مضي عام طويل علي رحيل الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن عاشق التاريخ وجبرتي الدراما الذي استطاع أن يمزج ببراعة بين التاريخ والدراما، ويحول الأحداث التاريخية إلي مشاهد يتابعها الجمهور بسلاسة فيدرك الكثير عن تاريخ مصر الزاخر بالبطولات، المثير أن هناك ما يقرب من 20 مسلسلاً أنتجتها شركات عربية لأعمال محفوظ لم تعرض في مصر من بينها مسلسلات »ليلة سقوط غرناطة، الكتابة علي لحم يحترق، سليمان الحلبي» وغيرها، هذه الأعمال القيمة تستحق أن يشاهدها الجمهور المصري وهي الأمنية التي ظلت تراود الكاتب الراحل ولا تزال تراود زوجته الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز التي تري أن عرضها علي الشاشات المصرية سيعيد اكتشاف محفوظ عبد الرحمن أحد عشاق مصر الحقيقيين. أناشد بالفعل قناة dmc دراما أن تقوم بشراء حق عرض هذه الأعمال لتحقق سبقاً مهماً بها خاصة أن رئيسها الإعلامي الزميل يسري الفخراني يأخذ علي عاتقه مهمة رد الاعتبار لكبار المبدعين، كما أتمني أن يتبني أيضاً إنتاج آخر أعماله الدرامية التي كتب المعالجة الدرامية لها قبل رحيله بعنوان (ملكة مصر)، ويتناول من خلالها سيرة الملكة حتشبسوت التي استغرق طويلاً في قراءة تاريخها، وقد أعطي هذه المعالجة للمخرج حسني صالح ليقدمها لإحدي شركات الإنتاج، ويمكن أن يتولي كتابته أحد تلامذته المخلصين. أما مكتبته القيمة التي تحوي أمهات الكتب والموسوعات النادرة وتحتل ثلاث غرف في بيته فقد كان مقرراً أن تؤول لمكتبة الإسكندرية، وتحمس الراحل لذلك ويمكن أن يستفيد منها الباحثون والدارسون وعشاق التاريخ بما تحويه من كنوز معرفية. قبل رحيله بشهور أخبرني محفوظ عبد الرحمن أنه بصدد كتابة رواية ليعود إلي الأدب الذي بدأ مسيرته الإبداعية من خلاله بمجموعته القصصية الأولي (البحث عن المجهول)، ووجدت زوجته الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز فوق مكتبه أوراقا دون بها كتابات عن د. نصر حامد أبوزيد الذي التقاه محفوظ في منفاه الاختياري بهولندا، وتعاطف مع موقفه بعدما صدر حكم قضائي بالتفريق بينه وبين زوجته. يموت الناس وتبقي آثارهم ولدي محفوظ عبد الرحمن، رحمه الله، الكثير من الإبداع الذي يبقيه حياً في وجدان الناس.