من فضلكم اسمعوا مأساة هذا الشاب لتعرفوا أن أولادنا مظلومون.. الشاب اسمه احمد ناجي محمد عبد الدايم طالب بالسنة الدراسية الثانية »نظم ومعلومات» أكاديمية المستقبل ويقيم في بولاق الدكرور.. أما عن قضيته فهي تستحق وقفة، لا يمكن لعاقل أن يتصور أن يتعرض هذا الشاب إلي »تلطيش» في شخصيته وتحطيم أحلامه.. لمجرد أنه حاول وإختار لنفسه مصدر رزق جديدا بعد أن فشل في البحث عن عمل يساعد به والده العجوز في تجهيز أخته التي تستعد للزواج.. فقد العمل الحر فاختار أن يبيع سندوتشات فاشتري عربة خردة قام بتجهيزها حتي تتناسب مع وقفته أمام كلية الفنون في الزمالك.. - وجد إقبالا وتشجيعاً من الطلبة والطالبات بعد أن عرف معظمهم أنه طالب مثلهم وأنه يكافح لمساعدة أسرته، وإذا بالقدر يرمي عليه أحد الشياطين.. أمين شرطة يطلب منه »سندوتشات» وعندما سأله عن قيمة السندوتشات يرفض ويعتبره حقاً له علي اعتبار أن كل الذين يقفون في هذه المنطقة تابعون له يعني بالعربية »إتاوة».. ولأن الشاب لا يفهم أنه سيدفع ثمن وقفته وعليه أن يغض النظر عن أي طلبات إجبارية تعرض عليه ويكفي أنها كانت »سندوتش» ولم تكن نسبة من عائده.. - المهم بعد أن رفض ترك أمين الشرطة السندوتشات وتوعد له.. وبعد ساعات جاءت عربة البلدية وطلبت منه الترخيص ولأنه علي باب الله ولا يحمل ترخيصاً قاموا بتكسير عربة السندوتشات وسحبوه علي »حي غرب» الزمالك وحرروا له محضراً بتهمة أنه لا يحمل ترخيصاً وخرج المسكين من الحي بعد أن فقد كل شيء.. العربة والتموين وإيراد اليوم.. أخذ يصرخ ولم يسمعه أحد، حتي رئيس الحي لم يخفف عنه.. ولم يحن له قلبه ويساعده في الترخيص.. كل جريمته أنه نزل إلي الشارع بدون ترخيص.. - بالله عليكم هل يرضيكم هذا الظلم.. الشاب يقول لما »بنقعد» علي القهوة بتقولوا انزلوا اشتغلوا ولما بنشتغل بتيجوا تاخدونا.. ويقصد المشهد الذي تعرض له وهم يسحبونه إلي الحي مقبوضاً عليه.. - السؤال الآن.. شاب في موقفه كل أمله أن تتزوج أخته، والده »المسن» لا يملك ثمن جهازها.. هل مطلوب أن يبيع علبة »الكلينكس» في إشارات المرور ويخطف ما يستطيع خطفه.. مسكين هذا الشاب فهو ابيض.. نقي لا يعرف البلطجة وليس علي استعداد أن يأخذ الطريق الغلط كل أمله أن يجمع بين بيع السندوتشات وبين الدراسة.. لكن حظه السيئ أنه لم يفهم اللعبة ويفهم أن كل عمل عليه »إتاوة» سواء كان في الطريق العام أو داخل ديوان الحكومة.. - علي اي حال.. القضية لم تنتهِ فقد قرر الشاب أن يطوف بمشكلته علي كل مسئول.. لكن من الذي سيستجيب له.. أنا شخصياً أنصح هذا الشاب أن يحصل علي قرض من قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة المهم أن يحصل علي ترخيص للمشروع أولاً.. ولا يعيبه أن يبيع السندوتشات والأهم أن يجد من يساعده في إنهاء اوراقه.. ولذلك أرفع مأساته لمحافظ الجيزة علي اعتبار أن سكنه بولاق الدكرور.. ولا أعرف إن كان في مقدور المحافظ أن يمنحه الترخيص بدون تعقيدات إدارية أم سيعمل علي تطنيشه.. المهم هو وحظه.. وإن كنت علي ثقة أن محافظ الجيزة اللواء كمال الدالي يتمتع بالشهامة وله مواقف فيها جدعنة مع الشبان.. وقد يكسب من وراء هذا الشاب ثواباً يوم أن يتحقق حلمه وتتزوج أخته.