قرر د. محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة إحالة موظفة بالإدارة القانونية بالجامعة إلي التحقيق العاجل بعد أن تسببت في تقصيرها وعدم تقديمها أي مستندات أمام المحكمة في إصدار حكم قضائي ضد برنامج مانشستر بكلية الطب الذي يدر علي الجامعة كل عام الآن حوالي 60 مليون جنيه، وملتحق به الآن بالإضافة إلي الطلاب المصريين طلاب وافدون من مختلف الجنسيات، هذا البرنامج الذي يعد أفضل برنامج تعليمي مع أرقي الجامعات الأجنبية أصبح مهددا بالتوقف هو وبقية البرامج المماثلة بالجامعات المصرية بناء علي هذا الحكم، بل أصبح كل من تم تعيينهم بالبرنامج علي وظائف الأطباء المقيمين والمعيدين مهددين بالفصل من الجامعة، مع أن الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد برئاسة د. يوهانس عيد قد أصدرت شهادة له في 23 يناير الماضي تؤكد أن هذا البرنامج قد استوفي المعايير القومية القياسية، وتم اعتماده بقرار مجلس إدارة الهيئة رقم 162 وتسري هذه الشهادة لمدة خمس سنوات. كانت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة قد أصدرت حكما بإلغاء قرار مجلس جامعة المنصورة الخاص بإقرار اللائحة الداخلية لبرنامج المنصورة مانشيستر للتعليم الطبي لعدم تقديم الجامعة ما يفيد موافقة المجلس الأعلي للجامعات علي تلك اللائحة، واعتماد الوزير لها رغم تأجيل نظر الدعوي أكثر من مرة. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد مجاهد راشد رئيس المحكمة ونائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشار محمد فوزي جمعة، والمستشار محمود فوزي الرفاعي، والمستشار وسام الدين العزازي، والمستشار الدكتور وليد محمود ندا، والمستشار عيد ناصف عبدالسميع، والمستشار محمد عبدالله السيد الزيات، والمستشار محمد شوقي أبوالعينين، وبحضور مفوض الدولة المستشار فوزي الرفاعي وسكرتارية محمد عبدالحميد حجاب. حيثيات الحكم وجاء في حيثيات الحكم، أن مجلس جامعة المنصورة، أقر اللائحة الداخلية لبرنامج المنصورة مانشيستر للتعليم الطبي المتضمنة في المادة رقم »13» منها تخصيص عدد من الوظائف للأطباء المقيمين والمعيدين لكل دفعة علي استقلال عن طلاب النظام الأساسي. وقالت المحكمة: »لما أن المشرع قد أناط المجلس الأعلي للجامعات وضع اللوائح التنفيذية للجامعات واللوائح الداخلية للكليات والمعاهد علي أن يصدر بذلك قرار من وزير التعليم العالي، وقد خلت الأوراق مما يفيد عرض اللائحة الداخلية لبرنامج المنصورة مانشيستر للتعليم الطبي علي المجلس الأعلي للجامعات، فضلا عن عدم صدور قرار من وزير التعليم العالي باعتمادها". الكلية لم تكن تعلم وعلي الفور وبعد أن اكتشفت الجامعة التقصير الذي حدث من جانب الموظفة بالإدارة القانونية بالجامعة والتي تحمل للأسف درجة الدكتوراة وأن الجامعة لم تكن مخطئة في حكمها بعد أن وضعت الموظفة ملف القضية في درج مكتبها ولم تذهب للمحكمة علي الإطلاق لتقدم الأوراق والأسانيد السليمة للمحكمة بصحة موقف الجامعة والكلية والذي تم علي أثرها إحالتها من قبل رئيس الجامعة للتحقيق العاجل أعلن د. السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، أن الجامعة ستقوم بالطعن علي الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بالمنصورة بإلغاء لائحة برنامج مانشيستر للتعليم الطبي أمام المحكمة الإدارية العليا، وتقديم كافة الموافقات الصادرة للبرنامج. وقال عميد طب المنصورة "إن كلية الطب لم تكن تعلم بوجود قضية أمام القضاء الإداري بالمنصورة، ولم يطلب أحد من الكلية تقديم اللائحة للمحكمة، وأن لائحة برنامج مانشيستر للتعليم الطبي تم اعتمادها من المجلس الأعلي للجامعات ومن وزير التعليم العالي منذ 10 سنوات منذ بداية البرنامج". وأكد أن برنامج مانشيستر يتم تطبيقه في عدد كبير من الجامعات المصرية وهو إضافة للتعليم الجامعي. تجربة فريدة بجامعات مصر وبالمستندات التي لم تقدمها الموظفة المختصة بهذه القضية عندما تم رفع دعوي قضائية بشأنها والتي تسببت في صدور هذا الحكم نؤكد أنها لو كانت قد وصلت أمام هيئة المحكمة لما كان هذا الحكم علي الإطلاق ولايمكن أن نقول إن المحكمة قد أخطأت، لكننا أصبحنا بسبب اهمال هذه الموظفة أمام حكم سيزيد الأمور تعقيدا لهذا البرنامج وبقية البرامج الأخري في الجامعات المصرية لحين الانتهاء من نظر الطعن عليه أمام الإدارية العليا. وهذه المستندات تقول إن هذا البرنامج كما يقول د. السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب كان قد بدأ عام 2006 بعد صدور قرار وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور هاني هلال رقم 2293 بتاريخ 8/9/2006 وموافقة لجنة القطاع الطبي بتاريخ 27/7/2006 وموافقة المجلس الأعلي للجامعات بجلستيه بتاريخ 4/7/2006 - 6/9/2006 وكان لرؤساء الجامعة وعمداء كلية الطب بجامعة المنصورة الفضل في تذليل العقبات امام انشاء واستمرارية البرنامج كأول برنامج تعليم طبي متميز بشراكة كاملة مع جامعة مانشيستر الانجليزية وتحت مراقبة وزارة التعليم العالي المصرية. مشاكل تواجه البرنامج لكن ما المشكلات والقضايا التي تواجه هذا البرنامج ؟ يؤكد د. السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب جامعة المنصورة أن كل المشاكل التي تواجه البرنامج منذ اليوم الأول كانت ومازالت متعلقة بتعيين خريجي البرنامج في وظائف الأطباء المقيمين والمعيدين وقد نصت لائحة البرنامج الاولي الصادرة عام 2006 والمعتمدة من المجلس الأعلي للجامعات والمعدلة عام 2013 وحتي اللائحة الاخيرة التي اعتمدتها لجنة القطاع الطبي بتاريخ 14/6/2017 ووافق عليها المجلس الأعلي للجامعات بتاريخ 19/8/2017 والتي تنتظر القرار الوزاري علي أن يخصص مجلس الادارة للبرنامج عددا من وظائف الأطباء المقيمين والمعيدين لكل سنة علي حدة وظائف منشأة تحديدا ليست استقطاعا من وظائف البرنامج العادي واعتمادها من مجلس الكلية ومجلس الجامعة، وقد بدأت المشاكل مع تخرج اول دفعة في سنة 2012، ومع أول اعلان للوظائف في إبريل عام 2014 تم رفع 4 قضايا علي وظائف الاطباء المقيمين والمعيدين بل علي لائحة البرنامج امام القضاء الاداري وكذلك دعاوي بعدم دستورية البرنامج، وكانت القضايا التي نظرتها محكمة القضاء الاداري في المنصورة في شهر يوليو عام 2015 قد قضت برفض دعاوي اثنين من الطلاب وعدم احقيتهكم في التعيين في الوظائف المخصصة لخريجي برنامج مانشيستر. وفي شهر ديسمبر عام 2015 حكمت نفس المحكمة بأحقية طالبين من البرنامج العادي التعيين في وظائف خريجي مانشيستر وقضت بإلغاء خطة جامعة المنصورة لتعيين خريجي برنامج مانشيستر وماترتب عليه من آثار، وتم الطعن علي حكم محكمة القضاء الاداري في المنصورة أمام المحكمة الإدارية العليا والتي حكمت بوقف حكم محكمة القضاء الإداري بالمنصورة في الشق المستعجل وإحالة الموضوع الي هيئة المفوضين..لكن في يوم الأربعاء الموافق 13 سبتمبر 2017 قضت محكمة القضاء الإداري في المنصورة بإلغاء لائحة البرنامج وقالت في حيثيات حكمها ان لائحة 2013 غير معتمدة من المجلس الأعلي للجامعات ولم يصدر بها قرار وزاري وكذلك عدم دستورية المادة 13 من اللائحة والتي تخصص وظائف لخريجي البرنامج وهو ما تم ايقاف تنفيذه بالحكم السابق للمحكمة الإدارية العليا بجلستها المنعقدة بتاريخ 13/8/2016 ولا يزال الشق الموضوعي ينظر بذات المحكمة، ولذلك سوف تقوم جامعة المنصورة بالطعن علي حكم محكمة القضاء الإداري امام المحكمة الإدارية العليا خاصة أن جامعة المنصورة تري أن هذا البرنامج يعتبر بالفعل إضافة مهمة للتعليم الطبي مصر وتناشد الجامعة الجميع بذل كل الجهود للحفاظ عليه. الفرق بين البرنامجين لكن ما الفرق ببن برنامج المنصورة مانشيستر وبرنامج المنصورة العادي؟ يقول د. السعيد عبدالهادي إن برنامج المنصورة مانشيستر يختلف في المنهج العلمي وطريقة التدريس وطريقة التقويم عن البرنامج العادي حيث أن المنهج التعليمي لبرنامج المنصورة مانشيستر يستخدم طريقة حل المشكلات الطبية مصمم في شكل وحدات متكاملة بين العلوم الاكاديمية والإكلينيكية، فمثلا بدلا من منهج التشريح والفسيولوجي في السنوات الأولي والباطنة والجراحة في السنوات النهائية يتم دمج هذه المواد في شكل حالات مرضية مثل قرحة المعدة، سرطان المعدة.... الخ، ودراسة كل المواد المتعلقة بهذه المشكلة الطبية كما أن طريقة التدريس والتعلم في برنامج مانشيستر تعتمد علي الطالب والتعلم النشط في مجموعات صغيرة من 10 إلي 15 طالبا في كل مجموعة ويشرف عليها عضو هيئة تدريس في حلقات نقاش ممتدة. الطلاب يذهبون الي المستشفيات الجامعية من سنة اولي طب لمناظرة الحالات المرضية. وهناك جزء اختياري واعداد بحث أو بوستر في كل فصل دراسي وكذلك اعداد ابحاث علمية ونشرها في مؤتمرات علمية محلية ودولية. أما طرق التقويم فكلها طرق موضوعية مثل اسئلة الاختيار من متعدد والأسئلة التي تجاوب مباشرة إلي الكمبيوتر ولا يوجد في البرنامج أي امتحانات شفوية أو أي لقاء مباشر بين الطالب والممتحن والامتحانات الإكلينيكية تتم في شكل محطات متعددة موضوعية وتشرف علي هذه الامتحانات جامعة مانشيستر وتكتب تقريراً عن كل امتحان وتراقب جودة الأداء في البرنامج. تعديل البرنامج وماذا أضافت طب المنصورة للبرنامج الانجليزي؟ يقول عميد الكلية إن طب المنصورة قامت بتطوير وتطويع البرنامج لكي يناسب طبيعة الأمراض والنظام الصحي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا وخاصة ماليزيا والتي يدرس من ابنائها أكثر من ألف طالب في البرنامج. هذا التطوير أشاد به الانجليز اشادة بالغة كما هو مرفق في خطاب عميد طب مانشيستر. ويضيف د. السعيد عبدالهادي أن برنامج مانشيستر ليس للأغنياء فقط كما يقول البعض مع أن البرنامج برسوم دراسية تحددها جامعة المنصورة للطلاب المصريين وتحددها وزارة التعليم العالي بالنسبة للطلاب الوافدين لكن هذا البرنامج يقدم 10 منح مجانية كل سنة للطلاب المصريين الحاصلين علي الثانوية العامة المصرية. كما يقدم البرنامج 10 مكافآت تفوق تقدر بخمسين في المائة من الرسوم الدراسية للعشرة الاوائل كل سنة. العائد علي الجامعات سألت عميد كلية الطب: وماهي الفوائد التي عادت علي جامعة المنصورة وباقي الجامعات المصرية والعربية من هذا البرنامج؟ قال: كلية طب المنصورة حدث بها تطور هائل نتيجة الاحتكاك المباشر مع أساتذة جامعة مانشيستر وكذلك من التبادل الطلابي بين الجامعتين مما نتج عنة تطوير طرق التدريس والامتحانات للبرنامج العادي وتم توفير دخل للكلية مكنها من تطوير معاملها وبنيتها التحتية. نتج عن ذلك اعتماد كلية الطب من الهيئة القومية عام 2011 واعادة اعتمادها عام 2017 وكذلك اعتماد برنامج مانشيستر عام 2017 كأول برنامج تعليم طبي يتم اعتماده في مصر، وكان نجاح البرنامج الدافع الرئيسي لجامعات مصرية اخري مثل جامعات عين شمس والقاهرة والاسكندرية والمنوفية وطنطا في انشاء برامج مميزة وفي العام الماضي 2016 بدأت اول جامعة خاصة وهي جامعة نيو جيزة شراكة مع جامعة لندن وحاليا هناك علي الأقل ثلاث جامعات خاصة تبحث عن شراكة مع جامعات اوروبية، وعربيا أقامت جامعة طيبة بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية شراكة مع جامعة مانشيستر وعلي وشك تخريج أول دفعة. إنتهي العرض لكن مازالت القضية ساخنة ولم يتم حسمها حتي الآن.