بدأت حكاية الأصدقاء الثلاثة الذين تربوا سويا في قريتهم الصغيرة منذ نعومة أظفارهم كانوا لا يفترقوا أبداً وجمعهم دائما طموح واحد في بناء بيت متواضع بثلاثة طوابق بسيطة لكل منهم طابق فيه .. سعي كل منهم في طريقه لتكوين نصيبه في تحقيق الحلم .. الأول عامل والثاني فلاح والثالث تنقل بين المهن الحرفية ... انتظروا طويلاً ومرت بهم السنوات دون أن يستطيعوا مواكبة قطار الأسعار الذي سبقهم كلما حاولوا اللحاق به .. حتي يئسوا .. وأصبحت جلستهم الثلاثية المسائية يسودها جو من الحزن وخيبة الأمل . وفي إحدي الليالي عرض أدهم فكرة شيطانية علي صديقيه وهي التنقيب عن الآثار أسوة بما فعل ابن أحد أعيان القرية الذي ظهر عليه الثراء الفاحش فجأة .. لم يستغرق أمر إقناع صديقيه وقتا طويلاً وقرر ثلاثهم بيع روحهم النقية إلي الشيطان وتعاونوا علي الإثم رغبة في تحقيق الثراء الفاحش سريعاً .. بدأ الثلاثة في التنقيب والتجارة المحرمة .. تمت الصفقة الأولي بعيداً عن أعين الشرطة ولكن اختلف الأصدقاء الثلاثة رغم عدم تعارضهم أبدا من قبل .. وقع شجار عنيف بينهم قام علي أثره أحدهم بصفع صديقه أمام المارة في الطريق وتفرقوا ثلاثتهم بعد تدخل الأهالي لفض الشجار ولكنه كان فراقا بلا رجعة فراقا غرس الشيطان اعمدته بعد ان أدخلوه بينهم .. توعد الصديق الذي تعرض للإهانة أمام الجميع - الفلاح - بأخذ ثأره من صديقه العامل الذي صفعه .. واتفق مع صديقهما الثالث علي استدراج المجني عليه وإيهامه بأنه قد تصالح معه وأنهم بصدد القيام بصفقة جديدة بعدأن عثروا علي قطع أثرية أخري .. وبالفعل استدرجاه بعد أن صدق بوجود القطع الأثرية .. استقل معهما السيارة حتي عبروا كمين العدوة الغربية وبينما الطريق خالية من المارة ترجل ثلاثتهم بحجة مشاهدة الآثار المزعومة وما إن هبط المجني عليه حتي فوجئ بأن صديقه الفلاح يقوم بلف شال صوف حول رقبته بينما قام الثاني بضربه بسنجة علي رأسه وعنقه حتي فارق الحياة واستوليا علي ما معه من نقود وهاتف محمول واتفقا علي تقسيم نصيبه الذي اختلفوا عليه - سبب الشجار- فيما بينهما بعد ان تخلصا منه .. حفر الصديقان قبراً لصديقهما ودفناه به .. وعادا إلي القرية يصطنعان البحث عنه .. أربعة أيام مرت دون أن يصل أحد إلي شيء حتي تفتق ذهن المتهمين عن حيلة لصرف النظر عنهما .. وذلك بإيهام أهل الضحية بقريب المجني عليه بعد وعده بمبلغ ضخم من المال علي أن يقوم بابتزاز أهل المجني عليه وطلب منهم فدية 30 الف جنيه حتي يعود المجني عليه المخطوف ورغم علمه بأن قريبه قد قتل إلا أنه وافق علي الاشتراك في الجريمة أمام إغراء المال .. وبالفعل جلس بأحد المقاهي وهاتف أهل المجني عليه من هاتفه الذي استولي عليه الجناة بعد قتله ليوهمهم أن المجني عليه معه بالفعل ومتحفظ عليه والدليل هاتفه المحمول الذي يحادثهم منه .. ولحظه العثر سمعه أحد رواد المقهي الذي كان علي علم باختفاء المجني عليه وتربطه علاقة قوية مع أهله فهرع إليهم وأبلغهم أن من وراء اختفاء نجلهم هو قريبهم وأنه هو من يحدثهم عبر هاتفه.. قام أقارب المجني عليه باقتياد قريبهم إلي قسم الشرطة وتحت ضغط التحقيقات اعترف علي المحرضين فتم القبض عليهما وبمواجهتهما بأقوال المتهم اعترفا وأرشداعن مكان الجثة التي تم العثور عليها خارج القبر وقد نهشها الذئاب .. وتبين بعد تشريح الجثة وعمل تحليل الحمض النووي أنها للمجني عليه وجاء التقرير بأن الوفاة حدثت بسبب الاختناق والضرب بالة حادة علي الرأس والعنق مع وجود كسر في عظام الترقوة .. قضت محكمة جنايات المنيا بإحالة أوراق القاتلين إلي فضيلة المفتي وتأجيل النطق بالحكم في شأن المتهم الثالث الذي حاول مساعدتهم في إخفاء الأمر لحين ورود رأي فضيلة المفتي . صدر الحكم برئاسة المستشار عماد نجدي وعضوية المستشارين معوض ثروت ووائل الأشلم.