وجاهته من الناحية الاستراتيجية والامنية ايضا، وهذا هو الاهم، كما يؤكد الخبير الاستراتيجي د. مختار قنديل.. لان الارض من القاهرة حتي حدودنا الشرقية في سيناء عند الحسنة هي اراض سهلة ومنبسطة في مجملها. ومع اقامة مراكز عمرانية علي مسار هذا المحور، يمكن ان يمتد العمران في كل اتجاه وخاصة الي منطقة المغارة الصناعية في الوسط. ويواصل د. قنديل مؤكدا ان اتجاه القاهرة الكبري نحو منطقة القناة ثم العبور الي سيناء لنجد المليز ثم الحسنة والقسيمة سيعمل علي تكثيف الزيادة السكانية بالمنطقة خاصة انها غنية بالمياه والطرق والارض المنبسطة وهو ما يصب مباشرة في مفهوم الأمن القومي المصري. امكانات وموارد مصر كثيرة.. ولكنها تحتاج الي العمل الجاد والمثمر لنري مصر افضل واقوي واغني، وليجد شعبها ما يستحقه من رخاء وتنمية ورفاهية.