البيان المشترك يعلن الاتفاق علي إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية ونهاية المواجهة بين البلدين شهدت قرية بانمونجوم الحدودية بين شطري شبه الجزيرة الكورية أمس أول قمة بين زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية علي أرض الشطر الجنوبي منذ تقسيم شبه الجزيرة في نهاية الحرب الكورية قبل 65 عاما. بدأت القمة الرسمية بين الرئيسين الكوري الجنوبي مون جاي إن والشمالي كيم يونج أون في الساعة العاشرة ونصف بالتوقيت المحلي لشبه الجزيرة الكورية في »بيت السلام» بقرية بانمونجوم، في المنطقة الحدودية منزوعة السلاح بين الكوريتين. وأعقبت جلسة المحادثات الثنائية استراحة تناول فيها الرئيسان وجبة الغداء، قبل أن يتجه الزعيمان يرافقهما حرس الشرف الكوري الجنوبي إلي ساحة القرية للمشاركة في احتفال رسمي بمناسبة القمة. كما زرع الرئيسان الجنوبي والشمالي شجرة صنوبر مستخدمين تربة ومياها مشتركة من أراضي البلدين في إشارة رمزية إلي الرغبة في تحقيق »السلام والازدهار». وبعد غرس الشجرة، سار الزعيمان معا في بانمونجوم قبل أن يعقدا جلسة المحادثات الثانية. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن يون يونج تشان مستشار التواصل الشعبي في المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية القول إن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج-أون قال لنظيره الكوري الجنوبي مون جيه-إن إنه جاء لوضع حد لتاريخ المواجهة وحل المشاكل بين الكوريتين، وأن »مستقبلا جيدا بالتأكيد سيأتي». وبدور، قال الرئيس مون إن الكوريتين يجب عليهما أن تقودا الدول المجاورة في قضية شبه الجزيرة الكورية. وذكر الزعيم كيم أن هناك توقعات كبيرة إلا أنه في نفس الوقت توجد أيضا وجهات نظر متشككة، مضيفا أن الكوريتين لم تنفذا اتفاقات سابقة بينهما خلال أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي يجعل البعض يشككون في نتائج هذه القمة. وأشار إلي أن الكوريتين فعلتا خلال ال 100 يوم الأخيرة فقط ما لم تفعلاه خلال ال 11 سنة الماضية،، مضيفا أنهما إذا سارتا جنبا إلي جنب مع الإرادة القوية، فسيكون الوضع أفضل من الآن. -من جانبه قال الرئيس مون، إن الكوريتين كانتا تتوصلان إلي اتفاق عند منتصف أو نهاية مدة الرئاسة في الجنوب في السابق، ولم تنفذ أية اتفاقات بين الكوريتين بعد تنصيب حكومة جديدة في الجنوب، إلا أنه بعد مرور سنة واحدة فقط علي تنصيبه يأمل في الحفاظ علي هذا الزخم طوال فترة ولايته. وفي نهاية القمة وقع بيانا مشتركا يؤكد اتفاقهما علي العمل من أجل »نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية». كما شمل الإعلان تعهدات البلدين بالحد من التسلح ووقف جميع »الأعمال العدائية» بحرا وبرا وجوا بينهما، وتحويل اتفاق الهدنة الموقع بينهما عام 1953 إلي اتفاق سلام دائم، وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلي »منطقة سلام». وقد أقام الرئيس الكوري الجنوبي وحرمه كين جونج سوك مأدبة طعام رسمية لنظيره الكوري الشمالي وحرمه ري سول جو والوفد المرافق له حيث حضرها 26 مسؤولا كوريا شماليا.. وقد وصل كيم إلي خط الحدود بالسيارة ثم ترجل ليسير إلي نقطة اللقاء عابرا الحدود من منطقة ليست بعيدة عن موقع مقتل منشق كوري شمالي بعد إطلاق القوات الكورية الشمالية وابل رصاص عليه أثناء محاولته الهروب قبل خمسة أشهر. تأتي هذه القمة التاريخية في الوقت الذي يترقب فيه العالم عقد قمة غير مسبوقة أيضا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم يونج أون والتي لم يتحدد موعدها ولا مكان انعقادها بشكل نهائي حتي الآن.