كشفت التحقيقات التي جرت في هيئات النيابة والقضاء كل المستور في ليلة الأربعاء 2 فبراير، التي شهد نهارها الأسود واقعة الجمل، وضحاياها من الشباب الثائر.. ولم تكن ليلتها تحمل أحداثا أقل إثارة من نهارها الدامي. انكشف المستور وفضح أيادي آثمة حاولت تحويل هذه الليلة لظلام دامس، بعد إصدار الأوامر بقطع الكهرباء عن ميدان التحرير، تمهيدا للفتك بالشباب الثائر، ووأد الثورة الوليدة في مهدها. إلا ان جنودا ظلوا مجهولين حتي هذه اللحظة، رفضوا تنفيذ الأوامر.. وتناسوا مناصبهم وتذكروا فقط أنهم مصريون وكان علي رأسهم الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الرجل الذي قال: لا لقطع التيار عن ميدان التحرير. أوامر رئاسية يقول المهندس محمود سلطان الرئيس السابق لشركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء، وشاهد العيان علي ما حدث في ليلة 2 فبراير: في تمام الواحدة بعد منتصف ليلة الأربعاء 2 فبراير، شق رنين الهاتف سكون الليل في منزلي، رفعت السماعة لأفاجأ بمحافظ القاهرة السابق عبدالعظيم وزير علي الهاتف، وقد بدا منزعجا وبادرني قائلا: اطفي النور عن ميدان التحرير يابشمهندس فانزعجت جدا وقلت: إزاي يا فندم؟ قال: زي الناس قلت: يا فندم دي مسئولية ولازم أرجع للوزير. قال المحافظ: ماترجعش للوزير.. دي أوامر عليا من الرياسة. وأردف قائلا: يا محمود.. دي مسئولية وأنت هتروح في داهية ووزير إيه اللي هترجع له باقولك دي تعليمات من الرياسة؟ لا تقطع الكهرباء ويكمل محمود سلطان قائلا: أمام إصرار المحافظ وضغطه غير العادي، اقفلت الخط دون مقدمات، وأسرعت للاتصال بالدكتور حسن يونس وزير الكهرباء، وقلت: أنا آسف يا فندم إني باكلمك في الوقت ده، بس الموضوع خطير. قال: خير حصل ايه؟ قلت: محافظ القاهرة طلبني وأكد ان الرياسة تطالب بقطع النور عن ميدان التحرير، فانزعج الوزير وقال وانت قلت له ايه فقلت: رفضت يا فندم وقلت لازم ارجع لسيادتك ولكنه هددني. فقال الوزير: برافو عليك ماتعملش حاجة زي كده أبدا. بعدها اتصل محافظ القاهرة ثانية وقال: يا محمود ماتنشفش دماغك، فقلت له: يا فندم الوزير قال ماتعملش حاجة! فصرخ في وجهي قائلا: طيب هتروح في داهية انت والوزير.. وأغلق السماعة.