نرعي المساجين جيدا داخل السجون.. ونساعد أسرهم أيضا لماذا لا تزور »هيومان رايتس» سجوننا بدلاً من تزوير تقاريرها؟ كشف اللواء مصطفي شحاته مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون النقاب عن تفاصيل عملية المراجعات الفكرية لشباب الجماعات الإرهابية سواء عناصر جماعة الإخوان وتنظيم بيت المقدس وداعش بمساعدة أئمة من الأزهر الشريف.. وأنها حققت نتائج مبهرة كما فند مزاعم المنظمات الحقوقية حول وجود تعذيب في السجون المصرية وطالب تلك المنظمات بتحري الدقة وترحيب السجون المصرية بزيارتهم إذا ما رغبوا في ذلك وكان هذا الحوار: • في البداية هل حسمت وزارة الداخلية اقرار حق النزلاء في الخلوة الشرعية مع زوجاتهم اثناء العقوبة؟. قطاع السجون اعد بالتنسيق مع الجهات المعنية دراسات حول هذا المطلب ومع تفهمنا لاهميته للحفاظ علي سلامة افراد المجتمع من الانحراف انتهينا لقبولها ونحن علي استعداد لحصول السجناء علي حق الخلوة الشرعية.. ولكن بشرط وهو صدور قانون ينظم الامور المترتبة علي تلك الخلوة فمثلا ما هو موقف الزوجة التي ترفض معاشرة زوجها هل تعتبر ناشزاً وكذلك ما مصير الابناء ثمرة تلك الخلوة حيث ان المسجون طبقا للقانون إنسان فاقد للاهلية لا يحق له اي اجراء قانوني بالنسبة للمعاملات أو نسب الاولاد. • من وجهة نظرك لماذا تصر بعض المنظمات الأجنبية والأشخاص من أصحاب المصالح علي إطلاق الأكاذيب والشائعات الباطله حول السجون في مصر؟ هناك من يستفيد من تشويه الواقع وقلب الحقائق سجوننا اليوم وصلت مرحلة من احترام حقوق الإنسان داخلها لم تتحقق طوال عقود طويلة.. لم نعد نحافظ ونحترم آدمية نزيل السجن فقط بل نساعد في رعاية عائلته لحين الافراج عنه. • تتحدث تلك التقارير عن إهدار حقوق السجناء وسوء معاملتهم التي تصل الي حد »التعذيب». لو عدت الي هذه التقارير لسنوات طويلة ستجدها انها تتعلق بالسجناء السياسيين وتحديدا جماعة الإخوان في حين لا توجد شكاوي من النزلاء الجنائيين الذين يعلمون لوائح السجون فيلتزمون بها مقابل الحصول علي حقوقهم وكل غايتهم مرور فترة العقوبة دون جزاء حتي يخرج في موعده.. أما الإخوان فالشكاوي الدائمة عندهم ما هي الا أسلوب ممنهج لاثارة القلق والحصول علي مكاسب ليست من حقهم.. أما بالنسبة لقصة التعذيب فنحن لا نلجأ اليها لاننا لسنا في حاجة لاجبار مسجون علي اعترافات فالمسجون أمانة في رقابنا وتحكمنا في معاملته لوائح وقوانين وعند مخالفتها هناك من العقوبات الكفيلة بردعه لا تتضمن وسائل عنف! ولماذا لا يتقدم أصحاب البلاغات للنيابة العامة للتحقيق فيها اذا كانت موجودة. عموما هناك منظمات مشبوهة وعملاؤها هم من يقومون بترديد هذه الوقائع الكاذبة.. ولدي سؤال محدد الي منظمة مثل هيومان راتيس لماذا تكتب وتذيع تقارير عن بعد ولا تحاول الحصول علي تصريح بزيارة السجون والالتقاء مع النزلاء مثلما فعلت باقي المنظمات المحترمة؟. ولماذا تقتصر تقاريرها فقط علي السجناء السياسيين دون السجناء الجنائيين؟ أليس لهؤلاء حقوق ايضا لديها؟. • كيف يتم استيعاب السجون لهؤلاء الآلاف الذين تكتظ بهم وبينهم أطفال وهم محتجزون دون أحكام أو قرارات نيابة؟ أتحدي اي شخص يستطيع ان يثبت وجود مسجون واحد محتجز دون حكم قضائي أو قرار بحبسه من النيابة علي ذمة تحقيق.. ونفس التحدي يكون ايضا بالنسبة لوجود اطفال فالقانون لا يسجن أي إنسان اقل من 18 عاما.. وعموما السجون مفتوحة تحت تصرف النيابة العامة في أي وقت فلا يمر أي يوم دون حدوث تفتيش مفاجيء نهارا أو ليلا يتفقدون فيه كل مكان ويلتقون بالسجناء ويحققون البلاغات ولم تضبط النيابة أو ترصد زيارات المنظمات الحقوقية أي مخالفات في هذا الشأن. لا يوجد حالة إعتقال واحدة • ربما يكون الاحتجاز علي ذمة اعتقال؟ للمرة الألف والمليون نكرر ليس لدينا حالة اعتقال واحدة فالاعتقال هو اجراء استثنائي طبقا لقانون الطوارئ لتقييد حرية شخص لدرء ضرره لم تصدره قرارات قضائية.. ومصر ليس بها حالة طوارئ سوي في سيناء وليس هناك معتقلين منها. إذن لماذا كل هذا العدد من السجون الجديدة؟ نعم هناك عدد من السجون الجديدة الضخمة بل سيلحق بها عدد آخر في الطريق.. واجابتي علي سؤالك بالرجوع للسنوات الماضية والشكوي لم تتوقف عن الاوضاع المأساوية بسبب التكدس داخل السجون القديمة وبحيث لم تتعد المساحة الخاصة بكل سجون اكثر من 50 سنتيمتراً وكان النزلاء بالسجون يتناوبون النوم أو الوقوف لاتاحة الفرصة لحصول زملائهم علي راحتهم.. ومن هنا كانت المواجهة مع الواقع الاليم بإنشاء سجون جديدة يتم فيها احترام آدمية المسجون. ولكن هناك من يتهمكم بالمبالغة في تخصيص مساحات ضخمة غير معتادة في السجون القديمة؟ نعم السجون الجديدة تتميز بالمساحات الشاسعة لتواكب المواصفات العالمية للسجون بحيث تتضمن أماكن اقامة واسعة جيدة التهوية وتتضمن ايضا كافة المنشآت التي يحتاجها السجن لمعيشه نزلائه مثل المطابخ وأماكن الترفيه والملاعب الرياضية. ويكفي ان تعلم ان نوم السجين سابقا كان فوق بطانية علي الأرض والسجون الحديثة مجهزة بأسرة وربما هناك حالات تكدس في بعض السجون فهذا يرجع لسياسة التوزيع الجغرافي للسجناء بحيث يكون السجين قريباً من اسرته لتخفيف العبء عليهم عند زيارته.. ولكن التكدس الحالي مؤقت سيزول عقب الانتهاء من تشييد السجون الجديدة. قضية الإفراج الصحي ولكن لماذا تفتقد معاملتكم للرحمة والإنسانية في التعامل مع المرضي خاصة من بلغ الشيخوخة؟ وترفضون الافراج الصحي عنهم؟ أولا نحن لسنا أصحاب قرارات الافراج عن هذه الحالات فهناك مسار قانوني لتلبية طلبات الإفراج التي تقدم للنيابة حيث يتقدم صاحب الطلب للقوميسون الطبي ثم الطب الشرعي لكتابة تقرير تفصيلي عن حالته وهناك حالات فعلا حصلت علي افراج صحي.. وبالنسبة لما يتردد عن منعنا توصيل أدوية من الأهل للنزلاء هذا لا يحدث خاصة اذا كانت الادوية موصوفة من طبيبه المعالج ونحن لا نتعنت في علاج من يحتاج حتي لمن لا يجد علاجه في مستشفيات السجن نرسله للعلاج بأي مستشفي خارج السجن. وهل يتساوي السجناء السياسيون مع الجنائيين في هذه المعاملة؟ بالتأكيد المعاملة واحدة وتمت في حالة مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف فهو كما ذكر من قبل لم يحرم إطلاقا من العلاج طوال سجنه وعلي عكس ما رددوا لم يحرم من أي وسيلة للرعاية ولك أن تعلم أن عاكف أقام لمدة عامين في مستشفي المعادي العسكري للعلاج قبل ان يتم نقله للقصر العيني ثم انتقل بناء علي طلبه للعلاج في قصر العيني الفرنساوي علي نفقته الخاصة. التعنت في الزيارات لماذا التعنت في تنفيذ زيارات عائلات السجناء والمبالغة في تفتيش الاطعمة مما يؤدي لتلفها؟ من أين يأتي التعنت وهناك لوائح تحكم عملنا وهناك زيارات لا تتم بسبب توقيع جزاءات علي المسجون منها حرمانه من الزيارة..، أو ربما تأتي اسرته في اوقات غير خاصة بتوقيت الزيارة الرسمي للسجين.. أما عن المبالغة في التفتيش فهذا أمر حقيقي ولكنه طبيعي لمواجهة هذا الابتكار المستمر لاعمال التهريب من خلال الاطعمة بداية من التليفونات وحتي المخدرات وربما سيؤيدنا الجميع عندما يعلمون ان التدقيق في التفتيش بغرض حماية السجناء انفسهم من بعضهم ضد تهريب الاسلحة والآلات الحادة التي تستخدم في المشاجرات أو محاولات فرض السطوة داخل الزنازين. منذ بدأنا حوارنا ولا تنتهي عباراتك عن احترام حقوق السجناء ما هي ملامح ذلك؟ لنبدأ بالرعاية الطبية هل تعلم أننا لدينا 26 مستشفي متكاملاً في السجون بخلاف العيادات بكل سجن بها اطباء متخصصون واحدث الاجهزة في الاشعة والعناية المركزة والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي والاسنان وتجري عمليات جراحية مثل ازالة المياه البيضاء والفتاق والزائدة ووصلت ميزانية العلاج داخل السجون فقط العام الماضي 18 مليون جنيه فالمسجون رعايته الطبية كاملة مجانا وبالنسبة للحالات المعقدة والمتقدمة ترسل للعلاج علي نفقة الداخلية في مستشفيات خارجية. هل قدمتم شيئا في مجال التعليم؟ نقدم الكثير لمساعدة النزلاء في جميع المراحل التعليمية علي الحصول علي مؤهلاتهم العلمية بداية من الشهادات الاعدادية وحتي الدراسات العليا والدكتوراة نقوم بتوفير الادوات المدرسية والكتب مجانا واعداد لجان الامتحانات بالسجون اما امتحانات العملي فنتولي نقل الطلاب السجناء الي الجامعات المختلفة ففي العام الماضي قام قطاع السجون بمحو أمية 2900 مسجون وحصل 198 طالبا علي الشهادة الثانوية. والاعدادية 36 والثانوي الفني 209 والتعليم المفتوح الجامعي 1450 والازهر 108 طلاب جامعين بخلاف 404 طلاب بالمعاهد الازهرية هذا بخلاف تمكين طلاب الدراسات العليا من الحصول علي الماجستير والدكتوراة ففي يوم الثلاثاء القادم ستناقش رسالة دكتوراة للسجين محمد الشناوي. التوعية الدينية هل تهتمون بالتوعية الدينية لمنع انتقال أية افكار منحرفة للسجناء الجنائيين؟ بالطبع والتوعية الدينية سواء كانت للمسيحيين أو المسلمين حيث ننظم ندوات توعية دينية مستمرة وهناك مسابقات تحفيظ القرآن في المناسبات مثل المولد النبوي وشهر رمضان وفاز فيها 4121 مسجونا ما بين حفظ المصحف كاملا أو اجزاء منه. في بداية اللقاء ذكرت ان رعايتكم للمسجون تصل الي عائلته طوال سجنه؟ طبعا وهذا اجراء هدفه المساعدة في الحفاظ علي الاسرة بعد قطع مصدر رزقها بسجن عائلها حيث يتم بالتنسيق مع وزارة التضامن الاستجابة لصرف اعانات من عائلات النزلاء بعد اعداد بحث اجتماعي وارتفعت هذه الاعانات من 97 مليون جنيه العام الماضي لتصل هذا العام فقط الي 115 مليون جنيه. وقمنا بتقديم منح كنفقات الدراسة بنحو 5 ملايين جنيه وساهمنا كقطاع سجون في حصول 2353 طالباً ابناء 1037 مسجونا علي اعفاء من سداد الرسوم الدراسية. ما هو موقف السجون من تواجد بعض الامراض المعدية وسط تكدس نزلائها؟ هناك مسح طبي يتم بصفة متكررة يشمل نزلاء جميع السجون للكشف عن هذه الامراض وتم بالتنسيق مع برنامج الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات بانشاء اماكن عزل طبية لمن تم اكتشاف امراضهم المعدية والخطيرة مثل الايدز والدرن وذلك في اماكن خاصة ببرج العرب وأبي زعبل وسجن 430 صحراوي ولدينا تحديدا وبدون أي مبالغة 51 حالة درن و11 حالة ايدز تم عزلهم عن باقي نزلاء السجون. رعاية المساجين هل انتهي امر الرعاية للسجناء عند تواجدهم خلف الاسوار؟ بالطبع لا.. نحن من خلال برامج للحفاظ علي المجتمع ومنع عودة المساجين للجريمة هناك في هذه البراممج ما يضمن اعادة تأهيلهم للاندماج في المجتمع بعد الافراج عنهم من خلال لجنة المشاركة الاجتماعية وتضم العديد من اجهزة الدولة خاصة أننا لدينا العديد من المشروعات المتنوعة التي نعتبرها اماكن عملية لتدريب النزلاء علي حرف للتكسب بها بعد خروجه للمجتمع من خلال 6 مصانع خشب لانتاج الموبيليات وورش احذية وسجاد وهناك 1138 فدانا مزروعة بحدائق مثمرة منها 40 فدان بنجر تنتج 380 طن بنجر لتصنيع 86 طن سكر بدلا من استيراده وهناك مزارع حيوانية وداجنة تنتج وحدها 16 مليون بيضة بخلاف العجول والأغنام، والنزلاء بعد التدريب يعملون بها مقابل مرتبات يدخرونها أو يرسلونها لعائلاتهم للانفاق عليهم وأخيرا تم التنسيق مع وزارة الاسكان لإعداد ورش عديدة لتعليم السجناء حرف اعمال البناء والصناعات الاليكترونية لتكون مصدر رزقهم بعد اخلاء سبيلهم.