أحزنني قول المستشار عبدالعزيز الجندي وزير العدل إن ما ينشر في جميع وسائل الإعلام من تحقيقات مع الرئيس السابق وعائلته وأي متهم سياسي، مجرد فبركة وتوقعات. نفس الشيء أكده المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك الأسبق بعد إطلاق سراحه من مستشفي طره. للأسف وسائل الإعلام لا تقدم الحقيقة بمسئولية وتجري وراء الفرقعة والترويج، وتتعامل مع القضايا الحساسة مثل الفتنة الطائفية بالشكل المثير، دون أن تضع الوقائع في سياقها الصحيح، مما يسيء للوضع العام. ليس من حق أي صحفي أن يحكم علي أي متهم بالإدانة قبل أن يقول القضاء كلمته. لهذا فإنني أرفض بشدة التشهير بمن لا صوت لهم أو بمن هم غير قادرين علي الرد. فما يحدث في وسائل الإعلام ليس حرية ولا ديمقراطية ولا يعتبر سبقاً إعلامياً، إنما هو دكتاتورية غوغائية. فقد علمنا أساتذة الصحافة أن الصحفي الحر لا يؤلف الأدلة والاتهامات، وأن حرية الصحافة ليست حرية الصحفي وحده. يجب أن تكون الحرية مسئولة يطالب الصحفي بها لنفسه، كما يطالب بها لغيره، فلا يجعل نفسه قاضياً ويجعل الناس جميعاً متهمين! نحن علي أبواب عصر جديد من الديمقراطية والحرية. نتمني نهضة صحفية كبيرة تستعيد فيها الصحف مصداقيتها وتأثيرها.