سعدت جدا بتجربة الامتحان الالكتروني الموحد الذي نظمته خمس كليات طب في مصر قبل عيد الأضحي مباشرة وهي التجربة الأولي من نوعها حتي الآن، وكانت تحت مظلة المجلس الأعلي للجامعات، وشملت ثلاث كليات حكومية هي طب عين شمس - المنصورة - أسيوط، وكلية الطب الخاصة بجامعة 6 أكتوبر وأخيرا كلية الطب بالقوات المسلحة، وكان الامتحان موحدا اشترك فيه 400 طالب وطالبة من الكليات الخمس من طلاب السنة الثالثة بكليات الطب الذين يبلغ عددهم بجميع كليات الطب في مصر في هذه السنة 6 آلاف طالب وطالبة، الامتحان كان الكترونيا عن طريق أجهزة الكمبيوتر، ومن خلال البرنامج الذي وضعته شركة ميكروسوفت، ومن خلال بنك أسئلة أيضا اشترك في إعداده كل من جامعتي طنطاوالقاهرة، ولهذا لم تشتركا هاتين الجامعتين في هذه التجربة كان الهدف من هذا الامتحان الاختياري هو قياس مدي إلمام الطالب بالمواد الدراسية طوال السنوات الثلاث الأولي منذ دخوله كلية الطب وحتي وصوله للسنة الثالثة بغرض تقييم المستوي العام للطلاب بالعديد من الجامعات المختلفة ومدي إلمامهم بالمواد الطبية، ومعرفة الأسباب التي تجعل طالبا بكلية طب ما يحصل علي امتياز بكليته ثم يأتي في الامتحان الموحد ويحصل علي جيد أو متوسط، أو العكس، وبحث مدي إمكانية الوصول بمستوي متقارب في المعلومات الطبية والقدرة علي استخدامها وتطبيقها بين خريجي كليات الطب بكاملهم الحكومي منها والخاص بهدف الارتقاء بمستوي التدريس بهذه الكليات، وعدم وجود فوارق بين مستوي خريجين في كلية ما ومستوي خريجين في كلية أخري. وما أسعدني أكثر هو إستمرار التوسع في التجربة وتطبيقها مرة ثانية في شهر نوفمبر القادم علي عدد آخر من كليات الطب بالسنة السادسة لقياس مدي إلمامهم بما درسوه من مواد طبية وتطبيقاتها علي مدي ثلاث سنوات كاملة وهي السنوات الرابعة والخامسة والسادسة، وتقييم المستوي العام الذي وصلوا إليه في كل كلية، وهل هو مستوي متقارب أم متباعد، وهل هناك تدريس متميز في كلية ما وتدريس أقل من المطلوب في كلية أخري ؟ وكما أكد لي د0طارق الجمال الرئيس الجديد لجامعة أسيوط وأستاذ الجراحة الميكروسكوبية المتميز أننا قد فعلنا ذلك استعدادا للتغيير الذي سيتم في الدراسة بدءا من هذا العام بجميع كليات الطب في مصر والذي سيطبق علي الطلاب الملتحقين بها لأول مرة هذا العام، وهو النظام الذي يقضي بأن تكون الدراسة بكليات الطب مدتها سبع سنوات يحصل الطالب بعد دراسة خمس سنوات منها علي درجة بكالوريوس الطب لكن لايحصل علي ترخيص مزاولة المهنة إلا بعد تدريب إكلينيكي لمدة سنتين حتي نصل في النهاية إلي إعداد طبيب متميز بجميع كليات الطب لافرق فيه بين مستوي خريج من أي من كليات الطب بالصعيد وبين خريجي كليات الطب بالوجه البحري أو القاهرة علي سبيل المثال، ولافرق بين مستوي خريج من جامعة حكومية وآخرين من جامعة خاصة، لذلك نحن نقوم الآن بدراسة كل السبيات التي أظهرتها تجربة الامتحان الموحد الذي طبقناه علي طلاب السنة الدراسية الثالثة بشكل تجريبي، وسوف نستكمله بعمل امتحان موحد لطلاب السنة النهائية لقياس وتقييم مستواهم علي مدي السنوات الثلاث السابقة ومدي قدرتهم علي الإلمام بتفاصيل المواد الطبية وكيفية تطبيقها. أعتقد أننا إذا نجحنا في هذه التجربة وتوسعنا فيها لكي نطبقها علي كل الكليات سواء كانت نظرية أو عملية، وبجميع الجامعات المصرية حكومية أو خاصة سننقل التعليم العالي والجامعي في مصر خاصة التعليم الطبي نقلة كبيرة جدا، وسيتقارب مستوي الطلاب بشكل كبير، وبجودة عالية وهذا هو المطلوب.