رحل عن عالمنا، عصر اليوم السبت، الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن عن عُمر يناهز 76 سنة، بعد صراع شديد مع المرض، إذ كان قد تعرض لجلطة دماغية مفاجئة، قبل أسبوعين، وعلى الفور نقلته زوجته الفنانة سميرة عبد العزيز إلى أحد مستشفيات الشيخ زايد ب6 أكتوبر، حيث ظل محتجزًا في غرفة العناية المركزة به. ومن المقرر أن يتم تشييع جنازة الكاتب الكبير غدًا الأحد عقب صلاة الظهر من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وتقام مراسم العزاء فى نفس المسجد مساء الأحد أيضا. صدمة أهل الفن شكّل هذا الخبر صدمة كبيرة لجمهور وعشاق كتابات «عبد الرحمن»، الذين استخدموا صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز حجم الألم النفسي من وراء فراق هذا المبدع، الذي أثرى الحياة الفنية بمصر بالعديد من الأعمال المميزة، منهم الناقد رامي عبد الرازق، الذي أعرب عن حزنه الشديد لرحيل الكاتب الكبير، والذي كان يتحدث إليه في العديد من الأمور. يذكر أن رامي عبد الرازق ومحفوظ عبد الرحمن كانا قد تعاونا في آخر عمل للراحل والذي جاء تحت عنوان «ساق البامبو»، حيث قام «عبد الرحمن» بمهمة الإشراف الدرامي على السيناريو، الذي كتب روايته سعد السنعوسي، فيما كتب السيناريو والحوار له رامي عبد الرازق، وقام ببطولته مجموعة من الفنانين منهم سعاد عبد الله، شجون، فاطمة الصفي، والعمل تم عرضه في سباق دراما رمضان لعام 2016. كذلك قدم مجموعة من الفنانين نعيا لرحيل محفوظ عبد الرحمن منهم المخرجون أحمد النحاس، وحسني صالح، ومجدي أبو عميرة. أيضًا الكاتب والمؤلف أيمن سلامة، الذي كتب «سأفتقدك كثيرا يا أستاذى، وسأشتاق لحديثنا ولصوتك وذكرياتك.. منذ 2005 حين أسست جمعية تضمنا نحن كتاب الدراما واخترتنى أن أكون ذراعك اليمنى فى هذه الجمعية ونحن على تواصل مستمر لاينقطع.. تعلمت منك كيف يحترم الكاتب قلمه وكيف يكتب تاريخه بأعماله، وبسلوكه، تعلمت منك الكثير والكثير.. ولكنى الآن لا أستطيع أن أفعل شيئا سوى الدعاء، فاللهم ارحمه رحمة واسعة واغفر له وتجاوز عن سيئاته وادخله جناتك يا أرحم الراحمين». فيما علق الكاتب عبد الرحيم كمال قائلًا: «رحم الله الأستاذ الكبير محفوظ عبدالرحمن الكاتب المصري الكبير وأحد حراس الهوية المصرية العظماء في كل كتاباته المتعددة الراقية سواء للمسرح أو السينما أو الفيديو رحمه الله بقدر ما أعطي لوطنه». إهمال الدولة وكان عدد من أهل الفن، طالبوا الدولة بأن تهتم بمتابعة علاج الكاتب محفوظ عبد الرحمن باعتباره ثروة لن تتكرر ولا نمتلك مؤلفين كُثر مثله، منهم المخرج أحمد النحاس، الذي كتب «هو محفوظ عبد الرحمن ده قليل ده أهم شخصيه أدبية فى تاريخ مصر، هى مصر بتبخل على رموزها ليه». وتابع، في تدوينته على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ياسادة اصرخوا جميعا على صفحاتكم واطلبوا من مصر تعالجه على حسابها رئيس الوزراء فين، إذا كان مايعرفش لازم يعرف إن الرمز العظيم صاحب الأوسمة والجوائز والأعمال اللى شكلت وجدانها راقد فى مستشفى خاص فى الشيخ زايد وجنبه بتتعذب زوجته العظيمة سميرة عبد العزيز هو عيب ولا حرام إن الدولة تعالجه فى أعظم مستشفيات ولا لسه لجنة من أم وزارة الصحة حاتتشكل وتفحص إدخاله تكون كل حاجة انتهت يا كل مثقفي مصر اصرخوا بكل صوتكم ده محفوظ عبد الرحمن يامصر». ظهوره الإعلامي الأخير يذكر أن آخر ظهور إعلامي للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، كان في احتفالية الكاتب لويس جريس بعيد ميلاد زوجته الفنانة الراحلة سناء جميل، والذي أقيم منتصف الشهر الماضي داخل المسرح القومي، وكانت حالته الصحية جيدة، ورافقته في هذه الاحتفالية زوجته سميرة عبد العزيز. وحضر الاحتفالية عدد من الفنانين والإعلاميين، منهم جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والروائي يوسف القعيد، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، والإعلامي محمود سعد، والمخرج المسرحي خالد جلال، والفنانون لبني عبد العزيز، وأحمد عبد الوارث، ومفيد فوزي. تأريخ مصر في أعماله وكان محفوظ عبد الرحمن قد كتب العديد من الأعمال الفنية بين السينما والتليفزيون وساهم فيها بتأريخ أهم الفترات التي عاشتها مصر، سواء من خلال استعراضها عبر قصة لنجم مشهور مثلما حدث في مسلسل «أم كلثوم»، بطولة صابرين، وفيلم «حليم»، بطولة أحمد زكي، أو شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في «ناصر 56»، بطولة أحمد زكي أيضًا. إلى جانب المسلسلات التي عرضت التاريخ بشكل قوي منها مسلسل «بوابة الحلواني»، بطولة عبد الله غيث، و«ليلة سقوط غرناطة»، بطولة رغدة، والذي تناول فيه انتهاء الحكم الإسلامي في الأندلس، وكذلك «سليمان الحلبي»، بطولة محسنة توفيق. تأثر برحيل أحمد زكي كان لمحفوظ عبد الرحمن علاقات قوية بمجموعة من نجوم أعماله، منها الفنان أحمد زكي، حيث كشفت سميرة عبد العزيز في لقاء لها ببرنامج «مصر المحروسة» أن محفوظ تأثر بشدة عقب رحيل أحمد زكي، والذي كان بطلا لفيلمه «ناصر 56»، وكلما جلس بمفرده كان ينظر إلى صورة الفنان الراحل التى يحتفظ بها فى مكتبه ويتذكر أجمل الذكريات، حتى أنه ظل لفترة غير قادر على الكتابة.