لم تكن في نيتي ان أحكي أو حتي أن اتذكر هذه الواقعة لأسباب كثيرة أولها وآخرها.. ان صاحبها الوزير المحبوس حالياً.. كان يوما ما صديقي ولكن استفزني قريب له حينما قال »هي ليه الناس بتفتري عليه كده«؟! ليه عاوزين »يلبسوا« الراجل تهمة »معملهاش« ؟! .. وهنا اضطريت إني افتكر.. ففي إحدي جلسات مجلس الشعب من كام سنة.. وأثناء ما الجلسة »شغالة«.. كان الوزير حاضرا، ولمحه أحد المصورين من جرنالنا وهو يخرج »تفاحة من جيبه« ويشرع في أكلها بطريقة تثير الضحك.. كانت فتحة بقه تاخذ شوال بحاله.. فسارع بالتقاط صورة له.. ولم »تنشر الصورة« وقتها .. لأننا ببساطة لم نعرف ان المصور قد التقطها.. وبعد اسبوع نشرت الصورة في جريدة أخري.. وقتها تندر المواطنون علي الوزير وهو »يقطم« أو يزلط التفاحة، واشبعته وسائل الإعلام »تريقة« ما بعدها »تريقة«.. وبعد اسبوع من نشر »الصورة« تلقيت اتصالا من رئيس المجلس ربنا يفك حبسه يخبرني فيه انه في سبيله إلي اتخاذ قرار »بمنع« دخول هذا المصور إلي المجلس.. ليه يا دكتور.. فقال لي.. ان الوزير أبو تفاحة.. اتصل به وأبلغه ان المصور حضر إليه في مكتبه بعد الجلسة، وساومه علي عدم نشر الصورة.. يعني من الآخر طلب منه »يا مبلغ.. يا خدمة..« وحينما لم يستجب الوزير لهذا الابتزاز الرخيص.. قام المصور بنشر الصورة.. وطلب مني رئيس المجلس ابلاغ رئيس التحرير بالواقعة حتي يكون علي علم بملابسات وأسباب القرار.. ولم أبلغ رئيس التحرير، واتصلت بالمصور نفسه لاكتشف ان »القصة« والتي كان من الممكن ان تودي بسمعته المهنية وسط زملائه مختلفة تماما.. فحينما التقط »المصور« صورة الوزير.. تنبه لذلك الراحل كمال الشاذلي أيام ما كان في عز سطوته.. فطلب منه عدم نشرها.. بل وقال له »روح للوزير واديله الصور«.. ولأن المصور »غلبان« وخايف علي أكل عيشه.. فذهب إلي الوزير.. الذي رحب به.. وبالحركة الشيك اللي عملها معاه لما اداله الصور.. حتي انه سأله إذا كان له طلب في الوزارة.. ليحققه له، وانصرف المصور وانتهت القصة.. لكن حينما نشرت الصورة للوزير.. ظن.. انه من قام بنشرها.. فافتري زوراً علي الراجل، واختلق قصة من نسج خياله ولم يعبأ حينما »اختلقها« .. ماذا يمكن ان يحدث للمصور دون ذنب ارتكبه.. صحيح »داين« تدان. مطلوب جاسوس »متخلف« للعمل في دولة كبري.. يشترط ان يتجسس ومعه كل ما يثبت إنه جاسوس.. نظرا للعلاقات الطيبة التي تربطنا بهذه الدولة!